8 أبريل، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

سيناريو ينتظر أسد سوريا

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس غريباً أن تكون السيناريوهات المحتملة بعيدة عن العقل التهديمي الأميركي ، فهي من خططت لنهاية كل رئيس دولة عربية ، وهي من تخطط لقادم السنوات ، وهي من تنفذ هذه المخططات ، لكن بيد ثلة من العملاء منهم الإسلامي والعلماني والإخواني والمتشدد والديمقراطي ، الكل يعمل داخل فلك هذا المحتل ، لا يخرج من الفلك إلا من كان بعيداً عن السياسة ، ومن أراد أن يخرج من هذا الفلك قبل أن يكمل المشوار سيكون مصيره مآساوي ، هكذا هم ، إنهم يتعاملون مع عملائهم وفقاً بنظرية ورق التواليت ، المحتل ونقصد بمفردة المحتل كل الدول الغربية وعلى رأسها أميركا ومن خلفهم اليهود ، فهم يتعاملون معنا بنظرة دونية وإستعلائية ، ينظرون لنا من خلال منظور الفيلسوف الالماني فريدريك نيتشه والقائل ” إن العبيد لا يستحقون الحياة وهم سر البلاء” ، يتعاملون معنا من خلال نظرة هتلر للعرب. فبالامس اعدم صدام بسبب جريمة إعدام 148 موطناً من سكنة الدجيل إذ كانت طريقة الاعدام فيها من الإنتقاص الكبير من رئيس عربي بغض النظر عن كونه مجرم وهذا الموضوع لا يختلف فيه اثنان ، فالرجل مجرم مع سبق الإصرار ، وبعده تم هروب زين العابدين وثم إظهار الرئيس حسني مبارك بطريقة مذلة وهو مستلقي على السرير في المحكمة لا ينطق إلا كلمة واحدة يرد فيها على القاضي وهي “موگود يافندم ” وبعدها تم قتل القذافي بطريقة أبشع من كل الرؤوساء ولم يسلم حتى دبره من الإعتداء حيث تم إدخال قضيب حديدي أمام الملآ وتم تصويره لتبث على الهواء ، وما مصير رئيس اليمن أكثر إحتراماً من الرؤوساء الذين سبقوه في مغادرة الكرسي قريباً.
أما أسد سوريا فسيكون سيناريو الرجل إن كان ذكياً هو الهروب لإيران ، إما عن طريق الجو مباشرة مع عائلته والمقربين منه ، أو عن طريق العراق براً إن كان يخشى سقوط الطائرة التي ستقله لإيران بفعل صاروخ أميركي والحادث بالتأكيد سيسجل كخلل في محرك الطائرة .
أسد سوريا أصبح قاب قوسين أو أدنى من الرحيل أو الهروب أو الفرار ولكن النقطة المهمة هنا أنه وجد ملاذاً آمناً ، والنقطة الأهم أستطاع خلال هذه المدة من الزمن أن يتخذ الطرق الكفيلة بتوزيع الأموال التي سرقها من سوريا وتوزيعها على البنوك والمصارف العالمية وباسماء أشخاص مقربين له بشرط أن يكونوا غير معروفين ليضمن الابتعاد عن غدر الزمان، إذ أن كل الرؤوساء والملوك العرب فهموا الدرس جيداً وأصبح صدام بالنسبة لهم كبش فداء ودرساً مستنبطاً يفيدهم في حسابات الهروب دون خسارة مادية تذكر .
أسد سوريا بالفعل سيكون الأكثر حظاً وليس الأكثر ذكاءا ، فالذكاء عند العرب في الحسابات الغربية غباء مفرط ، فهم يخططون لأتعس الظروف ويفهمون من خلال الدوائر الاستخبارية والسايكولوجية شخصية هذا القائد أو ذاك الرئيس ، ولهذا يكون تعاملهم وإختراقهم من خلال نقطة ضعف الإنسان ، وكبارعلماء النفس يقولون
” إن لكل واحدا منا هناك بوطن ضعف يستطيع من يعرفها أن يخترق هذا الإنسان” وعليه فهم يعرفون من أين يدخلون وينجحون في هذا الإختراق ، ولكن ليسوا كما نتوقعهم ، فهم يتعاملون مع الانسان بطريقة سلسلة وبطيئة إلى أن يصلوا للهدف المنشود وخير ديل انتظارهم لسنوات قبل اسقاط صدام وكان بإستطاعتهم اسقاطه بطريقة أسهل في عام 1991 عندما سقطت أغلب محافظات العراق .
حسب رأي أكثر المتابعين إن الاسد لا يستطيع أن يبقى في كرسية وسوف يغادر هذا الكرسي قبل نهاية هذا العام وستعم الفوضى في سوريا وستندلع الحرب الإهلية كما أندلعت في العراق ولكن بطريقة أقل ، أما الذي سيكون على رأس الهرم السوري بعد الأسد هو أحد العملاء المهيأ أصلا لهذا المنصب قبل سنوات ولا ضير إن كان إسلاميا أو علمانياً أو إخوانياً او تكنوقراطياً أو ديمقراطياً ، فالكل يعمل ضمن الفلك ومن يخرج من الفلك ستحل عليه لعنة الآلهه .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب