22 ديسمبر، 2024 8:45 م

سَدْ الموصل وأسلحة الدمار الشامل

سَدْ الموصل وأسلحة الدمار الشامل

من خلال التجارب الكثيرة والمريرة، إستنتجنا إن الإدارة الأمريكية في كل زمان ومكان، عندما تنوي القيام بما يخدم مصالحها، تستحدث الأكاذيب وتفتعل الأزمات للوصول إلى غاياتها وما خططت له مسبقاً، وبإستطاعة الإعلام الغربي خلط جميع الأوراق وتهيئتها، لتكون ورقة واحدة، يساعدهم في ذلك بعض المحسوبين على العرب!
من ضمن أكاذيب الإدارة الأمريكية، التي دمرت العراق تدميراً شاملاً، هي “إكذوبة إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل” وكانت هذه الأكذوبة، الطريق القانوني السالك لإحتلال العراق وإنتهاك حرمته وتدمير البنى التحتية والفوقية! بناءاً على قرار من مجلس الأمن الدولي السيء الصيت.
تزامنت تحذيرات السفارة الأمريكية، عن إحتمالية إنهيار بدن سد الموصل، مع إعلان جاهزية قوات النخبة الأمريكية، لتنفيذ مهام خاصة في العراق، وهذا يعني إن هناك نوايا خبيثة تنوي الإدارة الأمريكية القيام بها، ولا نستبعد أي من الإحتمالات؛ يمر العراق بفترة مخاض عسير؛ بسبب ضعف القيادة وعدم توفر الحلول والإمكانات للتفاهمات بين المشاركين بالعملية السياسية وخارجها؛ وبسبب السيطرة الخارجية وتفضيل المصالح الحزبية على مصلحة الوطن.
جميع الكُتل السياسية تُطالب رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، في البدأ بالإصلاحات وإخراج الفاسدين والمفسدين من الحكومة، والغريب هنا إن جميع هذه الكُتل لديها من يمثلها في الحكومة والهيئات، وبإستطاعتهم تغيير هؤلاء المفسدين إن أرادوا ذلك فعلاً، العملية السياسية برمتها بحاجة إلى تصحيح وإصلاح جذري؛ والأجدر هنا: الإتفاق بين جميع الكتل، بدون إستثناء على تخويل رئيس الوزراء بتشكيل حكومة تتكون من : وزراء متخصصين بإدارة جميع الملفات، وتشكيل لجان لمتابعة عمل الوزراء وتقييم العمل وفق جدول زمني محدد.
من الواضح جداً، إن الإدارة الأمريكية عزمت على تغيير جذري بالعراق، وهذا التغيير ربما سيعيد الوضع إلى ما قبل عام 2003، وتنصيب رئيس جديد للعراق، و تنفيذ خطة تقسيم العراق وسوريا، وفق الخطة الموضوعة والمدروسة، ووضع الشيعة في سلة واحدة، والسنة في سلة، والكورد في سلة، وتهجير الأقليات الأخرى او دمجهم وتوزيعهم وفق خطط معينة.
إن خطة تقسيم العراق تتطلب حدوث أزمات حقيقية مفتعلة، كالتي حصلت مؤخراً في مدينة الصدر والمقدادية وأبو غريب، ولكي لا يتنبه المواطن من النوايا السيئة وما يخفي، تم إفتعال قضية سد الموصل، كما حصل في السابق في إتهام العراق، بإمتلاك أسلحة الدمار الشامل، ليتأكد الجميع إن
أمريكا وحلفائها عازمة على تغيير نظام الحكم في العراق، وستشهد الأيام المقبلة أحداث ربما سيصعب على المواطن العراقي تحملها وتقبلها ليطالب بنفسه تغيير الحكم وعودة الديكتاتور الأوحد.