23 ديسمبر، 2024 6:06 ص

سَهْلَـــــــــــهْ القضيّه … إمْداس .. و.. إعمامـه

سَهْلَـــــــــــهْ القضيّه … إمْداس .. و.. إعمامـه

في أُمسيةٍ لطيفةٍ دافئةٍ جمعتني مع صديقٍ حبيبٍ من آل الجواهري الكرام مضىٰ بنا الحديثُ مذاهبَ شتىٰ وعُدنا طويلاً الى همّنا الأول والأساس وهو العراق المبتلىٰ بكل أنواع المخلوقات الموبوءةِ التي أحنَتْ ظهر العراق الموجوعِ أصلاً وأسلمتهُ لأقدارٍ سيئةٍ ومصيرٍ مُحزن ٠
ذّكرني صاحبي ليلتها بالشاعر الشعبي النجفي المُذهل المرحوم عبد الحسين أبو شبع وديوانه الذي كتب مقدمته مظفر النواب مُشيداً بهِ وبشعره ، أقول ذّكرني به وبقصائده التي هجا فيها ليس فقط الكثير من أدعياء الدين وإنما انصبَّ غضبُهُ على على الكبار منهم والمهمّين ، وقد نشر موقع الحوار المتمدن قصيدته الشهيرة التي هجا فيها المرجع السيد عبد المحسن الحكيم في وقتها في نهاية الخمسينات من القرن الماضي والتي كان مطلعها الاستفزازي ” يا آيةَ الله شلون آيهْ ……………”
وكان المرجع الحكيم قد ساند البعثيين في انقلابهم الدموي في ٨ شباط ١٩٦٣ ، وعلى ذمة الكاتب محمد باقر الحسيني في ثلاث مقالاتٍ لَهُ عن الحكيم نُشرتْ أيضاً في الحوار المتمدن ، فقد أرسلَ الحكيم برقية تهنئةٍلإنقلابيي ١٤ رمضان الذين قتلوا زعيماً صائماً وابناً بارّاً للشعب وهو الشهيد عبد الكريم قاسم ، هذا الرجل الذي كان قد سنّ قانون الإصلاح الزراعي وألغىٰ الإقطاع وأعطىٰ الأرض للفلاحين الفقراء فأفتىٰ ” سَماحتُهُ ” وقتها بِهَدرِ دمِ الوطنيين العراقيين وحرَّمَ بفتواه الأراضي التي استحقها هؤلاء الفقراء واعتبرها ” أرضاً مُغتَصَبَه ” لا يحقُّ لهؤلاء الفقراء المالكين الجُدُد أن يستغلوها فهي مُلكٌ للإقطاعيين فقط ولهم وحدهم ، وحشّدَ القوى في تحالفٍ مقيت لتهديم ما أسستهُ الجمهورية الفتية في ١٤ تموز ١٩٥٨ ، هذه الوقائع وغيرها ألهبتْ حماسة الشاعر الوطني العراقي الراحل عبد الحسين أبو شبع فكانت قصيدته المدوية والمشهورة حينها إستقراء لنبض الشارع العراقي ، وهي – بالمناسبة – قصيدةٌ صالحةٌ لهذا اليوم حيث تستمر أحزاب الإسلام السياسي باستنزاف قوت الشعب العراقي وأمواله ، وما قامَ بهِ الأجداد يستكملهُ الأحفاد ،
واقتطف لكم مقطعين صغيرين من هذه القصيدة الشجاعة :

ايْ تُخْمة حَرومَه جرَاهَننْ جينْ
تعمل لاجلْ أمريكه بيا دِين ْ؟
جثيره طلايبك تتخلّص منينْ !
مِتْعَفلِقْ صِرِتْ شيخ الوْلايه
يا آية الله شلون آيه………!

صِدِكْ إنسان ولاّ ثُور مربوطْ
خلّيت الشعب بالشعب مخبوط ْ
اولادك تكصّ وتفّصل القُوطْ
وهاي الناس اكثرها عَرايَه
يا آية الله شلون آيه ……!

وإذ نحنُ – مع صاحبي الجواهري – نُطيلُ الحديث عنه وعن مواقفه الشجاعة وشعره ألذي يفضح فيه أدعياء الدين هؤلاء ، تذّكرنا بيته الشعري الطريف والذي جعلتُ شطراً منهُ عُنوان
اً لهذه المقالة :
إكْلِ الدجاج ومَصْمُصْ إعظامَهْ سَهْلَه القضيه …إمْداسْ … وإعْمامَه
هذا البيت الذي انطبق سابقاً وينطبقُ حالياً على – ليس فقط – قائمة طويلة من هؤلاء السادة الذين سَهُلَتْ القضيةُ لهم بلبس ِ المدِاس واعتمار العمامة وإنما يمتدُّ ليشمُلَ أحزاباً كثيرةً وجهاتٍ لا عدّ لها الآن فهاهُم من تحدث عنهم الشاعر أبو شبع قد مصمصوا عظامنا زمناً طويلاً وأسلموا قِيادنا للآخرين وهاهُم أحفادَهُم يُكملون الطريق ويستمرون في ……… المصمصهْ ……..