23 ديسمبر، 2024 2:36 ص

شاربي الخمر …والانتحاريين

شاربي الخمر …والانتحاريين

أن مشكلة المجتمعات ليست إطلاقا بشاربي المشروبات الروحية فهذه حرية يمارسها الفرد شرط عدم تجاوزه بالقدح لمن يرتاد المسجد او الجامع أو دير أو أي مكان للعباد والعكس بالعكس , المشكلة الرئيسية هي بالإمراض الاجتماعية التي غزت الشعوب كالنفاق والغش والتلاعب بالمفاهيم بحجج واهية بإسم الدين وهي وسيلة ناجحة ﻹسترضاء الناس وبث سمومهم الفكرية في المجتمع ,كان باستطاعة الرسول الأكرم (ص) أن يلغي المكونات الموجودة بالمدينة المنورة لكنه لم ولن يفعل بل وضع لهم حقوق وعليهم واجبات لينغمسوا في الدولة وهذا مثبت بوثيقة المدينة وهي تعتبر أول دستور مدني في التاريخ، وقد أطنب فيه المؤرخون و المستشرقون على مدار التاريخ الإسلامي، واعتبره الكثيرون مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية، ومَعلَمًا من معالم مجدها السياسي والإنساني,حفظت الطقوس والشعائر ومختلف الثقافات للناس,فقد ورد فيها { وإنّ على اليهود نفقاته، وعلى المسلمين نفقاتهم، وإنّ بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وأنّ بينهم النصح والنصيحة، والبرّ دون الإثم، وإنّه لم يأثم امرؤ بحليفة، وإنّ النصر للمظلوم، وإنّ يهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين}علينا معالجة الأخطاء الإستراتيجية إصلاح المنظومة القيمية والأخلاقية بعد تعرضها لإعصار سونامي عشوائية الأفكار الملوثة ,أعلموا جيداً أن خراب بناء الأمم ليس بشرب ما يستهوي شهوة الإنسان ,لأنه جيء بمن هو غير مؤهل لموقع القرار وأسندت له زمام الأمور ومقدرات اﻷمة وعاث فساداً بالأرض ,نحن أمام فوضى في أدارة الدولة بوجود جيش جرار من الفاشلين وغير الكفوءين  انتشروا بين دوائر ومؤسسات الدولة  ثم تحولوا لظاهرة مجتمعية وأصبحت ثقافتهم طريق يسلكه الناس بعد أن عجزوا برفضهم لسلوكهم وطريقة معاملتهم لكن لا أحد يجيب ,لم نجد من بين الانتحاريين التكفيريين شاربي الخمر بل جميعهم كانوا يدعون أنهم على نهج الخلافة الإسلامية  ويريدون تطبيقها ,شارب الخمر يذهب لمكان يعتقد أنه جنته ,لكنه ليس لديه فلسفة القتل والانتهاك وسبي النساء وبيعهن بسوق النخاسة ,هذا موجود في عقيدة القتلة من داعش ومن يقف معهم ويساندهم في غلوهم للأعمال الإجرامية وهم يتفاخرون بها  زعماً بأنهم يقدمون دمائهم لإحياء شريعة الإسلام  وهذا ليس له أي أساسٍ من الصحة ,علينا أن ننجز قرارات تهم  كرامة المواطن بأن نحفظ له حقوقه بمحاسبة السارق لا بتركه  يسرق ونشجعه لأنه ينتمي لجهةٍ ما ,نقف مع الفقراء وننصر المستضعفين ونجيء بحقوقهم المغتصبة من الأقوياء الذين يعتقدون أن أموالهم وسطوة نفوذهم تمنع القانون من الوصول أليهم ,ونقدم الفاسدين والسارقين للعدالة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم وهم يسرقون أحلامنا وأمنياتنا ثم تناولوا مقدراتنا دون خوفٍ أو وجل ,علينا إعادة ترتيب أوراقنا الفكرية بتصحيح المفاهيم التي بنيت على خطأ وتحول مسارها الخاطئ لطريق صحيح ,نحتاج لمعالجة فكرية مع الذين يؤمنون بأفكار تكفر وتقتل الناس لأبسط اختلاف في وجهات النظر تصدر الفتوى بعد ذلك بإباحة القتل وكل ما يترتب على المقتول هي غنائم , علينا تشريع قوانين ترتقي لمستوى معاناة والآم  جراحات المواطنين بما يضمن كراماتهم لصونها وللحفاظ عليها من الذين يتصيدون بالروتين ومساوئه لمساومتهم لقاء قضاء حوائجهم 
 ..للحديث بقية ..