23 ديسمبر، 2024 3:43 م

سينتصر الكردي .. ولأنّ غزّة قراراتها نبض شعبها المتمرّس غصباً عنه ؛ انتصرت

سينتصر الكردي .. ولأنّ غزّة قراراتها نبض شعبها المتمرّس غصباً عنه ؛ انتصرت

انتصار غزّة على جيش متسلّح بأحدث أسلحة القتل والفتك والدمار في العالم أصاب العقل الصهيوني العالمي بأعنف دوّامة يصاب بها عبر تاريخه الاحتلالي الطويل كلّه وأصابه بكلّ ما لم يكن بحسبان هذا العقل “المدبّر” ومَكملةً لما أصيب به من صدمات سابقة أفلتت الذعر داخله من عقاله هذه المرّة ما دفعت به إلى تخبّطه في اتّخاذ قرارات مذلّة في جوهرها ساقته لانكسار نفسي مريع سيقوده مستقبلاً لانحرافات شتّى ستثير الشكوك أكثر عن جدوى بقاء كيانه الصنيعة من عدمه في هذه المنطقة من العالم .. لقد فقد المركز الصهيوني “العقل المدبّر” صوابه منذ زمن هو ما دفع بآلته المدمّرة هذه إلى مزيد من التيه والانتقام الّذي لا معنى له لم تشفع له الأعاصير الربيعيّة السموم الّتي تضرب العرب ببعضهم البعض للتغطية على أفعال إجراميّة من طراز استوجبت ما لا بُدّ ويُعتّم عليها قدر المستطاع بهذه السموم ! .. لقد خسرت الأنظمة “الرسميّة” العربيّة الّتي دفعت بها إلى السلطة ظروف غير مفهومة أصبحت مفهومة فيما بعد ؟ أفرزتها “الثورة العربيّة” قبل قرن ! ؛ جميع حروبها ضدّ هذه الدولة الّتي هي فيما لو لم نكن نغالي في التصوّر نتاج حرب كونيّة دمويّة كان ثمن مخاضها لولادتها بما فيها “حرب العبور”! , بل أنّ هذ الأنظمة الّتي أطيح ببعضها بانقلاب عسكري عدّة مرّات وكأنّه ضرب مبرح لهزهزة داخل هذه الكيانات لإضعاف بنيتها الّتي صنعتها سايكس بيكو فعوّضها الغرب بانقلاب مقابل وإثر كلّ انقلاب ! ؛ هي من دفعت بإسرائيل إلى واجهة الاعتراف الدولي ولم يكفها ذلك فدفعت هذه الأنظمة المكروهة على مختلف الصعد جماهيريّاً وشعبيّاً وعقائديّاً وخُلُقيّاً وخلقيّاً رغم ما أحاط نفسه البعض بأسيجة من التراتيل الدينيّة ! دفعت بدول لها علاقات مصيريّة مشتركة مع العرب أفريقيّة وآسيويّة ولاتينيّة ومنها حسبت على القارّة الأوروبّيّة ولأنّ تجرجرها بالترهيب المادّي والترغيب مكرهةً إلى إقامة علاقات مع إسرائيل ؛ أنظمة بدل أن تدافع عن الدول التي تتزعّمها هي ضدّ عدوّ يهدّد وجودها , أصبحت بدلاً عن ذلك تلملم دول العالم وتدعوه سرّاً وعلانيةً للاعتراف بهذا العدوّ الجشع وتدعو لمساندته ضدّها ! .. هي سنوات طويلة مرّت على المنطقة علّمت شعوبها هذه الأحداث الجسام الهتافات والتصفيق والصفير والزعيق أوّلاً ! , ثمّ انتقلت بها أن أكسبتها الخبرة على اكتشاف الخدع والتلميع وبريق الخطاب الديني الزائف ,  بالمقابل أنتجت أعظم الشعراء وارتقت بفنون الخطابة والسمعيّة والمرئيّة , أيّ اكتسبوا خبرات عاشورائيّة في الانتقام من الذات لولا آمال علّقت على بزوغ نجم الكفاح الفلسطيني المسلّح ضدّ إسرائيل ستّينيّات القرن الماضي! لكن لعلّ أفضل ما اكتسبته هذه الجماهير والشعوب في محنتها الطويلة هذه خبرة الصبر على اليأس مرغمةً أخاك لا بَطلُ ! وأهمّها على الإطلاق اكتشافها الخطير أنّها هي السبب الأوّل لكلّ ما جرى ! بخبراتها الواسعة هذه مثلاً اكتشفت اليوم كيف تُرسّم مسارات خطوط لكيانات مصطنعة جديدة لغايات خارجيّة ! , فقد صار معلوماً لديها , مثلاً , الأهداف الحقيقيّة من صناعة كيان كردي رغماً عن الشعب الكردي الرافض نفسه , وهذه المرّة  يتوسّط هذا الكيان عدّة دول لاختراقها من وسط هذا الكيان متى شاءت تلك القوى ! , وما نشهده الآن من تجمّع للقوى الخارجيّة بتبريرات مضحكة ومخجلة بمساعدة برلمانيين نشامى عرب وكرد منهم من سقطت به الطائرة وهو يتضرّع إلى الأمم المتّحدة لإنقاذ فئة معيّنة دون أخرى فشوّر بها بان كيمون ! ؛ وعلى مختلف الصعد عسكريّة وإعلاميّة يُنبئ بشرّ مستطير قادم , فهذه القوى الخارجيّة تستطيع مثلاً الآن , ولأجل الإنسانيّة المُعذّبة ! التدخّل من وسط الكيان الكردي إلى داخل سوريا عبر بوّابة دولة داعش , الاسلاميّة ! بعد أن عجزت عن تدمير سوريا بشكل كامل لا جزئي كما يحصل الآن وبشكل مشابه لما جرى في ليبيا عن طريق بوّابة الربيع العربي ! .. المواطن العربي اليوم وبخبراته المكتسبة الّتي بدأ بها يطرد الجهل الّذي تعمّم به قروناً يستطيع اليوم ببساطة تتبّع خطوات الكيفيّة الّتي تتدبّرها قوى الخارج في تأسيس كيان أشبه بدولة , ذلك لمن فاته مشهد خطوات بناء إسرائيل قبل 8 عقود أو كان في الروضة حينها ! .. لا شكّ أنّ هذه الأنظمة العربيّة لم يكن أفرادها المؤسّسون أو اللاحقين ليصلوا السلطة لولا التزامهم شرط رعايتهم بناء إسرائيل مع تعهّدهم بعرقلة أيّة حركة للجماهير العربيّة “المحتجّة دائماً” بمختلف الطرق وبمختلف الأساليب بما فيها افتعال حروب تصبّ في خانة الدعاية لميليشيّات إسرائيل كي تصل إلى مستويات جيش مرعب ثمّ إلى جيش “لا يُقهر” ! واضحة هذه العمليّة الطويلة الّتي أخذت 70 سنة .. الّذي نريد الوصول إليه هو أنّ ارتباط حركة المقاومة الغزّاويّة بحاضنتها الداخليّة هو من جعلها معزّزة ومحصّنة ضدّ التأثيرات الخارجيّة , فلو كانت غير ذلك لأصابها ما أصاب الأنظمة العربيّة من اختراقات كافية لتبقيها أسيرة التأثيرات الأمميّة ولما حقّقت غزّة هذه الانتصارات الباهرة الّتي أصبحت أمل الشعب العربي كلّه ولجُعل منها أداة أخرى من أدولت ترويض العرب لانصياعهم للقرارات الخارجيّة ..