قيام احدى الميليشيات المساندة لحکومة نوري المالکي المنتهية أعمالها، بإقتحام سجن الرصافة وسط بغداد عنوة و إختطافهم 35 سجينا و إقتيادهم الى جهة مجهولة و تنفيذ و قتل عدد منهم، أعطى مرة أخرى الانطباع الکامل عن حقيقة الاوضاع الامنية الخطيرة في العراق وان هناك أيادي تبعث بالامن کما تشاء مصالحها و أهدافها في العراق.
ماقد أعلن عنه من أن السجن قد تم إقتحامه بمساندة من الحراس، يعني بأن الامر کان مبرمجا و موجها حاله حال الکثير من القضايا الاخرى التي جرت بتنسيق و تعاون بين حکومة المالکي و الميليشيات، وهذا مايزيد من حالة التوجس و القلق بشأن الاوضاع الامنية التي يمکن القول عنها عند حدوث هکذا حالات إختراق و تجاوز على الامن العام، بأن الامور يمکن أن تتجه في أية لحظة الى حالة الفلتان الامني ان صح التعبير.
تصفية الحسابات و تحقيق الاهداف الخاصة عبر واجهة الميليشيات او قوات مجهولة کما کانت الحالة في مجزرة الاول من أيلول من العام الماضي و التي جرت بحق اللاجئين الايرانيين في معسکر أشرف، ونفس الحالة بالنسبة لهجمات صاروخية جرت على مخيم ليبرتي لنفس اللاجئين و أعلنت ميليشيا حزب الله العراقي بقيادة واثق البطاط عن مسٶوليتها عن الهجمات، ونعتقد بأنه من حق هٶلاء المعارضين أن يشعرون بأکثر من القلق على هذا الوضع الامني المتردي الذي من المحتمل أن يجعلهم أحد أهدافها المستقبلية، ولأن الاقتحام الذي تم للسجن قد إستهدف شريحة معينة معظمهم من أبناء السنة، فإن الکثير من النقاط تضع نفسها تلقائيا على الاحرف و توضح أبعاد و مضامين و مسار و سياق اللعبة و المستفيدين منها، إذ يبدو أن حکومة المالکي و الى اللحظة الاخيرة ستسير في طريق خدمة الاهداف و الاجندة الايرانية و تبقى على تنسيق و تواصل و تعاون مع الميليشيات الشيعية التابعة لها و المسيرة من قبلها لتنفيذ مخططات تستهدف تحقيق أهداف و غايات مشبوهة تلحق أيما ضرر بالغ بالاوضاع السياسية و الامنية و بالاخص الامن الاجتماعي الذي يظهر بأن المالکي لايزال يرغب اللعب و العبث بهذا البرکان الخطير الذي لو إنفجر فإن الحمم ستطال الجميع ولن يکون هناك وقت للحساب و غيره.
*[email protected]