22 نوفمبر، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

شاي

فتحت باب الله كان واقفا ينتظر احدا يحرك الرتاج بادرني : انت ناجي .. لا انا الذي بعده . أهلا عقيل .. حرك بسبابته نظارته الطبية الى الوراء سحب نفسا عميقا . مد يده في جيب بنطاله اخرج علبة السكائر اشعل لفافة بعد ان وضعها بين شفتيه . أين والدتك قل لها عبدالله واقف باب .. لآول مرة اراه كانت امي تحدثنا عنه هو بن عمها وتربوا سوية اخذته السياسة بعيدا عنهم كصبيان ممكن تكون بينهم علاقة حب لكنه اختط طريقا بعيدا همه المباشر ما يفعله الساسة الفاسدين ..
صوته يملاء الصالة : قلت الى اللجنة اني اعاني من قصر النظر ولا ينفع سوقي الى الخدمة العسكرية . لكنهم اصروا على رأيهم . كنت احس به بطلا وهو يحكي معاناته عن نوبات الحراسة خصوصا في الليل وفي منطقة جبلية وعرة مثل سيد صادق .. لكنه مصرا على التسريح من الجيش .. ستينات القرن المنصرم شهدت العديد من الاشكالات قي خاصرة الوطن المبتلى . في اجازته الثانية كان فرحا وهو يرينا دفتر خدمته العسكرية وقد تم تسريحه بالفعل طلب مني قرأة ما مكتوب .. بدا غارقا بنشوة رائحة الشاي ودخان اللفافة : قررت اللجنة الطبية تسريح المنسوب عبدالله جاسم جبر من الخدمة الالزامية وذلك ..
لم أعد اسمع اخباره يبدو انه انغمس في عالمه الاثير .. البارحة كانت ذكرى اختفائه القسري . ثلاثون عاما مضت ولم نعثر على جثته . لكنه روحا تطوف حول بيته واطفاله الذين صاروا رجال . لايعرفون شكله الا من الصورة المعلقة في الصالة بعينين غائرتين خلف نظارة طبية وعبق دخان سكائر لا ينقطع . وصوت جلبة اقداح الشاي ويهمس بصوت واضج شيوعي لا يمل من احتسأ الشاي

 

أحدث المقالات