8 أبريل، 2024 1:08 ص
Search
Close this search box.

سيناريو حكم العراق بين مصلحة البلاد ومصالح مرجعيات الساسة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يختلف اثنان على ان مصلحة الوطن الام هي فوق مصلحة أي بلد اخر، ولا يمكن ان نوجه اللوم او العداء الى أي فرد بتهمة انه يدافع عن مصالح بلده ، هذا ما اقرته الأعراف والعقل وكذلك المعاهدات الدولية .

ولا يمكننا كذلك ان نطلب من أي فرد كان ان يدافع عن مصالح بلد اخر غير وطنه الام، اذ ان الولاء للوطن لا يمكن ان يباع او يشترى او يمكن تصديره او حتى استيراده (هذا في عرف العقلاء والذين يمتلكون ولو ذرات قليلة من الشرف في داخلهم) ، وهذا نابع من عاطفة داخلية لا ينكم مشاهدتها ـ غير اننا نشاهد اثارها ، كما هو الحال في الكهرباء ، فهي طاقة يمكننا ان نشعر بها من خلال اثارها، فحب الاب للابن وحب الابن للاب ، حب الام للأولاد ، وكذلك العاطفة بين أبناء الدم الواحد لا يمكن ان تغلف بغلاف الهدية وتعطى ، انها نابعة من الروح (لو امكننا ان نعبر عنها) .

والغريب والذي يثير الحيرة ان حب الوطن والعمل من اجل مصالح البلاد أصبحت سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة، بل الأشد والامر ان هنالك مزاد يتم فيه عرض مصلحة البلاد لمن يدفع اكثر، وتطورت الحالة في البعض انهم يتفانون من اجل مصلحة بلاد أخرى بالضد وبعكس مصلحة بلادهم، حيث وكما نشاهد بعد عام 2003 ان العراق ومستقبله اصبح رهينة مزادات وسلعة تقدم لمن يدفع اكثر ، ولا أقول ان قبل 2003 كان الوضع افضل ، بل ان 2003 وما بعده هو نتيجة عملية لما زرعه صدام وزبانيته من تدمير للشخصية الوطنية وقتل روح حب الوطن والولاء للعراق بعد ان اصبح العراق وثرواته ملك لابن العوجة ورفاقه، واعتقد ان الامر له ارتباط بعدة عوامل ، اذكر منها ما يحضرني :

1.كما اسلفت فان الامر قد تم التمهيد له من قبل ، بعد عام 1979، بعد تولي ابن صبحة الحكم الفعلي ، حيث قتل روح حب الوطن تدريجيا بعد ان اصبح العراق مزرعة خاصة به.

2.تدمير البنى الاجتماعية العراقية ، حيث ان الاسرة نواة المجتمع ، فمتى ما كان بناء الاسرة (صحي) وكانت العلاقات الاسرية جيدة، كان المجتمع افضل.

3.الهجرة الى خارج البلاد، حيث اضطرت عدة أجيال الى مغادرة العراق منذ خمسينات القرن الماضي، وكالشجرة في حال اقتلعت جذورها فأنها تنمو وتثمر بعيدا عن ارضها الاصلية .

4.هذه الأجيال المهاجرة تم الالتفاف عليها من قبل الدوائر التي وظفت صدام وحزبه، وتم اعداد سيناريو جديد لحكم العراق بعد ان يتم صدام مهامه على اكمل وجه.

5. اثناء ذلك وبشكل تدريجي اصبح العراقي في داخل العراق يرى العربي (الفلسطيني والمصري والأردني) يتمتع باسباب الرفاهية والعراقي يغرق في العوز والفقر بسبب مغامرات ابن صبحة.

6.هذه الطبقة من الأجيال المهاجرة اعدت اعداد جيد وارسلت الى العراق بعد 2003، وهدفها هو :

* الحكم ،الاستحواذ على مقاليد السلطة خلال فترة 10 سنوات الأولى بعد سقوط صدام

* بناء قاعدة في جميع مفاصل الدولة تستند على إعادة ازلام صدام والثانية تسليم كراسي صنع القرار بيد أناس جهلة منقادين يتحكم بهم المستشار الغربي، وهذا المستشار عبارة عن (خبراء في الأمم المتحدة، مستشارين في البنك الدولي، متطوعين من منظمات غير حكومية …الخ).

* سحق ومن ثم قتل أي فكرة لاعادة اعمار القدرات الصناعية والزراعية والعلمية، حيث أصبحت الجامعات عبارة عن سوق البورصة (الجامعات الاهلية) حيث يكون الجيل جاهل لا يستطيع ان يحصل على معدل عالي في الإعدادية مما يضطر الاهل ان يدخلوه في جامعة أهلية وهي عبارة عن مول ليس الا ، لا توجد مادة علمية اكاديمية.

* نشر فكرة الفساد بكافة مفاصله في جميع اركان الدولة.

* وجود مجموعة من اللاعبين الاساسين لا يمكن المساس بهم ، وهو الذين يتحكمون بالمشهد ويعملون وفق المصالح الخارجية (من حيث يعلمون أولا يعلمون).

اذن لا يمكن التصور ان من حكم او يحكم او سيحكم العراق خارج هذا الاطار الذي عرضنا بشكل مختصر وسريع (حيث توجد أمور لا يمكن ذكرها ، سنذكرها لاحقا)، مصالح البلاد تم بيعها في سوق البورصة ، المتحكم الرئيسي في المشهد 3 لاعبين :

الأول : ازلام صدام ووسائل اعلامهم (المعروفة) وكذلك اللوبي العربي .

الثاني: الجنبة الدينية (الشيعية والسنية) واستمالة الجهلة الى تاجيج الطائفية والعمل بموجب اجندة (إيرانية او عربية)

الثالث: الغرب ، وما تمثله مصالح الكيان وامريكا وممثلهم الشرعي ووالمخلص على الدوام الذي يحكم محافظات شمال العراق.

هنا وفيما تقدم تم الإشارة الى عدة ملفات بومضات ، فقط الذي يفكر بوعيه يستطيع ان يفهمها ويحلل تركيبتها.

وللحديث تتمة ، اذا بقيت الحياة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب