22 نوفمبر، 2024 1:56 م
Search
Close this search box.

سيناريو”كوكو..ورونا”رعب الشعوب وتخريفات العركجية!

سيناريو”كوكو..ورونا”رعب الشعوب وتخريفات العركجية!

كلما تأملت في سر الأيام الثلاثة المحددة لغلق الحدود مع ايران والمفترض غلقها الى إشعار آخر وعدم تحديدها بمدة زمنية لحين إنقشاع الغمة عن هذه الأمة ،كلما إنتهيت الى أن هذه المدة العجيبة وعلى ما يبدو ليس غايتها الحيلولة من دون دخول كورونا المنتشر في ايران حاليا بواقع 18اصابة وأربع وفيات الى كتابة السطور وظهوره في كل من الامارات ولبنان والكيان الصهيوني ومصر بقدر كونها”اجراءات روتينية ريثما يتم الانتهاء من الانتخابات الايرانية التشريعية وفرز الأصوات وإعلان النتائج !”،ولا أدل على تلكم الشكوك التي تحوم حول الأيام الثلاثة من توجه مئات المتظاهرين صوب المنافذ الحدودية مع ايران لضمان إغلاقها ومنع دخول المسافرين والتجار من خلالها بشكل كامل وأبرزها منفذ مهران والشيب والشلامجة وزرباطية ولو لم يفسر الاغلاق المؤقت شعبويا على النحو الآنف لما حرص المتظاهرون على هذا الإغلاق الإحترازي لخشيتهم من إنتشار الوباء محليا وسط إنهيار المنظومة الصحية العراقية بشكل شبه كامل ولعل إنهيارها هذا أسوة بإنهيار النظام التعليمي والخدمي والتربوي والسياسي والانتخابي والاقتصادي هو واحد من أهم الاسباب التي دفعت الجماهير للتظاهر في مختلف الساحات والميادين منذ الأول من اكتوبر الماضي والى يومنا بغية التغيير والاصلاح !
وأنوه الى أن كل الجائحات الوبائية التي ضربت العراق عبر التأريخ وبالأخص الكوليرا كانت تأتينا من ايران حتى إن كتابات المؤرخين تغص بالحديث عنها لطول الحدود بين البلدين والتي تصل الى 1458 كلم ، كثرة الزيارات المتبادلة المخصصة للمراقد والاضرحة والمقامات والمشاهد بين الدولتين ، تقصيرالمنافذ الحدودية في أداء مهامها عموما ،دفن الموتى القادمين من الخارج في العراق لإعتقاد ذويهم بأن تربة العراق أبرك من سواها ، ضعف الرقابة المطلوبة في النقاط الجمركية ،قرب ايران من منابع الاوبئة -الهند والصين – وللدكتور علي الوردي حديث طويل عن وباء الكوليرا القادم من ايران مرات عدة والذي كان يحصد أرواح العراقيين حصدا بإستثناء الأثرياء منهم ممن كانوا يخيمون خارج المدن أثناء الأوبئة في البساتين مع الدبلوماسيين الاجانب ويطبقون قواعد الحجر الصحي بأفضل صوره بخلاف العوام ممن – يمارسون هوايات الاختلاط والمصافحة والمعانقة على الخالي بطال والجلوس في المقاهي وحضور المناسبات الجماعية وقلة النظافة وانخفاض مستوى الوعي ناهيك عن الجهل المطبق بقواعد السلامة والتفسير الخاطئ لقضية القضاء والقدر فإذا ما قلت لأحدهم لماذا لاتلبس الكمامة ؟لأجابك على الفور”عمي ياكمامة إحنه أهل الباكلا بالدهن ..شدكول علينا الناس ،ابو فلان السبع يخاف من الكورونا..المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين ..الخ”،ولا أستبعد مطلقا من ظهور اسطورة ” كوكو..ورونا “على لسان احد الروزخونيين وهو يتحدث عن فتاتين الاولى اسمها كوكو،والثانية رونا ليتم إختلاق أسطورة هزلية تأريخية مفصلة على مقاسنا تماما ستنتهي الى ذات الاكاذيب المتداولة داخل الأقبية ونسبتها الى أحد السالفين ودسها ضمن طبعة جديدة من كتب الأقدمين ولا أستبعد من تكرار عبارة مقيتة وهو يلوح بكف تغص بالخواتم “هذه المعلومة موجودة عند المخالفين ..اقرأ طبقات ابن سعد والطبري راح تلكاها عدهم بس آآخ ..على العموم هذا مو موضوعنا خلينا نرجع لسالفتنا ” كما في كل مرة في خطابات وعظية صارت باهتة – وماسخة – الى حد اللعنة مراهنا في ذلك على جهل الأميين وأنصاف المتعلمين ممن لم يقرأ أحدهم كتابا مذ تخرجه من الثانوية قبل ما يزيد على 25 عاما ولن يقرأ حتى كتبه فما بالك بكتب الاخرين ليتأكد على الاقل من أن ما يُساق له من حكايا موجودة فعلا في بطون الكتب وبذات الصيغة التي تُروى له والتأكد من مدى صحتها ونسبتها الى قائلها الاصلي،أم إنها من تخاريف هذا الروزخون الجالس أمامه وخياله الجامح فحسب والذي لايجد حرجا في اختلاق قصة وهمية لا اساس لها من الصحة لنصرة رأيه وخدمة فكرته!
كتابات علي الوردي في لمحاته الاجتماعية ويوميات السفير الفرنسي والبريطاني في العراق أثناء الاوبئة أجمعت على أمورعدة منها ” استشراء الهلع والجزع اثناء الوباء،انتشارالطمع والجشع ،شيوع الاحتكار(احتكارالمواد الغذائية والطبية بل وحتى الاكفان وإرتفاع ثمنها ) ، سرقة المحال التجارية الخاصة والعامة بغياب رجال الأمن أثناء الوباء ، الجهل المطبق في التعامل مع الوباء وضحاياه عموما،التفسير المزاجي والكيفي بالمقلوب للقضاء والقدر”اذا مات خصمه قال هذا إنتقام الهي+ حيل وابو زايد + الى جهنم وبئس المصير ..واذا ما مات شقيقه قال هذا اختبار الهي + لقد مات شهيدا بالوباء + الى جنان الخلد وجنات النعيم !!” وما هكذا تورد يا سعد الابل .
وأتمنى من كل قلبي أن تتغير تلكم الصورة الكالحة التي قرأنا عنها كثيرا لأعتقد جازما بأن 170 سنة تقريبا مرت من عمر العراق منذ ظهور الوباء الاول 1846كانت كفيلة بتغيير الكثير من العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة ومن المفترض أنها غيرت طبيعة المجتمع الفكرية والاجتماعية والثقافية نحو الأفضل كي لا تتكرر تلكم الصورة القاتمة وتُنقل الينا بحذافيرها مجددا كما هي- كوبي بيست- بعد كل هذه المدة الطويلة مع إن بقائها على حالها وتكرارها هو ما أرجحه واقعا !
ولو كان المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم ” شعبولا” حيا لأطلق أغنية يقول فيها “كورونا يا عم مين.. دحنة الفراعين، نرجع كورونا الصين وإحنا بناكل فول قاعدين..اييييه ” وبالفعل وعلى خطى والده فقد أطلق عصام شعبولا ،أغنية (كورونا الحلزونة) مشددا على شرب اليانسون الممزوج بالليمون لمواجهة الوباء ولا أشك مطلقا في انطلاق أغان شعبية مماثلة على لسان ما يسمى بـ “مطربي المهرجانات” هناك وأشهرهم حسن شاكوش وحقو بيكا ومحمد رمضان ممن يتعرضون حاليا الى هجمة شرسة ومنع من نقابة الموسيقيين المصريين لهبوط كلمات أغنياتهم وتضمينها الكثير من الفحش والشتائم والايحاءات الجنسية !!
وعلى ذكر اليانسون بالليمون الذي نصحت به أغنية “كورونا الحلزونة ” فقد أطلق العديد من التجار دعايات مماثلة وصار كل واحد منهم يروج لبضاعته لتصريفها – برؤوس الزواج – بزعم أنها أفضل علاج للكورونا وأبرز أعراضه الحمى والسعال الجاف والوهن الشديد والاختناق،أما أغرب ما سمعته على الاطلاق فهو ما تفوه به الاعلامي ماجد سليم ،الذي شط بعيدا وزعم بأن شرب”العرق” وهو من أسوأ أنواع المشروبات الكحولية وأشدها إنحطاطا إذعادة ما يسمى معاقروه بـ”العركجية “إنتقاصا منهم،وإدعائه بأنه يقي من الإصابة بوباء كورونا – من كل عقله – متناسيا أن استهلاك الخمر بكل انواعه يؤثر سلبا على جهاز المناعة ويعد المدمنون الأكثرعرضة للإصابة بأمراض الالتهاب الرئوي واضطرابات الجهاز التنفسي والأورام السرطانية كما ورد ذلك في دراسات علمية رصينة، ومعلوم أن ضعف المناعة هو أساس الإصابة بالأمراض وإن قوتها وقاية منها،أما عن قلوية الدم الواقية من الأمراض التي راهن عليها سليم ،المقوية للمناعة بخلاف حامضيته المضعفة لها والتي تعد مرتعا مناسبا للبكتيريا والفايروسات والفطريات فأن نسبة (PH) المثالية يجب أن لا تتعدى حاجز السبع درجات هبوطا أو صعودا،وهذه يمكن تحقيقها بتناول الخضارغير المطبوخة والسبانغ والثوم والبصل والفاكهة الطازجة بأنواعها والمكسرات وتجنب تناول الكحول بإجماع خبراء التغذية والاطباء المتخصصين لأن ضرره أكبر من نفعه بأضعاف مضاعفة، وأضيف،ان “العقل السليم لا العرق والكحول الأثيم في الجسم السليم هو الحل الامثل يا..سليم !” أتريد الإستخفاف بعقولنا والترويج”للزحلاوي والمستكي وحليب السباع؟!”وهل نحن بمأمن من شرور المخدرات بأنواعها لتدعو مجاهرا بضرورة معاقرة الخمور بيننا، أتريد زيادة الحوادث المرورية وجرائم القتل والسطو المسلح والاغتصاب والطلاق والعنف الاسري وغياب العقل -والطوطح والزواع بالشوارع – بذريعة الوقاية من كورونا ؟
وأعلم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى قال :” إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم” وقوله صلى الله عليه وسلم لرجل كان يصنع الخمر بزعم التداوي تماما كدعوتك :” إنها ليست بدواء ولكنها داء” وهذا ما اثبتته منظمة الصحة العالمية في تقريرها لعام 2018 المنشور على صفحتها وعلى لسان المدير العام للمنظمة د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، انقله لك بالنص ” يعاني الكثير الكثير من الناس وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية من العواقب المترتّبة على تعاطي الكحول على نحو ضار والمتمثلة في ممارسة العنف والتعرّض للإصابات ومشاكل الصحة النفسية والإصابة بأمراض من قبيل السرطان والسكتة الدماغية، وقد حان الوقت لتعزيز العمل من أجل الوقاية من هذه المخاطر الجسيمة المحيقة بتنمية مجتمعات تنعم بالصحة”، مضيفا ، أن “هناك 237 مليون رجل و46 مليون امرأة يعانون من اضطرابات ناجمة عن تعاطي الكحول،وان تعاطي الكحول أودى بحياة أكثر من 3 ملايين شخص في عام 2016، بواقع وفاة واحدة من كل 20 وفاة!!” .
فهل نصدق – سليم – ونكذب نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم علاوة على تقاريرمنظمة الصحة العالمية WHO؟!
وأنصح قبل الختام بتجنب الكثير من العادات الخاطئة ومنها العناق والتقبيل،وأحذر من عدم وضع اليد على الفم عند العطاس والتثاؤب،والبصق في الاماكن العامة وإخراج النخامة،مؤكدا على أهمية غسل اليدين بالماء والصابون والمعقمات بإستمرار بعد الاكل وقبله وبعد دخول الحمام،تجنب دخول المستشفيات قدر الامكان الا للضرورة القصوى وبالاخص أقسامها المخصصة لمرضى الجهاز التنفسي،إرتداء الكمامات الواقية في الأماكن العامة والمزدحمة على أن يكون لونها الابيض الى الخارج لتجنب الاصابة بالوباء، فيما لونها الازرق الى الخارج لتجنيب الناس العدوى في حال اصابتك أنت بها وهذا هو سر صناعة الكمامات بلونين ..عافانا الله واياكم ناصحا الجميع بترديد الادعية المأثورة:” اللهم اني أعوذ من درك الشقاء وجهد البلاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء ..بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم ..اللهم اني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيء الاسقام ..أعوذ بكلمات الله التامة من شر كل شيطان وهامة وعين لامة ..أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق “سائلين المولى القدير تجنيب بلادنا وسائر بلاد المسلمين من الغلاء والوباء وعظم البلاء ومن الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن ونسأله تمام العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة ، قولوا آمين . اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات