23 ديسمبر، 2024 5:37 م

سي في السيد الجعفري ما زال أسود مصخّم

سي في السيد الجعفري ما زال أسود مصخّم

هل هو استنساخ للتجربة الروسية التي امتازت في تبادل الأدوار بين السيد فلاديمير بوتين والسيد دميتري ميدفيديف خلال العقد الماضي ، وهل فرغ العراق من الكفاءات ورجالات السياسة والثقافة والفكر الحكماء من (الشيعة) من اصحاب السير الوطنية البيضاء المشرفة ، وهل تعجز المرجعية الدينية التي قد تكون استشعرت الخطر الحقيقي (المحدق) بنا قبل كل مكونات الطيف الشيعي ، من أن تجد رجلا واحدا يقبله (كل) العراقيين من خارج (مسطر) العتاكة الذين ما برحوا يتحكمون بحاضر ومستقبل هذا الشعب المظلوم .. أم هو الرضوخ المستمر المخجل من الكبار والصغار (مجتمعين) لقوى اقليمية ودولية ما زالت تخطط وتنفق وتتآمر وتسرق لكي لا تقوم للعراق قائمة .

كيف نريد للجعفري أن يحل الكوارث والزلازل السياسية والأمنية والطائفية التي ضربت العراق في نسيجه الأجتماعي وفي أس تكوينه التاريخي ، وهو الذي وضع الأسس العملية الخبيثة لتمزيق هذا النسيج وتفتيت بلدا مهما كان يشار اليه في يوم من الأيام الى انه دولة .. فالكل يتذكر أن أول مرسوم ديواني اصدره دولة الرئيس الجعفري بعد نصف ساعة من جلوسه على عرش العراق ، وكان يحمل رقم الصادر(1) ، هو اطلاق سراح كافة المواطنين (الأيرانيين) من السجون العراقية وايقاف كافة الأجراءات والملاحقات القضائية بحقهم فورا .. والنسخة الرسمية من ذلك القرار ما زالت منشورة على الكثير من مواقع التواصل الأجتماعي .. والكل يتذكر ايضا وفقا لاعترافات القادة الأمريكان ان الجعفري كان قد رفض بشدة فرض حظر التجوال خلال مصيبة تفجير الأمامين العسكريين والتي اثبتت الأيام أنها من فعل القاعدة وباسناد ايراني مؤكد .. لكي يمنع جريان الدم العراقي الطاهر خلال موجة الطائفية المقيتة التي تبعت تلك الجريمة النكراء ، وهو تخطيط خبيث من قبل ابا احمد وبتنسيق عالي مع الجيش الأمريكي لكي يخفف وطأة عمليات المقاومة المسلحة ضد قوات الأحتلال الأمريكي التي تصاعدت حدتها في تلك الأيام في وسط وغرب وجنوب العراق على حد سواء .

ثم كيف ننسى الأبتكار العلمي العالمي المميز اثناء فترة حكم سيادته عندما تم ابتكار طريقة جديدة لثقب رأس المعتقلين بسرعة ويسر بالمثقاب (الدريل) دون أن يشعر (المثقوب) بأي ألم وفقا لتعليمات حقوق الأنسان الموضوعة خصيصا لشعب العراق .. وأيضا .. ما زال الجميع يتذكر كيف أن بداية دمج الميليشيات المسلحة ضمن القوات الأمنية والمسلحة كانت قد بدأت بتوصية مستعجلة منه وباجراءات حثيثة استمرت بتصاعد مشهود وفق نفس السياق خلال حكم من اتى بعده لكي يصل الحال فيها الى أن تكون من اضعف واسوأ القوات المسلحة على وجه المعمورة

ماذا يتوقع من ينظّر ويعمل الدعاية للسيد الجعفري من أنه البديل الأوحد المحتمل ، أن يكون رد فعل العراقيين ؟.. كل العراقيين .. وهم ما زالوا يحفظون عن ظهر قلب سيرة حضرته المهنية المصخّمة ، والتي وضعت قطار العراق على (بداية) سكة الفرقة والتشرذم والأقتتال والأمتهان بكل كفاءة ومكر واقتدار .. وهل المجيء بالجعفري سيطفيء حرائق العراق التي أتت على الأخضر واليابس بسرعة غريبة دوّخت وسطرت الجميع .