الخطورة في تبسيط الأحداث الجسام هو مما يزيد في تعقيدها وبالتالي صعوبة أيجاد حلول ناجعة ذلك أن الخطأ بالتشخيص يدفع لأستخدام أدوية وعلاجات رديئة قد تؤدي لمضاعفات,أما إذا كان الطبيب يعلم السبب ولكنه يوصي بعلاج مغاير ومؤقت لعدم قدرته على العلاج وخوفا من الأقرار بفشله بمعالجة أصل المشكلة فتلك مصيبة أعظم ونتائجها أوخم وأشمل.فليس من الأسرار أن ينتبه خبراء الستراتيجيا بأن هنالك ومنذ زمن الخمسينيات لمن يخطط لفصل سيناء وأهلها عن مصر ويدفع بهذا الأتجاه بكل الوسائل لجعلها عدائية مناوئة للسلطة المركزية تتخذ بالنهاية شكل دولة ضعيفة منزوعة الأرادة تعتمد على المساعدات لسببين رئيسيين الأول لنزع الهيمنة المصرية الكاملة عن قناة السويس والثاني لجعل سيناء أرض حرام بين مصر غرب القناة وبين أسرائيل.ولقد تسارعت هذه الرغبة خصوصا بعد الثورة المصرية ألتي نتجت عن الربيع العربي ومجيئ أول رئيس منتخب,الذي كانت له طموحات وطنية,ولو أختلفنا معه فكريا ,بسبب مجاهرته بنقض معاهدة كامب ديفد وبما يتعلق بسيناء تحديدا.كان الهدف هو وضع العصي في عجلة التغيير التي ترمي لبسط نفوذ الدولة على سيناء,بإشراك وتحريض مجموعات معينة من أهالي سيناء,بعلم منها أو غير علم, إستفادت سابقا من حالة عدم فرض الدولة لنفوذها للوقوف بوجه الثورة وإلباس حركتهم لبوسات دينية متطرفة مما سيستدعي لردع حكومي ومن ثم نشوء حريق يمتد ليطال كل أهالي سيناء الذين أساسا ينتمون لبنية عشائرية متكاتفة.لقد نجح هذا المخطط وأخذ طابع التمرد بعد أستلام السيسي للحكم ,وبعد أن كان قد أستطاع مرسي من تحجيمه وإحتوائه, بسبب رعونة الحكم ونظرته الدونية لأبناء سيناء وإستخدامه للقوة المفرطة وكل ذلك أدى لجعل سيناء منطقة هشة أمام أنتشار التطرف والأرهاب الذي يتم تمويله وتسليحه من أياد خفية لها مصلحة بإضعاف مصر داخليا وفصل سيناء عنها تماما كما حصل مع جنوب السودان وكاد أن ينجح في العراق.العلاج الذي يتخذ من ممارسة القوة الغاشمة ضد أهالي سيناء الأبرياء أداة هو بالحقيقة جريمة مضافة لجرائم السيسي المتراكمة في مجال حقوق الأنسان .العلاج الحقيقي يجب أن يبدأ بتشخيص من الذي يدفع ,ولأغراض جيوسياسية بحتة ,لهذا النزاع الدموي الذي أتخذ طابع الوحشية,ومن ثم التوجه لحماية المواطنين الأبرياء من التطرف وتطمينهم والأستثمار زراعيا وصناعيا وعمرانيا في سيناء من أجل إنعاش أقتصاد أهالي سيناء لاسياحيا فقط من أجل راحة الأجانب وثراء أناس قريبين من السلطة,وأخيرا تأمين سيادة الدولة على سيناء بضمها تحت جناح الوطن من خلال رفض أن تكون منطقة عازلة كما هو معمول به من خلال أتفاقيات كامب ديفد فهل تستطيع حكومة مثل حكومة السيسي أن تقوم بمثل هذا الدور حتى تفشل المخطط ؟