لا أدري لماذا نسب الحسن والجمال تَقلُ في وجوه الساسة ، وتبدو وجوههم مليئة بأشارات اليقظة والحذر والخطابات الرنانة ، وقد أستثني ارنستو تشي غيوفارا ،فقد كان مع لحيته الطويلة وقبعته بنجمتها الحمراء وسيكاره الكوبي جميل جدا ،وقد حوله حسنه الثوري الى ملهم للكثير والكثيرات من صناع القصيدة الباحثة عن الحب والحرية معاً
وكنا ننظر الى موسيقى الأسم الثوري وأجفانه قبل أن ننظر الى بندقيته حتى إن شاكيرا المطربة الكولمبية الساحرة قالت :وجه غيفارا اغنية بوب خالدة .
الساسة وجهوهم (تعبانة ) بسبب راحة الجماهير والبحث عنها ، فهم مثل الذي يبحث الخلود لغيره ، وأذا كان لينين قد مات ولم يملك سوى بيته الصغيرالذي منحته له الدولة ومثله الزعيم عبد الكريم قاسم ونوري السعيد وربما ماو تسونغ فثمة من هم يقلبون المعادلة ،فبالرغم إنهم ساسة صغار يمتلكون اربع مقرات مؤجرة أو مستولى عليها كونها منظمة حزبية سابقة او دائرة منحلة وتراهم في فترات الراحة والاستجمام البيروتي يبحثون عن عقار بأربع طوابق في الروشة او دبي او غوطة السيدة زينب ،والأكثر وزنا ينفخ الله في صورته ويفكر بشراء عقار في الكونت ديزارو مودعا (كونت ديزارو حي العامل ونهرالغراف والمشخاب ).
هؤلاء بحكم تركيبتهم الساكولوجية والأجتماعية والروحية لا يحتاجون ليفكروا بالهندام والحسن والعطر والمرآة ،فهم يقودون الجماهير بالصوت لا بالصورة ،بالوعيد لا بالقبض ،فتبقى صورهم معلقة على أطراف الهدب تسقط مع أي نسمة قوية من رياح الدمعة التي يسقطها فقراء الوطن حزنا على مايجري وسيجري في بلاد صنعها الله من افئدة الانبياء وسكر التمر وقبلات عشق اميرات سومر وبابل .
أذن الأسد لايحتاج الى شامة على خده ليكون جميلا ، يكفيه جمال الدولار واليورو وأذونات الطابو والجواز الدوبلماسي ،ففي عصر العولمة وجعل المقابر الجماعية القديمة موالا صباحيا لأبقاء الخلق الواقفين على أقدامهم طول اليوم تبدو شغلة ( الحسن والجمال ) بطر وتفاهة ( ومودة قديمة ) ، لاتوصلنا الى الجنة والطموح الذي نسعى اليه بخلق امة عراقية تبتهج فيها الدول الصغيرة من دولة كردستان الى دولة عماره ستان وسماوهستان وعفك ستان ، وهلم جرا ، وربما ادركنا في عصر العولمة هذا إن أحلام الأسود ينبغي أن تتحول الى أحلام الأرانب ، الأرانب البيض الطيبة التي يكفها الجزر فطورا وليس الثريد ( والتمن عليه قيمه ) ،فهذه الموائد صارت لأسود الساحة ، وللخلق الذي يتعلق بسلم الراتب ومسطر العمالة الأمل الذي يجعل الساسة يفكرون بنكران الذات وحسن سواد الشامات ، فلو كانت على خد الأسد شامة لما عاش ببغاء الغابة جائعا كل حياته.