23 ديسمبر، 2024 10:11 ص

أيام وتفصلنا عن عام ميلادي جديد، ترى ماذا تخبئ السنة المقبلة لعراقنا الجديد؟!

هل ستشهد ساحة التحرير ببغداد تلك التظاهرات الشعبية العارمة التي طالبت قبل عامين تقريبا بالتغيير، وحققت “التغيير” لكن.. بالمقلوب لصالح “المقاولين السياسيين” بذهاب رؤوس التحريض عليه وقتلهم بكواتم الصوت و”هادي المهدي” نموذجا، وكص راس واكطع خبر.

نعم.. كانت البداية مع “هادي المهدي” لبث الرعب في قلوب آخرين. وتم تعويم القضية ولا ندري أين وصل التحقيق فيها “أصلا هل كان هناك تحقيق؟” ولماذا “يفتحون عيونا عليهم” ما دامت الكواتم شغالة، وشماعة “البعث الصامد والقاعدة” جاهزة.. كافي مو طاح الصنم”!

فاليوم يعيد شبان على صفحات التواصل الاجتماعي الدعوة الى التظاهر مطالبين بالتغيير ويختارون بدلالة واضحة “الخامس والعشرين من يناير كانون الثاني المقبل” – حيث سقط في القاهرة صنم وجاء هبل – لكي ينطلقوا في مسيرات احتجاجية تطالب بتغيير، لا يشبه ما حدث في تونس أو في مصر. ولا يريدونه أبدا على شاكلة ثورتي ليبيا وسورية الدمويتين. وطبعا فان التغيير المخدر بالقات اليمني لم يرق لهم ولن يلقوا له بالا.

“شباب التغيير” نشروا أفكارهم وهي ستحرج جميع “المقاولين السياسيين”، ومعهم أولئك الذين يسمون أنفسهم “مقاومة”، وأنا كما تعرفون لا أعترف بشيء اسمه “مقاومة”، فكلها برأيي دكاكين هدفها لا يخرج عن معادلة تقاسم الحصص. وإن اختلفوا فعلى الميزان.

“فالمقاومة” في العراق هي انعكاس لصراعات اقليمية بالدرجة الأولى لتعزيز نفوذ طائفة أو عرق في معادلة “تقاسم الحصص”، وهي بالمقام الثاني “إرهاب” تورط به مشاركون في “العملية السياسية” ممن هم بالوجه مرايه وبالكفه سلاية، ولست خجولا حين أصارحهم بحقيقتهم إن حظيرة خنزير أطهر من أطهرهم “إذا أكو طاهر”. المهم كم يقتل وكم يلهف: ومن ثم فليحيا الوطن.

ماعلينا.. والعذر عند مظفر النواب مقبول، فان “شباب التغيير” رفعوا شعارات في غاية الجدية والذكاء: فهم ليسوا مع “العملية السياسية” ولا مع البعثيين وأزلام النظام السابق. كما أنهم يطالبون بتغيير حقيقي سلمي ملتزم بكل القوانين الراهنة وتفاصيل دستور لا يهش ولا ينش، والتي تسمح بالتظاهر السلمي، والزموهم بما ألزموا به أنفسهم.

ويا جماعة الخير: إن المطالبة بالتغيير عبر تظاهرات سلمية تبدأ صغيرة ثم تتحول الى كرة ثلج “وخاشوكة خاشوكة تنترس البستوكة”. وسيرى هؤلاء الذين أخلدوا الى الأرض وقيمها، أن تظاهرات التغيير إذا جاءت “بشرطها وشروطها” برفض التدخل من الخارج، فلن تكون “لعب جعاب”. وهالمرة ما لازم تسلم الجرة.

من الشعارات التي لفتتني لدى شباب التغيير:

– لا نعادي ايران ولا السعودية كما لا نعادي بريطانيا ولا أميركا: نحن حركة تغيير وطنية تريد بناء وطن مستقل له علاقات متوازنة مع الجميع ولتحقيق مصالح العراق أولا.

– نطالب بحل الحكومة والبرلمان وانتخابات حرة نزيهة باشراف دولي محايد وان تجري الانتخابات فردية.

يحرم من الانتخابات كل الذين شاركوا في العملية السياسية لأنهم فاسدون وأفسدوا الديمقراطية.. والذين دعموا الإرهاب وأجرموا بحق الشعب العراقي يحرمون من الانتخابات.

– البعثيون لا يحق لهم الترشيح. رجال أمن صدام والعسكريون لا يحق لهم الترشيح. رجال الدين لا يحق لهم الترشيح.

فيا شباب التغيير تذكروا دائما: “الناس ويه الواكف” وإن سقط هادي المهدي، فالواقفون يجب أن يكونوا كثيرين.. في ميدان التحرير.

مسمار:

ما رضينا بجزة.. رضينا بجزة وخروف!

* جريدة العالم