تكشّفَ وازيحَ جزء من الستار الذي يغلّف الدعاية الأمريكية – الإسرائيلية حول إطعام فلسطينيي مدينة رفح من الجو – عبر المظلات , فقد وردَ واتّضحَ أنّ اطنان الأغذية والأدوية الملقاة عبر ” الباراشوت ” قد ذهبَ وراحَ % 70 منها الى عرض البحر < ولا ندّعي أنّ ذلك كان مقصوداً , كما لا نزعم أنه لم يكُ غير مقصود ! > وبانَ أنّ % 20 من تلك الأطنان ” الطنّانة ” قد استولوا عليها الجنود الإسرائيليون ” ولا يمكن قبول او تقبّل ذلك من دون اوامر وتوجيهاتٍ عسكريةٍ اسرائيليةٍ عليا , او من المخابرات ” , وليبقى ما تبقّى الى مواطني رفح المتواجدين فقط قرب ساحل البحر ” جرّاء التهافت والتنافس وانعدام أيّ آلية لتوزيع المساعدات ” , ويقيناً أنّ ما بقي لا يصل ولا يمكن ايصاله الى سكّان ونازحي مدن القطاع الأخرى .. المشهد الآخر المتمّم لإحدى فصول هذا السيناريو ” الأمريكي – الإسرائيلي ” غير المعلن او ربما المخبّأ .! هو ما ابرزته القنوات الفضائية العربية وبتضخّم , وما صدّعَ الأذهان عن النيّة الأمريكية لإنشاء او نصب رصيفٍ عائم على ساحل رفح لتنزيل المساعدات الإنسانية من سفنٍ في صدد أن تحطّ الرحال هناك , مع تأكيداتٍ اعلاميةٍ من البنتاغون بأنّ ذلك يستغرق شهرين لإتمامه او إكماله على أحسن وجه .! , بينما في الحقيقة التقنية او الفنية فإنّ انزال صناديق الدواء والغذاء من سفنٍ ترسو على حافات الساحل لا يستغرق اكثر من يومين لإنزالها او تنزيلها ” وهذه الشهرين التي حددوها جنرالات البنتاغون تبدو لتمهيد الأجواء لزحف الجيش الأسرائيلي على هذه المدينة المنكوبة قبل ربما منتصف هذين الشهرين او أقلّ بكثير .! , وفي مشهدٍ ثانٍ يرادُ به إطفاء الأضواء كلياً عن هذه المجريات , فهو الغاء دَور مرور وتمرير إدخال المساعدات المتكدّسة في طوابير الشاحنات المصرية المصطفّة على حافة معبر رفح , استجابةً لرؤى الموساد لما سيجري بعد ذلك .!
ثُمَّ , اذا ما تجاوزنا ” مؤقتاً ” هذه الإعتبارات العسكرية والسياسية المُلغّمة ! ومن ضمن اعادة الحديث عن الإطعام والتغذية المحدودة والمقتصرة فقط من البحر والجو , فلماذا لا يجري ايصال مثل هذه المساعدات الإنسانية عِبرَ طائراتٍ مروحيةٍ عسكريةٍ ومدنيةٍ تحطّ الرحال على الساحل الغربي الملاصق للبحر لمدينة رفح ” المرشحّة لمجزرةٍ أشدّ من سابقاتها ” وعلى أن تحمل المروحيات شعار الأمم المتحدة , وأن يتولّى مراقبون من ال UN عملية تنزيل المواد والأغذية والمعلبات .! , لكن الأهم وما يوازي ذلك وفق السيناريو الأمريكي – الإسرائيلي هو إهمال وتجاهل الجموع الغفيرة من مواطني مدن قطاع غزة ليضحوا ويمسوا أسرى لجائحة القنابل والتجويع معاً ” دون معرفة الأسبقية ” في طريقة الموت او القتل .! , وكم يساهم الإعلام العربي في ذلك بأيّةِ نسبةٍ في ذلك .!