19 ديسمبر، 2024 3:12 ص

شارع المتنبي”قنبلة فكرية”!!

شارع المتنبي”قنبلة فكرية”!!

لم يكن هدفي في زيارتي الأولى إلى شارع المتنبي شراء الكتب,بقدر ما ركزت وفعلتُ حواسي باتجاه “القراء” وهم يطالعون بعيونهم ويقرؤون بألسنتهم عناوين الكتب وما تحمل,فأول ما تبادر للذهن من القراءة الأولى هذا الوصف العميق برؤيتي!!

“قراء المتنبي.. كلماتٌ تتحرك من رصيف لأخر!!” وهي نصيحة ثمينة على جميع القراء الالتفات إليها قبل البحث عن كتب تنسجم مع تطلعاتهم،فالوافدين إلى هذا الصرح العملاق،يُقدمون لك جملا مترابطة؛ نتاجها “كتابا كاملا قيما”باستطاعتك قراءته في ساعة تجوال واحدة عن الواقع الثقافي والأدبي العِراقي والحركة الفكرية التي ستحدد مسار النخب وعامة الناس نحو مفهوم يصنع حياة عصرية شعارها “السلم الأهلي الاجتماعي!!

إن أهم ما شغلني خلال هذه الرحلة الجميلة التي استغرقت ساعتين وبضع دقائق “صباح يوم الجمعة” شيئان!!

تضخم عدد “القراء الشباب”الذين تتراوح أعمارهم بين”17-35″سنة ,والقوة الشرائية لكتب عليها الكثير من العلامات الحمراء في وسطنا الاجتماعي “الإسلامي!!”, لقد بانت الرؤى.. فوسطنا الثقافي “الشبابي خاصة”يقف بين فكرين هما “الفكر الإسلامي والفكر العولمي الدخيل”.. ولم أجد أي جسر ممكن أن يربط بينهما ” إلا جسرا واحدا هو “السيف” لهذا فعلى المقاتل”الفكري” من الطرفين، أن يسير بتروي وانتباه إذا ما أراد عبور “هذا الجسر” دون أن يذبح فكره ،أي من الأفضل أن يرتدي كل سبل “الحماية الفكرية”عليه أن يرتدي قفازا قبل مسك القلم..ونظارة قبل عرض حقيقة الصورة..وكمامة قبل قراءة أول سطر من أي كتابِ مخالف لفكره..لأننا نشهد في وقتنا “حربا فكرية” ضحيتها من لم يقرأ للفكرين المتخاصمين..ولا نجاة إلا بالتسلح والقراءة للمفهومين بتجرد!!

لا أُخبأ عليكم أيها القراء الأعزاء,وليس بمصلحتي الترويج للكتب المعروضة هناك..لكن بودي استعراض بعض الكتب الأكثر شهرة و شراء في المتنبي والتي فاقت الكتب الحديثة الصادرة في وسطنا الإسلامي من ناحية الإقبال والأسعار!!

كتب ستيفن هوكنج “عامة” وخاصة كتاب “تاريخ موجز للزمان-من الانفجار الكبير حتى الثقوب السوداء” هذا الكتاب سعره 8 الاف دينار.

كتاب” صانع الساعات الأعمى” وكتاب “وهم الإله” لريتشارد دوكنز ” سعر الكتاب 10 الاف دينار

رواية” ساعة بغداد” للكاتبة الروائية”شهد الراوي” السعر 10 الاف دينار

رواية “حليب اسود” للكاتبة “اليف شفاق السعر 8-10 الاف دينار

رواية “انا كارنينا” لتولستوي السعر 5 الاف دينار ،وغيرها من الكتب والروايات الكثير الكثير.

أما القوة الشرائية للكتب الإسلامية الخاصة بالفقه والتشريع الإسلامي فقد أخذت إقبالا ضعيفا، فهي جاثية على الأرصفة بعناوينها الرنانة!! وهذا مُحزن!! فللأسف أقول: إن كتاب مثل “فلسفتنا واقتصادنا لم يتجاوز سعره 2الاف دينار عراقي!! والموسوعات الدينية تعداد 30 كتاب ب15 الف دينار فقط.. أكاد لا أرى عنواينها من شدة التراب عليها!!!!

ختاما:إن هذه العينة الاستقصائية العشوائية” ليست مقصودة من قبلي لتغييب بعض الأقلام الفذة أو الطعن بإرثنا الفكري.. إطلاقا..!!بقدر ما أنبه من حدوث “نزوح فكري” نحو “فكر عولمي جديد، انساق إليه جمهرة من القراء الشباب..ودمتم في نعيم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات