بعد مرور ستة أشهر على “تسليم”الموصل لتنظيم داعش الإرهابي من قبل(….) جاء تصويت مجلس النواب العراقي متأخرا في 8 كانون الثاني من العام الحالي على تشكيل لجنة تحقيقية في أسباب “سقوط”الموصل ،برئاسة رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي وعضوية (25) نائبا ،وهذا التأخير في تشكيل اللجنة له أكثر من قراءة وتفسير في مقدمتها “الصفقات السياسية” على حساب الموقف الوطني وتاريخ ومستقبل العراق،وكان الأولى برئاسة مجلس النواب تشكيل “لجنة التحقيق “على الأقل بعد ثلاثة أيام من تسليم محافظة الموصل لزمرة داعش الإجرامية “سلميا”،وجاء تشكيل اللجنة ليس بمبادرة من رئاسة المجلس بل من خلال جمع تواقيع لعدد من النواب لتشكيل لجنة تحقيقية في أسباب سقوط مدينة الموصل وما نتج عنها من سقوط أكثر من (12) ألف شخص بين شهيد ومصاب ومفقود ، فضلا عن الخسائر المادية التي فاقت الـ (20) مليار دولار”. ونزوح مليونين وستمائة ألف عراقي واغتصاب النساء من قبل الزمر الشيطانية ،وجميع الجرائم التي وقعت في البلاد هي بسبب انهيار الموصل ومن ضمنها جريمة سبايكر.
وبعد الاستماع إلى إفادات المسؤولين من المدنيين والعسكريين بمختلف المستويات ،بدأت النقاشات الحادة بين أعضاء لجنة التحقيق حول كيفية تدوين إفادة “نوري المالكي” باعتباره رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة السابق ..هل تتم بطريقة “الاستجواب” أم “بالاستضافة”..وبعد ” الّلتيّا والتي” ،قررت اللجنة الذهاب إلى مكتب “المالكي” لتدوين إفادته وفق السيناريو الأتي:-
مشهد رقم (1) نهاري داخلي
دخول أعضاء لجنة التحقيق يتقدمهم السيد حاكم الزاملي إلى مكتب السيد المالكي في القصر الجمهوري ،والمالكي واقف في وسط المكتب.
الزاملي: السلام عليكم حجي .
المالكي: وعليكم السلام وأهلا وسهلا.
الزاملي:حجي ارتأت اللجنة التحقيقية الحضور إلى مكتبكم”الموقر” لتدوين إفادتكم حول أسباب “سقوط”الموصل باعتباركم “رمزا” وطنيا ومن المخجل أن تحضر أمام اللجنة في مقرها!.
المالكي:شكرا لكم و”أنا” مؤمن بنزاهة لجنتكم في كشف “الحقيقة” التي نسعى دوما إليها وترسيخها كثقافة وطنية وإنسانية وأخلاقية ومهنية !!.
الزاملي:حجي لانريد ان نأخذ من وقتكم “الثمين” لدينا سؤال واحد فقط.
المالكي:تفضل.
الزاملي:باعتباركم رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة السابق ..من هو المسؤول عن سقوط مدينة الموصل؟ .
المالكي: سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم “داعش” كان نتيجة “مؤامرة”، بتنفيذ رموز محسوبة على العملية السياسية ،وان الجيش لم يقاتل في الموصل ولم يحصل أي اشتباك مع عصابات داعش، وان ما جرى هو اتفاق مسبق وضع في غرفة عمليات مشتركة بين جهات سياسية لإسقاط المدينة،وهي نفس الجهات التي كانت تصف الجيش العراقي بـ”الصفوي والطائفي”.
الزاملي: نريد أسماء القادة والرموز السياسية التي لها دور في سقوط المدينة .
المالكي:أنا قلت “مؤامرة”!!.
الزاملي :هل تعتبر سعدون الدليمي وعدنان الاسدي والفريق فاروق الاعرجي والفريق عبود كنبر والفريق علي غيدان والفريق مهدي الغراوي والفريق علي الفريجي “مذنبين” لما حدث في الموصل وما تبعها كنتيجة من أعمال إجرامية ؟.
المالكي :بالعكس هؤلاء “خدموا” العراق ولولاهم لانهار العراق !!.وهم مثال “للشرف والنزاهة “!!.
الزاملي:يعني لا يوجد “مذنب” في قناعتكم .
المالكي:نعم
الزاملي:سؤال.. من هو امر بانسحاب الفرقة 12 من كركوك وداعش لم تصل إليها اصلا؟.
المالكي:لا اعرف!!.
الزاملي: حجي نشكر حسن استقبالكم ونسأل الله ان يجعلكم “ذخرا” لخدمة العراق وشعبه.
المالكي:هذه رسالتنا ونشكر حضوركم.
الزاملي :مع السلامة.
المالكي:مع السلامة.
مشهد رقم(2) نهاري خارجي
مغادرة أعضاء اللجنة مكتب المالكي والعودة إلى مقر لجنة الأمن والدفاع النيابية .
مشهد رقم(3) نهاري داخلي
لجنة التحقيق في أسباب “سقوط”الموصل على طاولة الاجتماعات في مقر البرلمان يتناولون “شاي” لجنة الأمن والدفاع “المهيل”.
الزاملي:اخواني لقد اطلعتم على كل إفادات المعنيين بما فيهم “الشهود” أخرهم السيد المالكي .. وان الموضوع أصبح من “الماضي” ولانريد افتعال أزمة “أمنية وسياسية ” جديدة ..ماذا تقرروا؟!.
وبعد السجالات بين أعضاء اللجنة وإرسال “المسجات” إلى رؤساء الكتل السياسية ..اتفق أعضاء اللجنة على صيغة القرار الأتي:-
تنفيذا لقرار رئاسة البرلمان بتشكيل لجنة تحقيقية في أسباب “سقوط”الموصل برئاسة رئيس لجنة الأمن والدفاع حاكم الزاملي وعضوية (25)نائب والتصويت على ذلك من قبل أعضاء مجلس النواب،قامت اللجنة التحقيقية بتدوين كل إفادات المسؤولين من المدنيين والعسكريين في أسباب سقوط الموصل وتوصلت إلى قرارها الأتي:
1.بسبب تداخل واختلاط الأوراق والمسؤوليات وضعف التنسيق بين إدارة المحافظة وقيادة العمليات وعوامل خارجية مؤثرة على الفعل السياسي العراقي والقيادة والسيطرة العسكرية..تقرر عدم “مقصرية ” اي أحد في أسباب “سقوط ” مدينة الموصل.
2.إحالة ملف التحقيق إلى السلطة القضائية لاتخاذ ما تراه مناسبا.
مشهد رقم (3) نهاري خارجي
مجموعة من شباب الحراك الشعبي في شارع المتنبي.
الاول:معقولة هذا قرار اللجنة!!.
الثاني: ولما لا ..الشعب العراقي سيقبل القرار بكل أريحية!!..وأسر ضحايا سبايكر .. لهم الله ..سيقبلون بالأمر الواقع وسوف يستلمون مكافأة الشهيد البالغة (10) مليون دينار مع الحقوق التقاعدية !!.
الثالث:وصمة عار على القضاء العراقي والفعل السياسي ..كيف لمجموعة من “الخونة والسراق” يتمتعون بالمناصب واموال الشعب وهم لحد الان خارج اسوار المحكمة؟!.
الرابع: لان العراق البلد الوحيد في العالم يكافىء فيه الخائن والسارق ..حتى المصطلحات فيه تغيرت فالسياسي الخائن هو ” السياسي الوطني” والسياسي السارق هو ” السياسي النزيه”.. لاتتعجبوا أنكم في العراق!!.
مشهد رقم(4) ليلي داخلي
أولاد المسؤولين من المدنيين والعسكريين في إحدى ملاهي بيروت يرفعون كؤوسهم المملوءة بالويسكي والشمبانيا تحت أنغام الروك والقهقهه وبصوت واحد ..”في صحة العراق”!!.