23 ديسمبر، 2024 9:45 ص

سينتصر الشعب طالما بدأ يهتف موطني…. موطني

سينتصر الشعب طالما بدأ يهتف موطني…. موطني

إعتاد العراقيون بكل اطيافهم وفي كل مناسبة أن يهتفوا باسم الرمز الديني وباسم الرمز المرجعي وباسم الرمز السياسي واستمر هذا الحال لأكثر من عقد من الزمن, فلا استنكاف من الهتاف باسم الرمز الديني طالما أن هذا الرمز يؤجج مشاعر الناس معنويا وروحيا ويحثهم للانتقام والثورة , فالهتاف باسم الحسين (ع) تحضير للثورة, لكن الهتاف عندما يجير لصالح المفسد والسارق والمتلاعب بحقوق و أموال الناس سوف يسلط الظالم على المظلوم ويفوضه حقوقا لا حق له فيها, في موقف حدث معي قبل أكثر من عشر سنوات, وبالتحديد في العام 2004 , كنت أتمشى مع زوجتي وطفلي الصغير في عربته متجها نحو مركز مدينة كربلاء وما نسميه نحن الكربلائيون (الولاية) صادف في حينها أن الشوارع قد أغلقت استعدادا لزيارة العشرين من صفر وأثناء سيرنا واجهنا على بعد أمتار موكبا راجلا يحيط بعمار الحكيم فابتعدنا عن الطريق من التدافع وفجأة نزل رجل يرتدي العقال والكوفية من الرصيف إلى الشارع ولم يكن مع الموكب بل كان مثلي مستطرقا فرفع عقاله بيده وبدأ يهتف ويقفز كالطفل (علي وياك علي) قاصدا الحكيم الذي لم يعره أي اهتمام سوى أن رمقه بنظرة سريعة مشوبة بابتسامة تخفي وراءها استغراب من الموقف واستمر الموكب بالمسير حتى توارى عن الأنظار ولبس الرجل عقاله ومشى في حال سبيله ولا أعرف لماذا فعل ذلك لكني تذكرت احد شيوخ البو سلطان عندما رمى عقاله تحت حذاء صدام في ثمانينيات القرن الماضي, فقلت لزوجتي طالما العراقي مستمرا بتأليه وعبادة الرموز فسوف لن يكون حال العراق أفضل من حاله في زمن صدام لأن الشعب صنع أسوأ طاغية في التاريخ واليوم يصنع ألف طاغية ..و استمر تأليه الشخصيات هذا طيلة عقد من الزمن فما حصل مع الحكيم حصل مع الصدر ومع المالكي ومع الجعفري وحتى مع علاوي الذي ضرب بالأحذية في ضريح الإمام علي بالنجف لكن هناك الآلاف قد هتفوا باسمه في كل مناسبة كانوا يلقونه فيها, هذا ما جعل المسؤول يصاب بداء العظمة ويتصور نفسه بعد الله وهذا ما جعله يتصور أنه على صح في كل ما يقرر ويفعل لأن الشعب لم يهتف يوما باسم الوطن, الأن فقط أيقن الشعب ان تأليه الشخصيات لا نتيجة منه و أيقن ان الأقنعة قد رفعت عن تلك الوجوه كائنة من تكون وأخيرا تيقن بأن الوطن هو البيت الذي يحمي الجميع وهو باق ولا يزول و الأرض باقية لا تبور والشعب باق لا يموت و سينتصر الشعب على الطغاة طالما أنه هتف…موطني …موطني