منذ الآن والى مطلع الإسبوع القادم تبتدئ عملية شدّ الأعصاب وكأنها تمهيدٌ لحرب اعصاب لدى المراقبين والمتابعين إنْ لمْ نقل غالبية الشعب العراقي , وبجانب الرأي العام العربي ايضاً وذلك للموعد المحدد للشروع بإقرار قانون يدعو لإخراج القوات العسكرية الأجنبية ” الأمريكية ” من العراق او بالحد في تنظيم وجودها بموجب اطار قانوني , < والى الآن فنحن لم نبدأ فحوى ومغزى الحديث او المقال ولا بحرفٍ واحدٍ منه بعد .! > .
من الطريف الساخر الذي يخلو من اية طرافة أنْ تنقل وتتناقل ميديا السوشيال ميديا ” فيما بينها ” خبراً او اخباراً تخصّ الداخل العراقي بالدرجة الأولى ونقلاً عن صحيفةٍ غيرعراقية , ونرثي هنا لمن يستسلمون للأخبار دون تمعّنٍ بمصادرها واغراضها .!
والى ذلك , وبصلةٍ لما في اعلاه , فقد ذكرت واضافت صحيفة ” الأخبار ” اللبنانية التابعة لحزب الله اللبناني بأنّ قوى البيت الشيعي العراقي وعلى اختلاف توجهاتها , والى جانب ” سُنّة البناء ” تجمع على تمرير القانون القانون المقترح من قبل تحالف ” سائرون والفتح ” , بينما ما برحت حالة التردد مهيمنة على ” سُنّة الإصلاح ” وقوى البيت الكردي .!
< نشير هنا الى أنّ لا تنظيم او حزب او حركة تمثّل سنّة العراق على الإطلاق , ولا توجد ايّ مرجعية دينية تمثّل سنّة العراق ” ولا يعترفون بها اذا ما وُجدت او جيء بها من هناك وهنا ” ! , كما نشير كذلك أنّ الصحيفة اللبنانية اختزلت اقليم كردستان والأحزاب الكردية المختلفة سياسياً وبأنواعها وتوجهاتها العلمانية والدينية بعبارة ” البيت الكردي ! ” > , ونقول لهيئة تحرير الصحيفة اللبنانية المذكورة : رأفةً بالقرّاء العراقيين على الأقل .!
تقتضينا المهنية والأمانة الصحفية أن ننقل هنا نصّاً الى ما اضافته هذه الجريدة بهذا الصدد , حيث ذكرتْ : < أنّ القنصلية الأمريكية في اربيل قامت بتهديد الكرد برفع الحماية عنهم ومغادرة القوات الأمريكية لقواعدها في كردستان اذا ما صوّتت القوى الكردية لصالح إخراج القوات الأجنبية , وستترك امريكا الكرد معرّضين للهجمات الأرهابية > .!
لا ريب أنّ هنالك إجماعٌ على مستوى الأحزاب الشيعية لإخراج القوات الأمريكية من العراق بقرارٍ او بقانونٍ برلماني , ويقابله رفضٌ من بعض القوى التي تسمى ” سنيّة ” , وهنالك رفضٌ آخرٌ من تنظيمات سياسيةٍ غير محسوبةٍ على الشيعة والسنّة , أمّا على صعيد الأحزاب الكردية في الأقليم فيمكن الأفتراض بالقول بأستحالة رفض ” الحزب الديمقراطي الكردستاني – مركز الثقل في الأقليم ” لأخراج الأمريكان من الأقليم ومن العراق .! , وبالنسبة للأتحاد الوطني الكردستاني فلعلّه من السابق لأوانه الأفتراض المسبق بموقفه بهذا الشأن بالرغم من علاقته الوثيقة بطهران وتأثيراتها على قياداته , ولا حسابَ يمكن حسابه للأحزاب الكردية الأخرى بهذا الصدد ازاء وزنها النوعي والكمّي وعدم توحيد صفوفها .
لا شكّ ايضاً أنّ مداخلاتٍ ما تصطدم بأقرار القانون المقترح , ولعلّ تأثيراتٍ ومتغيراتٍ ما قد تحدث في الأيام المقبلة التي تسبق مناقشة القانون , وانّ الحكومة العراقية تواجه موقفاً صعباً مهما كانت توجهاتها الذاتية وغير الذاتية , بجانب انهماكها في استيراد او استلام اعداداً كبيرة من الدواعش وعائلاتهم وما يمكن أن تحمله من اسرارٍ أمنيّةٍ في ثناياهم .
ثمّ , ولترطيب الأجواء ” بصورةٍ مؤقتة ” , فنوجه كلامنا لصحيفة ” الأخبار ” اللبنانية ومن زاويةٍ إعلاميةٍ مجرّدة بأنّ التأثير على القيادات الكردية وتهديدها لا يكون عبر قنصلية ! وهنالك وسائل اتصالٍ وتواصلٍ كثيرة سواءً مشفّرة او سواها .
هنالك ايضاً انطباع سائد او شبه سائد في الشارع العراقي او بعضه بأستحالة رضوخ الأمريكان لقانونٍ من البرلمان العراقي بأخراج القوات الأمريكية من الأراضي والسيطرة على الأجواء العراقية , حتى لو صدر القانون بالإجماع .! , ومن دون الجزم المسبق بصحة او صواب هذا الأنطباع , فهل أنّ الولايات المتحدة ستتخلى وتتنازل عن التكاليف الباهظة التي انفقتها على قواعدها في غرب العراق وفي كردستان مقابل قانونٍ من مجلس النواب العراقي , ولا زالت المواقف النيابية غير متآلفة بشأنه .!
وتقتضي الإشارة ايضاً الى أنّ ما ذكرناه عن ” السيناريو الإعلامي ” المرتبط بجريدةٍ لبنانية , فأنّه لا ينفي وجود محاولاتٍ وتوجّهاتٍ جادّة لدى اركان السلطة واحزابها لإخراج الأمريكان من العراق , وأنّ الجمهور العراقي في حالةِ ترقّبٍ لأية تطوراتٍ محتملة الحدوث .!