23 ديسمبر، 2024 7:41 م

 سٌلم ألعبادي وأمطار تشرين

 سٌلم ألعبادي وأمطار تشرين

رجعت متعب يوم الأربعاء, بعد يوم حافل بالأنشطة, وكان الأكثر تميزا ,هو المشاركة في تظاهرة ضد سٌلم ألعبادي, في الجامعة المستنصرية, الكل بدا مهموم وبائس, يفكر بالغد المخيف الذي زرعه سٌلم ألعبادي, احد زملائنا هو رجل ستيني, أتعبه التفكير, حتى لازمه صداع, قال لي : (( لا اعرف كيف أسدد متطلبات أسرتي, وإقساط السلف, لقد أخطأت عندما شاركت بانتخاب هذه الحكومة, وهذا المخلوق العجيب ألعبادي! فإذا بالحكومة ترفع سيفها نحونا, وتسعى لقطع أرزاقنا, تحت عنوان إصلاح الرواتب, مع إن ما يفعله ألعبادي تدمير وليس إصلاح)).
كل من نصادفه يعلن التذمر, من سلم ألعبادي سيئ الصيت, الهتافات كانت صريحة بالطعن بالنخبة الحاكمة, التي تعيش في جنة الخضراء, ولا يهمها الشعب وما يجري عليه.
احد العاملين في الجامعة رجل مسن ومريض بالسكر, قال لي ونحن نسير في التظاهرة: (( ألعبادي فشل في اللغاء مناصب نواب الرئاسات الثلاث, وفشل في منع الفضائيين من استلام رواتبهم, لذا جرب أن يسحب سيفه, على الموظفين المساكين, كي يعلن نصره الأول, حتى لو كان على الشعب)) , شاب أخر كان ينصت لحديثنا, التفت لنا وقال : النخبة الحاكمة تعفنت, وفاحت عفونتها, من ألعبادي, للشهرستاني, لصولاغ, لعادل, للمطلك, للنجيفي, للمالكي, كل قافلة السوء, هي سبب محنة العراق, وعلى الشعب ان يبعدهم, وعندها فقط نستشعر الخير والأمل.
في نهاية اليوم, حدثت أمطار غزيرة, مما تسبب بفيضان شوارع بغداد, مما دعي العبقري ألعبادي, بان يعطل الدوام في مؤسسات الدولة, تحت ذريعة الأمطار, وهنا تكشفت عورة أخرى للفساد, أنها مغارة أمانة العاصمة, التي تمثل بوابة كبرى للنهب, مبالغ خيالية تنهب بعنوان مشاريع, إلا كان الأجدر بالسوبرمان ألعبادي, إن يسترجع الأموال المنهوبة للخزينة, بدل الاستيلاء على رواتب الموظفين؟ أو إن يتحضر للشتاء, عبر مراقبة أمينة العاصمة العزباء, قبل سقوط الأمطار, ليحمي أهل بغداد من المحنة, لكنه لا يدري.
كما كان ألعبادي مهتما بقطع أرزاق الناس, بسلمه المشئوم, فليكون رجلا, وصاحب مسؤولية, ولتكون نصف همته, في متابعة عاصمته التي غرقت.