9 أبريل، 2024 1:46 ص
Search
Close this search box.

شباب تشرين متميزون

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايمكن لاي منصف وصاحب ضمير حي ان ينكر المستوى العالي من المسؤولية الوطنية والوعي الوطني الكبيرللمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد او في المحافظات الاخرى ، واصرارهم على بقاء صفة السلمية لتظاهراتهم وحرصهم للمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة ..برغم ما يواجهونه من قمع سواء من خلال غازات سامة او باطلاق الرصاص الحي او تعرض بعضهم للاختطاف والاعتقال ، ناهيك عن محاولات تشويه صورتهم الجميلة والصاق تهم الحرق والاعتداء بهم وغير ذلك من الاساليب القمعية التي زادتهم تمسكاً وثباتا من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة . الصور الوطنية التي جسدها شباب العراق كبيرة ومحل فخر الجميع .. هؤلاء الشباب بعفوية ومن دون خلفيات ايدلوجية او توجيه ، كانوا هوية وطن بكل ما تعنيه الكلمة حيث تجاوزوا مطالبهم الحياتية الآنية المشروعة من تعيين وخدمات صحية وتربوية وبلدية ، ليرتقوا في اهدافهم التي لخصوها بشعار كبير اريد وطن فيدركوا انه لاحياة كريمة من دون عراق معافى كامل السيادة .. وان الفساد وحيتانه ورموزه المعروفة نتاج طبيعي لسياسيين راهنوا على الطائفية لتمزيق وحدة الشعب وان لاحلول حقيقية ببقائهم .. وهذا هو ما يقلق الاحزاب الطائفية التي صارت تعيش حالة رعب حقيقي وهي تسمع الرفض الشعبي الكبير لها .. ما زالت هذه الاطراف السياسية مصرة على اتباع نفس سياسة الخداع والتضليل وتصم اذانها عن جوهر المطالب الحقيقية للشعب وتقفز عليها وهو ما يمنح الشباب الثائر حافز مضاف للبقاء في ساحات العز والكرامة ليحولوها الى وطن مصغر حيث تجد ابن الناصرية والبصرة والديوانية يتشارك العيش في ساحات التظاهر مع ابن الفلوجة والموصل وصلاح الدين ..
ويحرص المتظاهرون الشباب يوميا على ابتكار رسائل وطنية معبرة لجميع السياسيين من خلال فعالياتهم المتميزة ابرزها ان العراق اسمى من المحاصصة بابشع صورها التي شرعنها بول بريمر سيء الصيت من خلال مجلس الحكم وكرستها طبقة سياسية حولت العراق الى اقطاعية لصالحها من دون ان تفهم ان العراقي قد يصبر طويلا لكنه عندما يغضب لايرحم !!
الى الان وفي اليوم الثامن عشر للتظاهرات منذ الخامس عشر من تشرين الاول الى اليوم ،ترفض الاطراف السياسية وكما يبدو ان تصغي لصوت الشعب وتصر على اجراءات ترقيعية ، بل انها تستفز الشعب وشبابه الثائر بتصريحات غير مسؤولة تصل حد الاستهانة بالشباب !! .. وهنا يكمن الخطر الحقيقي الذي يهدد الوطن.. ليس الخطر في شباب تشرين وتظاهراتهم السلمية فهم متميزون بوطنيتهم وعلاقتهم الطيبة مع القوات الامنية من جيش وشرطة ، بل في استهدافهم من قبل عناصر تتعمد قتلهم بدم بارد ..
مطالب المتظاهرين واضحة ومعلنة وآن الاوان لكل الاحزاب والكتل السياسية ان تسمعها بعيداً عن اساليب التسويف والمماطلة التي اعتادت ان تستخدمها .. مشكلة الاحزاب انها تعيش في وهم السلطة ومغرياتها بعيدا عن تطلعات الشعب وعليها ان تعيد حساباتها فقد فشلتم فشلتم وهذه هي الحقيقة ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب