23 ديسمبر، 2024 6:35 م

شباب مدينة الصدر وضريبة حب الوطن ؟!

شباب مدينة الصدر وضريبة حب الوطن ؟!

كل يوم نرى مشاهد لا نحسد عليها والتي لا يذهب ضحية لها سوى الأبرياء ، حتى باتت سجلات الأحوال الشخصية في العراق الأكثر تغييراً في البيانات ، حين تتحوّل الخانة الخاصة بحقل الزوجة من متزوّجة إلى أرملة ، هكذا بلحظةٍ وجرّة قلم يتحوّلن إلى حاملات للهموم ومعاناة لا تنتهي لبراعم تترك على قارعة الطريق .. هناك من لازالوا يتاجرون بضحاياهم أحياءً كانوا أو شهداء وكلّ جريمتهم التي لم يسامحهم عليها قاتلهم ، هي أنّهم عراقيون ؟. لا ينكر أحد أن ما يقترفه أهل السياسة من أفعال ينعكس على الوضع العام ، ويدفع ثمنه باهظاً ذلك المواطن الفقير الباحث عن لقمة للعيش لأولاده الذين تركهم أحياء (أموات) ، هذا ما حصل في مدينة الصدر التي لم يرحمها أحد على مرّ الزمان ، لأن أبناء (المدينة) الذين سالت دماءهم مدراراً واستغلّ طيبتهم الكثيرون ، لم يجدوا من يوقف النزيف والبكاء والصراخ والعويل الذي يسمع في أغلب البيوت. هل هي ضريبة حب الوطن التي لا يسامحهم عليها الجبناء الذين يستهدفون كل من ينادي ضد الطائفية المقيتة ؟ أم أنّ لخطاب السيد مقتدى الصدر الذي حرّم بموجبه الدم العراقي ومهما كان صاحبه ، داعياً إلى رصّ الصفوف. ما أن خرجنا من آب حتى نسينا التمر الذي كان يتساقط من نخيل العراق لنتذوّقه ، ولننشغل بمراقبة أثمن أنواع التمر وهو يتهاوى قبل أوانه مسلوباً الروح وفي الكثير من الأحيان لا روح ولا جسد رغم أننا في أواخر شهر أيلول !. لماذا مدينة الصدر بالذات وفي هذا التوقيت بالتحديد تزف العشرات من الشهداء وترفد المستشفيات بأضعاف هذا العدد ؟ هل هي الحرب القذرة ، التي لا يحلو لمن يلعبها إلا حصد الأرواح ؟ من نسأل ومن الذي سيجيب ، هذا في حال أننا وجدنا من يفدي أهل مدينة الصدر الناجين من الاستهداف والموت المنتظر. نحن نعي أن الجميع برقبة الحكومة ، حتى ينجلي الموقف وتهدأ النفوس التي نراها وبقايا أصحابها ، تلف إلى مثواها الأخير ، ونحن نعلم أن القادم سيكون أسوأ من الذي مضى ، لوجود من يعزفون الحان الموت ببراعة ، تدفع المرضى ب(فوبيا) الحياة أن يعيثوا تخريباً ودماراً وكأن من يقتل أو يستشهد ليس من بني جنسه أو مدينة التضحيات الكبيرة التي لم تسكت على ما كان يحدث أيام زمرة البعث الطاغية وسجّلت لنفسها مواقف ، يخافون منها اليوم ، لتكون الضربات الموجعة. تبقى بانتظارٍ لفاجعة جديدة في مدينة الأبطال أو أي مكانٍ آخر ينتقيه الأشرار ليزرعوا الموت والدمار. هل يبقى العراق أسيراً لنزوات المجرمين الذين عجزت كل الحشود التي نراها أمامنا يومياً وهي تسألنا نحن إلى أين ومن أين ، بينما القاتل  يهرب سالماً وهو يسير على الأرض التي صبغها إجرامه باللون الأحمر. هل يريدون إشعال الفتنة الطائفية ؟ نحن نعلم أنّهم سيفشلون ، مع أننا متأكدون أن المواطن لن يجد قربه إلا مواطناً مثله ليحمله أو يبكي عليه وهو متأكد أن من سينقذه لن يسأله وقتها من أين أنت وما هو دينك أو مذهبك وسكان مدينة الصدر دافعي أعلى نسب ضرائب الحرية سيبقون يقتدون بالمثل الصالح الذين رضوا أن يسيروا على نهجه وهم يحكون للجميع تلك الحكاية عن جنديين جمعتهما لذّة الموت التي لا يعرف طعمها إلا من آمن بحبّه لأخيه… قال جندي لرئيسه .. صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيدي .. أطلب منك الأذن بالذهاب للبحث عنه .. الرئيس .. الأذن مرفوضٍ ، وأضاف قائلاً .. لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنه قد مات..الجندي ودون أن يعطي أهمية لرفض الأمر ، ذهب وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه.. كان الرئيس معتزاً بنفسه ، فقال لقد قلت لك أنه قد مات قل لي هل كان يستحق منك كل هذه المخاطرة للعثور على جثته ؟ أجاب الجندي محتضراً ، بكل تأكيد سيدي عندما وجدته كان لا يزال حياً واستطاع أن يقول لي كنت واثقاً بأنك ستأتي لأنّك مثلي مواطن!.