ما يَحدثْ على الساحة السياسية العِراقية بصورة خَاصة, والعربيةُ بصورة عامة, ليسَ وليدُ اللحظة أو تخطيطٌ آنيٌ لمرحلةٍ قريبة, بل إن ما يحدثْ هو تنفيذٌلإستراتيجيات أُعدَّ لها مُنذُ ربع قِرنٍ مضى وربما أكثر؛ القاصي والداني يعلمُ كيفَ توغلتْ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها داخل الأراضي العراقية ومن ساعدهم على ذلك وقدم لهم “خِدمة العُمر”!.
إن السياسة المتّبعة للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط, ربما أصبحتْ مكشوفة لِبعضِ منْ عاصرَ الحُروبَ التي أفتعلتْ في المنطقة ولأسبابٍ غير منطقية كَحربْ الخليج الأولى وحربْ الخليج الثانية.
رُبما يأخُذنا المَوضوع الى عِدة نِقاطٍ مُهمة ألخصها, بأسئلة: لِماذا ..نشأ تنظيمُ القاعدة ..؟ ومن كانَ المُستهدفْ؟ وأيضاً “الحَرب الباردة” والسيطرةِ على العالم وعدم السَماح لأيّ دولة بأمتلاك السِلاح الكيماوي والقنبلةِ النووية, من الواضح إن أمريكا وحلفاؤها جنّدت الكثير من المافيات العالمية لغرض زعزعة الأمن في أغلب المناطق لتسويق ما لديها من سلاح,ولغرض الأنفراد , جاهد الأمريكان بتفكيك الإتحاد السوفيتي وهنا نستطيع أن نطرح الأتحاد السوفيتي السابق كدولة عظمى, وكيف تفكك ولصالح من تفكك..؟ نجد أن المستفيد الأول هي: أمريكا, فبعد أن كان الإتحاد السوفيتي النِدّ الوحيد ويضم عدة جمهوريات, أصبحتْ روسيا الآن هي البديل الرسمي للأتحاد السوفيتي السابق, أما الشيشان فأصبحت مكان آمناً للمتأسلمين وقاطعي رؤوس البشر الذين جندهم الأمريكان ودرّبهملتنفيذ أجنداتهم الخارجية لبث الرعب والتفرقة بين صفوف المسلمين في شتى بقاع العالم لاسيما في الوطن العربي وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط, الذي تتعدد فيه القوميات والديانات والمذاهب, فيكون ساحة خصبة وجاهزة لبثْ روح الفرقة ومن ثُم الإقتتالِ فيما بين هذه الفئات والنتيجة.. الحاجة الى سِلاح, والبائع جاهز ومُستعد لتسويق بضائعهِ الأنتيك..!.
تصاعدت الإحتجاجات من بعض القادة العراقيين, رافضين زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لأمريكا, وكما أعلن أن سبب الزيارة هو: بحث الوضع الأمني المتردي في العراق والمناطق المجاورة كسوريا, وسيطرة تنظيم”داعش” على مناطق شاسعة من محافظة الأنبار العراقية وصلاح الدين وديالى ونينوى وهذه المحافظات التي تعرف ب(المثلث السني) وتقطنها الطائفة السنية التي تعاني سيطرة التنظيمات المسلحة على مناطقهم وتقيدهم, والبعض منهم يؤيد هذه التنظيمات ويسهل لهم العمليات مما يزيد من خطر الإنقسام الطائفي ومن ثم تنفيذ سريع لما يسمى (مشروع بايدن) الذي يقسم العراق الى أقاليم, ولايستبعد أن تتقاتل هذه الأقاليم فيما بعد لتدشين السلاح الأمريكي! لأن العراق أيها الأخوة أصبح “ساحة تجارب للعقارب” وستعلق على أبواب كل دولة تعاني الإرهاب(سلاح عتيك للبيع)..!وستظطر هذه الدول, لأبتياع السلاح الأمريكي وهذا هو حل المعادلة..! إن دولة رئيس الوزراء ذهب لأمريكا, بعد إن شعرَ بضرورة إقتناء السلاح الأمريكي, عسى أن يستطيع بهذا السلاح القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تنوي تأسيس دويلة تضم بعض أراضي العراق والشام تمتد الى تركيا.