وفقاً لإستخدامنا ” لجهاز” فحص ردود الأفعال السياسية وقياس درجة الغضب والإستياء لرؤساء الرئاسات و سادة وقادة الأحزاب الأسلامية والكتل والتنظيمات التابعة لها , جرّاء ما جرى من اقتحام مجلس النواب والمنطقة الخضراء , وتشخيصهم الدقيق للمرونة والتسهيلات التي ابدتها القوات الأمنيّة هناك في تسهيل حركة ومرور الجمهور المقتحم , فبات من الواضح وبدرجةٍ عاليةٍ من اليقين أنَّ الأجراءات الفنيّة لعرقلة ومنع اجتياز جسر الجمهورية او سواه والمتشكلّة من الكتل الأسمنتية والأسلاك الشائكة والموانع الأخرى , سوف يجري مضاعفتها وتكثيفها الى جانب وضعِ معرقلاتٍ وحواجزٍ اخرى اكثر ارتفاعاً واثقلُ وزناً .أمّا منْ نواحٍ عسكريةٍ وأمنيّةٍ , فبدأتْ تتوارد انباء من مصادر مختلفة عن النية لتسليم أمن المنطقة الخضراء الى تنظيمات الحشد الشعبي بدلاً من الجيش , وهذا ما سيجعل اية محاولة اخرى لإجتياز جسر الجمهورية او سواه الى ما هو اقرب للمستحيلات ! , ولا يعني ذلك بتاتا أنّ قوات الحشد الشعبي سوف تطلق النار على المتظاهرين في اية محاولة قادمة او مفترضة , لكنه بالطبع هنالك اجراءات عسكرية صارمة للغاية قد تستخدم عند الضرورة .ومن جانبٍ آخر , فأنّ الأقتحام الأخير للمنطقة الخضراء قد أثار القلق والرعب لدى عدد من السفارات المتواجدة هناك وخصوصا السفارة الأمريكية , خشيةً وتحسّباً من انفلات الوضع هناك ومهاجمة الجمهور الغاضب للسفارة او سواها , وهذا ما يدعو ويشدد على تأكيداتهم للرئاسة العراقية بعدم تكرار الأمر , وهذا ما يتوافق ويتناغم مع الرفض الكامل لأحزاب ” التحالف الوطني ” في الوقوف بالضد من حركة جمهور التيار الصدري لإختراق ” الخضراء ” وبرلمانها .وأزاءَ كُلِّ ذلك – وغير ذلك – فلا شكّ أنَّ ضغوطاً دوليةً واقليميةً ستجري ممارستها على السيد ” مقتدى الصدر ” لمحاولة ثنيهِ على ايّ تحرّكٍ مماثلٍ يدنو من تلك المنطقة التي كأنها ” مقدّسه ” .! , وكأفرازٍ موضوعيٍّ مفترض لذلك , فأنّ زيارة السيد مقتدى المفاجئة الى مدينة ” قم ” على متنِ طائرةٍ ايرانية , ستكشفُ لاحقاً وقريباً جداً عن الملامح المجسّمة ! ونتائج وافرازات هذه الزيارة وانعكاساتها على الحراك السياسي – الصدري الجديد .. بدورنا ومن خلال إستقراءات ” الجهاز الإعلامي ” , فأنَّ اية محاولة اخرى لإختراق منافذ وبوابات المنطقة ” المخضوضرة ” والتي غدت تميلُ نسبيّاً للإصفرار , فأنها محكومةٌ مسبقاً و ” بطريقةٍ اجهاضيةٍ مُخطّطٌ لهاً إستباقياً ” بالفشل السريع والذريع , والى ذلك واكثر منه , فمن الصعب التصوّر أنّ قيادات التيار الصدري ليسوا على درايةٍ بما سيحول وسيؤول الى عدم محاولتهم الدنوّ من الجسر .!
