20 أبريل، 2024 12:17 م
Search
Close this search box.

شباب سلميون وامل بنصرمبين!

Facebook
Twitter
LinkedIn

اضافة للمميزات العديدة التي يتحلى بها الشباب الابطال في جميع ساحات الاعتصام والتظاهر ، فان سلميتهم المتناهية اثارت اعجاب العالم برغم وحشية القمع الذي يواجهونه وتعدد الاساليب الاجرامية من خطف وتعذيب حتى الموت وتصفيات و عجز القوات الامنية بكل تشكيلاتها من توفير حماية مناسبة للمتظاهرين . وبقدر ما اشرت مجزرة ساحة الخلاني وجسر السنك الجمعة الماضية وما سبقها من هجوم بالسكاكين على المتظاهرين في ساحة التحرير حجم التهديدات والمخاطر التي يتعرضون لها من ” طرف ثالث ” معلوم لكنه مجهول لدى السلطات المتخصصة ، فانها من حانب اخر اكدت مستوى الوعي الذي يمتلكه الشباب وصبرهم واصرارهم ببقاء صفة السلمية على ثورتهم الشعبية .. وقبل ايام حدثتني امرأة عراقية من بغداد تجاوز عمرها السبعين وتعاني من امراض شتى عن فرحتها وهي تزور الخلاني والوثبة وساحة التحرير لتقول بلهجتها البغدادية ( عبالهم يرهبون الشباب بجرائمهم لكنهم لايعرفون طبيعة العراقيين المخلصين فهم اباة ويرفضون تدخل الاخرين وعندما يثورون يموتون ولا يستسلمون ) ..وتضيف هذه السيدة الاحزاب السياسية الفاسدة لا تريد ان تعترف بهزيمتها امام شباب العراق الذين يحملون ايمانا صادقا بالدين وبالانسانية وبالوطن .. هذا الايمان الذي جعلهم يتركون مساكنهم ويرتضون العيش في خيم لا تحميهم من برد ولا تقيهم من مطر .. هذا الشباب لن يهزم وسينتصر باذن الله ..
كلمات هذه السيدة التي تعيش وحيدة واضطرارها الاستعانة بهذا الشاب او ذاك من ابناء منطقتها لمرافقتها الى منطقة قريبة من ساحة التحرير وسيدات وشابات عراقيات مضحيات،وحدها كافية لتمنحنا البشارة بانتهاء عصر السياسيين اللصوص الفاسدين وسطوة احزابهم الفاشلة . لن ندعي ان المقبل من الايام سهلا وان ماحدث في الجمعة الماضية في الخلاني والسنك واختطاف الناشطين وتصفيتهم لن يكون الاخير ، غير ان ا حاديث الشباب الثائرين وتمسكهم بسلمية احتجاجاتهم تجسد اعلى معاني الايمان بانتصار العراق وشعبه على اعدائهم من القتلة المجرمين .. نعم بسلميتهم سينتصرون ان شاء الله من دون اغفال ضرورات الحيطة والحذر الشديدين .. فهم كما عهدناهم ومنذ انطلاق شرارة غضبهم في بداية تشرين ، الاكثر وعيا وادراكا لطبيعة ونمط سلوكية الاحزاب المهيمنة المبنية على مبدأ ” ما ننطيها ” و الغاء الاخر والاسئثار بكل شيء .. قد يعتقد البعض ان التزام السلمية فيه مثالية وان العنف لابد ان يواجه بالعنف ، غير ان شباب العراق الثائرين لن يعطوا فرصة للمتربصين لان يحولوا العراق الى حمام دم لاسامح الله و سيكتبون على صفحات التاريخ نصرهم بطابعهم السلمي رغم مافيه من تضحيات .
الممسكون بالسلطات يصرون على اتباع اساليب التضليل تارة والترهيب في اكثر الاحيان ولن يتورعوا عن ارتكاب الجرائم من خلال ميليشياتهم ، لكنهم اجلا وعاجلا سيخسرون وعندها لاتنفعهم الندامة ..فارادة الشعب هي الاقوى من كل سلاح مهما توهم الطغاة .. نعم سلمية سلمية وبهذا يرتفع صوت الشعب فيوقظ ضمائر العالم وينير طريق الحرية لسالكيه .. والرحمة على الشهداء وبشر الصابرين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب