في لقائه الاخير مع من الطلاب وأعضاء جمعيات الطلاب السياسية والعلمية والثقافية في طهران، قال المرشد الاعلى للنظام الايراني بأنه يريد حكومة “ثورية وشابة” في حديثه عن الانتخابات الرئاسية لعام 2021. وأضاف إنه يأمل أن تكون الحكومة المقبلة “شابة وملتزمة بالنهج الثوري”، وأوضح خامنئي تصوره لشكل الحكومة قائلا: “لا أقصد أن الرئيس الإيراني القادم يجب أن يكون رجلا يبلغ من العمر 32 عاما، بل أقصد أن تأتي حكومة تعمل بجهد ونشاط وحيوية لمعالجة المشاكل والتغلب على الصعوبات في البلاد”. من دون أدنى شك فإن الشعب الايراني وهو يستمع الى مايقوله خامنئي بشأن حکومة مقبلة”شابة وملتزمة بالنهج الثوري”، فإن مشاعر السخرية تتزايد لديه خصوصا وإنه جرب ثورية حکومة أحمدي نجاد التي کان خامنئي يدعمها ووصفها بشتى الاوصاف المبالغ فيها ولکنها کانت أکثر الحکومات فسادا ونهبا وسرقة للمال العام ولکل مقدرات الشعب الايراني، مثلما إنه جرب حکومة الاصلاح والاعتدال لأربعة حکومات خلال عهدي محمد خاتمي وحسن روحاني اللتان أذاقتاه کل صنوف المعاناة والحرمان.
الشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بالشعارات البراقة والطنانة لهذا النظام وأصيب بالتخمة من الوعود والعهود المعسولة على مر ال41 عاما الماضية، فإنه لايملك سوى السخرية والاستهزاء بهکذا أحاديث ليس لاتغير من الواقع شيئا بل وحتى إنها تدفعه نحو الاسوأ وتجارب الاعوام الماضية تشهد کلها على ذلك، ويبدو إن خامنئي الذي يعلم جيدا بأن الشعب يغلي غضبا من النظام ولم يعد يثق به إطلاقا فإنه يريد من خلال ماقد قاله بأن”تأتي حكومة تعمل بجهد ونشاط وحيوية لمعالجة المشاكل والتغلب على الصعوبات في البلاد”، أن يجعل الشعب يجلس مرة أخرى في خانة الانتظار والامل بأن تتحسن أموره وأوضاعه ولکن الذي تأکد له هو إن أوضاعه سارت دائما نحو الاسوأ.
الشعب يريد بل يطالب وبإصرار بالتغيير الحقيقي الذي يکفل له تحقيق طموحاته ومطالبه المشروعة وإنه وخلال 4 إنتفاضات قد أکد على ذلك، لکن الملفت للنظر هنا إن التغيير الذي يطالب به الشعب ليس التغيير الذي يصوره خامنئي أو روحاني والذي يصدر عن النظام نفسه بل إنه التغيير الذي رسمته وحددت معالمه منظمة مجاهدي خلق التي قادت هذه الانتفاضات بإعتراف النظام نفسه، وإن خامنئي عندما يتکلم هکذا کلام فإنه يريد أن يستوعب ويغطي على التغيير الحقيقي الذي يطالب به الشعب ومجاهدي خلق وذلك هو أشبه بعملية خداع للنفس وليس أکثر من ذلك!