12 أبريل، 2024 8:41 م
Search
Close this search box.

سيناريو “لا تنظروا الى ما بين افخاذكم” بحافلة ريم زمن الحرب في الثمانينيات

Facebook
Twitter
LinkedIn

حكاية حقيقية رواها لي يوما احد الاصدقاءووضعت لها سيناريو مفترض غير مكتمل. والنص حاليا بصيغته الادبية.

نهاري خارجي. المكان كراج النهضة، فيالثمانينيات.

 بعزالحر الي يسمط سمط. حافلة “ريم” بكراج النهضة. يفزع لها الجميع ويتدبرواامرهم لايجاد مقعد في الحافلة.

طريق خارجي. داخل الحافلة: الوقت قارب العصر.شابة بعباءة وجندي يحاول ان يلتفت اليها كل شوية. لقطة لعجوز شايلة كوشر على رأسها،اكبر عمرا من تلك “المرأة الخفيفة الي يتباوع الها الجندي ابو عيون وقحة وماعنده شغل وعمل غير بس يتباوع على بنات الناس، لانه ما عنده غيرة وناموس” يعنيبلا اخلاق من وجهة نظر صاحبة الكوشر طبعا.

 امكوشرتخاطب وهي سائرة جنديا آخر واقفا لم يجد مكانا: “اطني خلّي اعكب”(اعطيني مجال لأتعقب طريقي- الترجمة تقول هكذا اسفل الشاشة). الجندي يمتعض وتتخطاهالمرأة ، وهو كلما سأل عن مقعد فارغ كان الجواب: محجوز!

شاب افندي بكل قيافته المدنية يجلس بكياسة مرتبكاقليلا على احد المقاعد. يبين عليه ” ابن ناس اوادم”.

تمر الحافلة في الطريق الى الجنوب وبها رجالبدشاديش ويشماغات وجنود ونسوان بشيلات، ومعهم طلاب افندية انهوا امتحاناتهمالجامعية، وايضا بضعة اطفال يصيحون.. والخ. يعني الجحفل الوطني بكافة اطيافهبطريقة او باخرى. ليش هاي “الاخرى”؟ بكيف الواحد.

وإذا بأحدهم (اي الافندي الي يبين عليه ابنناس) يصيح: الناس تنصاب بايدها، لو…( يعني أو) برجلها، بإصبعها،  ببطنها. ( هو بصراحة قال شيئا آخر، بس مانعالخجل كتابيا)، ثم استمر يعدد اعضاء الجسد البشري باستذكار يحسد عليه وبعدها انتفضصوتيا على نحو اكبر : بس اني منصاب بـ…بـ..”.

ام كوشر والبنت “الخفيفة” والعسكريالشاب “الي ما عنده شغل وعمل بس يتباوع على بنات الناس”، والتجسيدالوطني للأطياف العراقية من شيلات ويشماغات وشوارب وطلاب مخلصين امتحانات وبعضهمما راح ينجح وبعدين يروح للجبهة، يلتفتون الى المعني، صاحب الصوت (الذي يبين عليهابن ناس..) ويتمضحكون.  وبعضهم يستنكر بشدةهذه البذاءة مال “بـ…………ي”: “ما يصير هل الشكل يا جماعة،مو ويانه نسوان شنو ريم لو كرخانة؟!”  الاخيرة تعني ماخور.

توقف الافندي الذي صرخ مشيرا الى موضعاصابته. ظل ساكتا وسكت معه الجحفل الوطني، وران الصمت على الجميع منتظرين ما الذيسيفعله الافندي (ابن ناس يبين عليه و…) بس بصراحة هاي “بـ ………..ي”،يعني جعلت صورته تهتز قليلا او كثيرا، بحسب مرجعيات كل مكون من مكونات الطيفالوطني.

ثم ما لبت الافندي السابق- بعد وهلات- ان قطعالصمت وكرر بمثابرة: “الناس تنصاب بظهرها، لو(أو) برجلها، بإيدها، لوبإصبعها، ببطنها لو.. (الخ..). بس اني تعرفون منصاب بشنو؟! تعرفون منصاب باي شي؟تعرفون وين منصاب؟!….

 تأففجماعي خافت: اهوووووو.

  بس البنت “الخفيفة” تنظر باسى في عينالشاب العسكري الحلو الي “ما عنده شغل وعمل بس يتباوع على بنات الناس” واليتوقف عن التكروط براس الخس الي التقطه عند توقف الحافلة على الطريق الخارجي، بقتبيه ورقة، ونظر اليها بانكسار وتحسس ما كان يسمى “البيرية”، وقطعةالمعدن التي لديه في جيبه( فيها رقمه) وتجنب النظر الى ما تحته.

كثافة الصمت اصبحت اكبر حينها وكف من اعترضسابقا عن الكلام، يعني الجحفل الوطني من دشاديش وشيلات ..والخ. وقطع ذلك الصمتالوطني صوت الزعاطيط فقط، ربما لانهم ليسوا معدودين في حكم الجنود المرشحينللالتحاق بالحرب.

بصوت واهن قال الافندي ثالثة.. تعرفون لو ما تعرفون..؟!!!! طبعا لم يصرخ هذه المرة قالها وهو جالس في مقعده ولم ينهض ولكن الصمت جعل كلماتهمسموعة ولها وقع رضة بصخر. وارتداد هزة يخرج صوتها كتيما قويا سادرا وله ثقل كابوساو جيثوم لا راد له.

نشرت النسوة الشيلات على الجزء الاكبر منجغرافية وجوههن، واستعدن بإجماع يفتقر له التوافق الوطني الحالي، نشيدهن الوطنيالخاص: نواعي من هاي الزينة. نحيب ثكالى وارامل كأنه قادم من قِدمٍ مغرق في اصالتهبارض السواد من سواد العباءات والشيلات.. ( التعبيرات الاخيرة انشائية وليس لهاتجسيد بالسيناريو- رأي لخبير سيؤخذ بنظر الاعتبار).

الجحفل الوطني من يشماغات ودشاديش وزيتوني وطلاببعضهم ندم على رسوبه المتوقع حينها، هذا الجحفل صمت مطئطئا الرأس ولم يعد يلتفت اوينظر لصاحبنا الافندي “الي يبين عليه..”. ثم يصدر صوت من رجال كبيرمعكّل : اخ يا.. ويزفر دخان سيجارته اللف..

 الجندي ابو “عيون وكحة” ينظر الى مابين فخذيه وتكف البنية “الخفيفة” عن النظر اليه كما سبقها هو بالكف عنالنظر اليها.. تسير الحافلة باتجاه الجنوب/ لقطة اخيرة تصور الحافلة من الخلف، وهيتمضي ويشيعها صوت نشيج النسوة..لو……. الموسيقى؟ ما الموسيقى المناسبة للخاتمة؟اخلي داخل حسن يمه يايمه؟ لو وحيدة خليل “دلول”؟ لو كاظم الساهر يغنيقصائد كاظم اسماعيل الكاطع؟ لو صلاح عبد الغفور: اتقدم واحنه اوياك اثنين ( مازالتوشلون كارثة احفظ اغاني القادسية ولا احفظ النشيد الوطني الحالي الي بيه اسماءبنات ما مصادفهن مثل: سناء ورجاء ونجاة وبهاء)….ام نقترح الاكتفاء بعزف على آلةواحدة مثل الكمان او العود؟ اقترحوا شي لا اخلي السيمفونية التاسعة لبيتهوفنواسويها افلام صامتةّ!!

شلون شغلة! بلوى..

ملاحظة: متن الحكاية حقيقي ورواها لي حينها ابنمدينتي الباحث نزار النصار.. التفاصيل من خيالي بحكم خبرتي في حافلات الريمالمتجهة حينها الى الجنوب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب