10 أبريل، 2024 3:21 ص
Search
Close this search box.

سَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الادارة الامريكية
ومزاعم تقويض او إسقاط نظام ملالي طهران!

الى ابناء العراق..

والى كل الاخوة السائرين معنا في طريق مقاومة المد والمشروع الصهيوصفوي القادم من طهران..

والى كل من ينشد الخلاص من النظام الدجالي الظلامي في طهران..

والى من سقطوا في شراك الاعلام الامريكي المظلل والموجه,

نقول ونؤشر للجميع بأن لا تعولوا ولو للحظة على مزاعم الادارة الامريكية وإدعاءات نيتها تقويض أو إسقاط النظام الايراني التوسعي الظلامي الدجالي,

وأننا نؤكد بان الولايات المتحدة لن تُقدم بل ليس في قدرتها القيام باي مغامرة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط، فمعطيات الواقع الجيوسياسي والاستراتيجي في العالم ككل و منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص يؤكد بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تهاجم إيران الآن ولا مستقبلا,

هذا في حال لم نُذكر ابناء العراق والامة او نسرد لهم الأدلة الدامغة والتي تؤشر وتدلل على ان وجود النظام الايراني ومشروعه الظلامي التوسعي في المنطقة هو بمثابة حجر الزاوية التي يرتكز عليها المشروع الامريكي التدميري للشرق الاوسط وبدونه لم تكن الولايات المتحدة ولا الصهيونية قادرة على ان تحقق شيء من مخططاتها الاستراتيجية الإستعمارية في الشرق الاوسط والتي حققتها خلال الاعوام والعقود الماضية والأجندات التي تريد تحقيقها مستقبلاً خلال المرحلة القادمة,

وان وجود نظام ملالي طهران ومشروعهم العابر للحدود هو البعبع والاداة الاكفأ والتي وظفتها الولايات المتحدة والصهيونية و استجرت بها الدول المستهدفة من مشروعها الشرق اوسطي,

وهذه الدول المستهدفة هي الدول العربية حصرا دون غيرها من دول المنطقة وجرتها الى الركوع لتتفرد الولايات المتحدة بالنفوذ الإستعماري المطلق عليها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً..

والسؤال الواجب ان نطرحه في ما يخص التصعيد الامريكي الايراني الاخير هو : هل ترغب الولايات المتحدة فعلاً في حرب جديدة؟

وهل لديها أصلا ً القدرة على خوض حرب لن تكون سهلة في ظل الواقع المفروض اليوم وفي ظل التطورات الدولية،

فنظام ملالي طهران ليس “النظام السوري” الذيل المتهالك لملالي طهران في دمشق لتقوم الولايات المتحدة باستعراض بعض صواريخها العابرة امام دول وشعوب العالم لتقول لمنافسيها بانها ما زالت موجودة,

ومن المسائل المهمة التي تدخل و بشكل قوي في هذه المعادلة هو وجود الطرف الروسي والطرف الصيني في حلبة الصراع الأقليمي والدولي,

و ادراك الولايات المتحدة اشتداد خطر الروس وتمددهم وفرضهم واقع جديد في المنطقة و خطر التوسع الصيني اقتصاديا وعسكريا المتضخم يوما بعد يوم والذي يشكل التهديد الاول عالميا ضد الولايات المتحدة.

وفي ظل هذه المعطيات فالادارة الامريكية لا يمكن لها ان تقدم على مغامرة جديدة تصب في صالح اضعاف قوتها في العالم والمنطقة,

اما ما يروج له بعض الجهات من المرتبطين باجندات الولايات المتحدة في المنطقة وبعض الاطراف الخليجية والمنساقة أصلا خلف المشروع الامريكي, حول حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وايران فلا يعدو كونه سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء,,

تردده بعض الاطراف على مسامع الشعوب العربية التي عانت كثيراً من ويلات المشروع الخميني الصهيومجوسي, للإبقاء على الهالة الامريكية في عقول الشعوب العربية التي تنشد الخلاص..

ولذلك فأن هذه الاطراف وكل من يروج لحرب وشيكة بين الولايات المتحدة وايران فقد سقط في مشكلة غياهب غياب الرؤية الموضوعية للواقع وغياب الفهم العميق لمعطيات الواقع الجيوسياسي على الساحة الاقليمية و العالمية،

ناهيك عن امور ومسائل أخرى مؤثرة جدا وهي ما يحدد خارطة سياسات الادارة الامريكية الحالية, خصوصا ً في ما صدر منها تجاه تهديدات كوريا الشمالية ومع كل ما سبقه ورافقه من تصعيد ومواقف كاد المتلقي ان يجزم بوقوع حرب نووية بين الطرفين,

ولكن اتضح للجميع بانها مجرد جعجعة وهواء في شبك..

وكانت الغاية الامريكية الوصول الى اهداف سياسية واقتصادية محدودة للولايات المتحدة دون شركاءها في الازمة مع كوريا الشمالية.

وقد اثبتت الوقائع بان ما جرى هو التوجه والواقع الامريكي الجديد ومنهاج الإدارة الأمريكية الجديدة “التي تتصف بالجعجعة الإعلامية لا اكثر”!

لتحقيق مصالحها المادية والاستراتجية، وانها اضعف من ان تدخل في حرب مع اي طرف,

ناهيك عن التكلفة الباهظة والمتعددة في حال قررت الولايات المتحدة الحرب مع إيران وهنا لا اقصد بالكلفة المادية فثروات العرب المنهوبة والتي تصفها الادارة الامريكية “بالبقرة الحلوب” موجودة والخزائن مفتوحة,

ولكن بالنسبة للقدرات العسكرية من جهة و القدرات الدبلوماسية الأمريكية على اقناع دول العالم وخصوصا شركاءها الغربيين بضرورة الحرب على ايران و مدى جاهزيتهم واستعدادهم للوقوف اصلاً مع الولايات المتحدة في هكذا خطوة وفي حال قررت الولايات المتحدة اصلا المواجهة العسكرية مع نظام “الدجالين” في طهران هذا من جهة اخرى,

ولقد كان ساسة الادارة الامريكية صريحين جدا في مواقفهم العلنية الاخيرة فضلا عن المواقف السرية و ان غايتهم لم ولن تكون اسقاط نظام ملالي طهران!

بل ان الغاية الحقيقية هي فرض واقع جديد على ايران بما يخدم المصالح الاستراتيجية الامريكية في المنطقة ومنها استحصال الولايات المتحدة على نسبة مئوية جديدة من مبيعات البترول “العربي الاحوازي” الذي تسرقه ايران منذ 90 عام و يسرقه نظام ملالي طهران بشكل كامل بعد استحواذهم على السلطة وتحول امواله الى حساب حاخامات طهران وكبراء الثورة الخمينية و يسخروه في خدمة مشروعهم الدجالي في المنطقة,

فهذه الضغوطات ستبقى ضمن محيط المناورات السياسية المعروفة لإرسال الرسائل و الإيحاء للاطراف الخليجية او ما تسميها الولايات المتحدة بشركاء الولايات المتحدة في المنطقة بان الولايات المتحدة تتقدم الى الامام في ما تدعيه تقويض نفوذ ملالي طهران في المنطقة, وتتقدم خطوات في طريق الضغط على النظام الايراني ليوقف من تهديداته لاستقرار دول المنطقة!

ليستمر تدفق الاموال العربية الخليجية اللامحدود الى الخزانة الامريكية وحتى آخر برميل بترول عربي هذا من جهة ,

ومن جهة اخرى لتبقى الولايات المتحدة المتصدرة و المهيمنه على سياسات المنطقة العربية بشكل كامل وتحت ستار”حامية الخليج” من اي تهديدات محتملة!

فبقاء البعبع الايراني وخطره على المنطقة العربية هو الضامن لبقاء حالة الركوع العربي للسياسات الامريكية و لاستمرار تدفق الاموال الخليجية وضامن لبقاء الهيمنة الامريكية المطلقة على بلدان العرب ولتبقى الارادة الامريكية وسياساتها في مركز الصدارة.

ولذلك فاننا نعيد التأكيد بأن التغيير المنشود في ايران لن يكون الا من الداخل الايراني بثورة عارمة تجتاح المدن الايرانية وتسقط عمائم الدجل,

و ايضا من خلال أسقاط الوصاية والهيمنة الايرانية المطلقة على العراق و من داخل العراق وعلى يد الشعب العراقي,

من خلال اسقاط العملية السياسية واحزابها وعناوينها والتي تقودها الولايات المتحدة من خلال الاحزاب المليشياوية الموالية للنظام الايراني,

وقطع يد وصايتها وسرقتها لثروات العراق من خلال احزابها ومليشياتها المسيطرة على دفة الحكم في العراق ,

فالعراق وثرواته المهوبة هو بمثابة الرئة التي عتمد عليها نظام ملالي طهران لضمان بقاءه على قيد الحياة,

اما التعويل والتطبيل لتدخل امريكي عسكري “مزعوم” لإسقاط ملالي طهران فنؤكد بأنه هذه الادعاءات مجرد سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء و لا وجود له على ارض الواقع.

و هاهي الولايات المتحدة اليوم تحث الخطى لتشكيل حكومة في العراق من ذات النفايات والاحزاب الموالية لنظام ملالي طهران التي حكمت العراق خلال عقد ونصف من الاحتلال,

فلم تتوقف الولايات المتحدة يوما ولن تتوقف عن دعم وحماية العملية السياسية في المنطقة الخضراء والتي هي خاضعة بالمطلق لوصاية الولي الفقيه في طهران ولمصالح نظام الملالي!

فالولايات المتحدة لا يمكن لها التضحية بشراكتها الاستراتيجية والتنسيق التام مع نظام طهران في كل ما يخص الشأن العراقي الداخلي والخارجي بالاضافة الى شراكتهم في تقسيم ثروات العراق وفق ما تقتضيه مصالح الطرفين,

وفي النهاية نقول بان الوقت قد حان وانه على شعوب المنطقة خصوصا شعب العراق ان لا يعولون على مواقف الحكومات القائمة في بلداننا العربية وغيرها من الحكومات الاقليمية ببركة ورعاية الادارة الامريكية وغيرها من قوى الطغيان,

وان تدرك شعوب المنطقة بان الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها اللوبيات “الصهيونية” المحركة للإدارة الامريكية لن تغير من سياساتها ولا من مخططاتها الاستعمارية التدميرية حتى تدرك بان الشعوب واعية ولديها ارادة اقوى من ان تُمرر عليها غايات ومخططات القوى الظلامية التي تتلاعب بمصائر ومستقبل الشعوب وفق ما تقتضيه مصالحها الإستعمارية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب