23 ديسمبر، 2024 4:14 ص

شاردٌ بالليل و شارد بالنهار

شاردٌ بالليل و شارد بالنهار

على الرغم من اني لا احبذ ان يكون اسلوب الحوار نابيا او شديدا او قاسيا ، الا اني اجد نفسي مرغما وبدافع من وحي المكنونات النفسية التي تثأر لكرامة وطنٍ بأكمله وشعبٍ باسره في ان اتكلم بهذه الصيغة التي لا احبذها ولا ارغب فيها  ولكن ولكن !! .
لقد كتب الكثير من اخوتنا وكتابنا الاعزاء في هذا الموقع الكريم وغيره عن المسلسل الكويتي (ساهر الليل ) الذي لم يزد على لغة الكراهية والتعصب الاعمى والغاية المريضة الا لغة الكراهية والتعصب الاعمى والغاية المريضة ؛ ولكني اريد ان أتساءل : هل يصح من احدٍ ايا كان ومهما كان أن يوحي او يصرح بان شعبا كاملا يفتقد اللياقة ويحب الحاق الاذى بغيره وبهذه الصورة السمجة التي عرضتها العقلية المريضة عندما انتجت واخرجت ومارست الادوار في هذا المسلسل الغبي وبهذه الصورة والهيئة التي لا يمكن قبولها حتى من ناقصي العقول ؟؟
لا نريد أن نقلب اوراق الماضي ولا نريد الخوض في اشياء لا تجني الا أن تحز في القلوب وتفضح المكنون ، فلا اعلم من اين اتت البطولات التي صاغتها يد الساحر الكويتي في هذا المسلسل عندما رسم ملامح البطل الكويتي الثائر على جيش الاحتلال ( الصدامي ) ؛ لقد رأيت المشاهد في الكويت المحتلة عن قرب فقد كنت طالبا في المرحلة الجامعية ولم اكن حينها قد التحقت بالجيش العراقي حتى لا يتهمني البعض بما يريد أن يتهم ، وقد اجبرنا افراد البعث في مديرية التربية على ان تكون سفرتنا الى المحافظة التاسعة عشرة ( النداء  او  الكويت ) وقد رأيت بعيني كيف خرج اكثر الكويتيين الى المملكة السعودية بل انني رأيت العجب العجاب انهم قد تركوا السيارات في الطرق الخارجية بمجرد سماعهم او رؤيتهم للقطع العسكرية السائرة وهي متراكبة كالموج المتراكب المتضارب بعضها فوق بعض ؛ بل ان الكثيرين منهم ترك المواشي تموت من العطش وهرب هائما على وجهه دون ان يكون ملاحقا او متهما بتهمة  والادهى من كل هذا فقد غاب البطل الكويتي حتى عن اهله ونسائه وقد خرجت الكثير من النساء لوحدها وتعرضت لانواع المضايقة حتى تلتحق بالرجال في الحدود السعودية وهذا الكلام رأيته ولمسته وسمعته من الكثيرين ومن اقاربي الموجودين هناك حيث يتمتع بعضهم في ذلك الوقت بالاقامة الدائمة في الكويت وبعضهم يملك التبعية الكويتية ؛ فانا من العشائر العربية الممتدة في كثير من الدول العربية ( المشرقية ) وليس بغريب ولا بعيد عن كل هذه المجريات والاحداث التي لم تغب عن الذاكرة بعد وها هي تعود لانقلها لكم .
نعم انا لا انفي كون الاحتلال الصدامي احتلالا غاشما غشوما بعيد عن كل المعاني الانسانية فهذا مما لا يختلف عليه اثنان وساعود الى ذكر بعض ما يتعلق بهذا الامر في نهاية المقال إن شاء الله ، ولا انفي أن هناك حالات من التصدي النادرة الفدائية والتي لم تكن الا حالات فردية ووليدة الحدث عندما يكون توجيه الاهانة والاذلال من ازلام النظام الصدامي الى كرامة الانسان فيثور ويثأر لكرامته فيرسم نهاية ماساته وحياته في آن معا ، بل إن عائلة ال الصباح نفسها لم تكن ترى للعودة من سبيل وكانت ترى وكثير من الكويتيين يرون أن الخلاص من صدام ضرب من المحال الا بتدخل اميركا وهو ما حصل وما زلنا جميعا في العراق وغير العراق نرزح تحت وطأته الى اليوم .
وهنا اعود الى ما نوهت اليه فأقول وبملء الفم وعالي الصوت إن صدام حسين كان قدوة الكويتيين وال الصباح بل ان الكويت كات من اقوى المساندين المعاندين في تقوية ومساندة حامي البوابة الشرقية حتى إن الخميني وجمهوريته الاسلامية قد استهدف الكويت لمرات لانها لم تكن لتستحي من مساندة وإمداد صدام بكل اسباب القوة نهارا جهارا وقد كانت الخطوط البرية تُقطع ليلا في المداخل الجنوبية تماما لتفسح المجال امام الامدادات التي تجهز بها الكويت نظام صدام المجرم ولم تمض الايام حتى عادت هذه القوات بالاتجاه المعاكس لتضعها في صدور من حملوها على العواتق ليهربوا في ليلهم .. وايضا في نهارهم .