23 ديسمبر، 2024 8:25 ص

سين وشين ورب العالمين؟!!

سين وشين ورب العالمين؟!!

القوى المستفيدة والمستثمرة في منطقة الشرق الأوسط , تردد وتقرّ أن لا صراع في هذه المنطقة إلا ما بين السين والشين , فهذان حرفان عليهما أن يتقاتلا ولا يشتركا في تأليف كلمة أو جملة , أو عبارة ذات قيمة مشتركة ومنفعة لهما معا.

فهما وجدا لكي يتقاتلا أبدا!!

هذا هو المنطق الذي يتحكم في رؤى وتوجهات جميع القوى , التي تفعل بجد وإجتهاد وإصرار على جعل المنطقة ترى ذلك وتموت فيه وتتوحل أجيالها على مدى القرون.

فلا شيئ إلا الصراع المزمن ما بين السين والشين!!

فهل أدرك أهل المنطقة جوهر اللعبة ومغزاها وغاياتها؟!!

إذا أذعنت دول المنطقة لهذا التوصيف والهدف , فأنها تحكم على وجودها بالضعف والهلاك الأكيد.

وإذا إنطلت اللعبة على الجارة الشرقية فأنها ستأخذ المنطقة إلى وادي سقر , ذلك أن اللعبة تقتضي تقويتها وتغذية تطلعاتها لقتلها بما تريد , كما حصل للعديد من الثورات والأنظمة في المنطقة على مدى العقود الماضيات.

وما يحصل حاليا أن التوجهات تمضي على قدم وساق لتقوية كافة الأطراف , لتحقيق إدامة عالية وطويلة الأمد لصراع يتم التخطيط له على أن لا ينتهي , ويتقبله العالم عبر أجياله على أنه أمر طبيعي وعلة دينية إسلامية , لا خلاص منها إلا بترك الإسلام وإنقراضه , فما دام الإسلام موجود فهذه الحالة قائمة.

ولا خيار أمام دول المنطقة كافة , إلا إدراك حتمية العيش سوية , والسعي لإقامة إتحاد شرق أوسطي على غرار الإتحاد الأوربي , بعيدا عن العقائد والمذاهب وغيرها من الحالات , التي عليها أن تكون فاعلة لتحقيق المصالح المشتركة.

فلن يربح أحدٌ في هذه اللعبة , بل أن جميع اللاعبين خاسرون, , والرابح مَن يبيعهم السلاح ويغذي وقيد الصراع , ويصب عليه “بنزين” التضليل والخداع والتغرير , عبر وسائل الإعلام الخطير!!

فهل ستستيقظ دول المنطقة وتتحرر من أصفاد البهتان , وتتكاتف من أجل مصالحها الوطنية , ومصيرها المشترك؟!!

الرب واحد والكتاب واحد والنبي واحد والإنسان واحد , فاستفيقوا من رقدة العدم يا أهل الشرق الأقحط!!

ولتعرف الدنيا بأن السين والشين عاشقان متيمان ببعضهما , ولن ينفرط عقد محبتهما أبدا!!