17 نوفمبر، 2024 5:30 م
Search
Close this search box.

شاسوار عبد الواحد اختار بغداد وتخلى عن العراق

شاسوار عبد الواحد اختار بغداد وتخلى عن العراق

شاسوار عبد الواحد شخصية اقتصادية وسياسية كرديه شابة، استطاع خلال سنوات قصيرة ان يؤسس لنفسه إمبراطورية اقتصادية مميزة عززها برغبة حقيقية لولوج عالم السياسة والمتاعب سبقته الى هذا العالم شقيقته سروة التي كانت كثيرا ما تشاكس وتعاكس حكومة الاقليم المتجبرة.

عبد الواحد الرجل اختار الاستفتاء الذي اطلقه بارزاني لانفصال اقليم الشمال ليكون نقطة انطلاق للإعلان عن نفسه كرجل سياسة كردي عراقي قادم بقوة الشباب وسطوة المال، يرفض الانفصال ويثبت الاقليم ويحشد الانصار من الشابات والشباب لبدا مشروعه السياسي ليأسس بعد هذا التمرد تكتلا او حزبا اطلق عليه حراك الجيل الجديد ليكمل بهذا عشرات الاحزاب والتيارات السياسية الدينية والعلمانية، التي ستخوض غمار الانتخابات النيابية القادمة.

الشعور بالنشوة والحماسة التي ولدتها جذوة الشباب عند السياسي شاسوار وما تبعها من انضمام اعداد كبيرة من المحبين والمريدين جعلته يفكر بمساحة الوطن كله دون ان يتقوقع بين جبال ووديان سهول اقليم كردستان وهو المحاصر فيها من قبل حيتان السياسة وجلاديها.

ولان شاسوار كردي بالفطرة ،ولان الطبع يغلب التطبع ،فان الرجل فشل في ان يضفي على نفسه زعامة عراقية ،او قيادة شابة بإمكانها الانتشار على مساحة الوطن، لان ثوابت الاقليم تختلف على ثوابت بغداد ،وحتى يكون شاسوار مقبولا في الاقليم عليه ان يكون كرديا خالصا ،وحتى يكون مقبولا في بغداد عليه ان يكون عراقيا خالصا ،والمسافة بين كرديته وعراقتيه كبيرة ،لم يتمكن شاسوار في ردم الهوة بينهما او مداراتها حتى حين لان الرجل لازال غضا طريا في عالم السياسة ولأنه اراد ان تكون بغداد محطة سريعة يطلق فيها سهام التحدي لخصومه في الاقليم الذي لم يمارسوا او يفكروا بما فكر به شاسوار وارادها ايضا محطة لمشاكسة اباطرة وفراعنة بغداد في الخضراء وغيرها دون ان تكون له مقرا او مقاما.

كنت اتمنى ان ينجح شاسوار في بغداد كما نجح في الاقليم لأنه يمتلك روح الشباب والتحدي والرغبة الحقيقية في التغيير الا ان التحديات في بغداد جعلت من مشروعه قاصرا متقزما بعيدا عن المنافسة الحقيقية، والذي حيرني اكثر هو كيف لرجل اعمال واعلام ان يدخل بغداد بمثل هذا الخجل والبؤس .

لقد مر شاسوار من هنا الا انه سار بحذر وقلق خوفا من غضب الكرد وانتصارا لقومتيه التي لازالت تتحكم في جيناته السياسية.

أحدث المقالات