18 ديسمبر، 2024 11:20 م

سيميائية السرد في الأخبار الصحفية.. كتاب جديد عن بناء الخطاب الإعلامي

سيميائية السرد في الأخبار الصحفية.. كتاب جديد عن بناء الخطاب الإعلامي

(سيميائية السرد في الأخبار الصحفية: دراسة في بناء الخطاب الإعلامي) كتاب جديد لزميلنا د. نزار عبد الغفار السامرائي، يرفد المكتبة الإعلامية العراقية والعربية بهذا النوع الذي يختص بسيمائية السرد في الأخبار الصحفية وتحليل الخطاب الاعلامي.

الكتاب صدر عن دار العربي للنشر والتوزيع ( القاهرة) ، وهو بـ 248 صفحة ، ويعد من وجهة نظر باحثين ومهتمين بالشأن الإعلامي إضافة نوعية أدبية، وصحفية، ونقدية لمن يدخل ميدان سيميائية السرد في الأخبار الصحفية ، التي قضى سنوات طوال ينهل من عالمها ، كونه رئيسا لتحرير وكالة الصحافة المستقلة ، وعمل في أكثر من صحيفة عراقية ، وله كتابات في السرد القصصي والإعلامي والروائي على حد سواء، ويجيد الغوص في أسرارها بمهنية واحتراف.

د. نزار عبد الغفار السامرائي كان مولعا بكتابة القصص القصيرة، منذ صباه، وقاده ولعه بالكتابة ليجد في دراسات الإعلام والخطاب الإعلامي والنقد في مجالي السرد الروائي والسيمائي أحد أهم توجهاته، بعد أن أعد مجموعة مؤلفات منها ( الخطاب الصحفي وتجهيل مصادر الاخبار، و قراءات سردية) إضافة الى القائه محاضرات مختلفة في الخطاب الإعلامي، سيميائية الاعلام ، وقد أجاد الرجل في مهمة تحليل الخطاب الإعلامي ولديه إسهامات بحثية عديدة كتبها خلال السنوات الماضية.

يتناول كتاب (سيميائية السرد في الأخبار الصحفية) تحليل الاخبار الصحفية وفق الاتجاه السيميائي بكونها نصوصا سردية تتضمن دلالات كامنة عبر تعامل المحررين مع الاحداث والشخصيات والسياق الزماني والمكاني.

وتوزعت الدراسة على ثلاثة فصول مختلفة تناول الأول بشكل موجز تطور الدراسات السردية وتحول نظرية السرد من الأدب إلى دراسة النصوص المختلفة بما فيها النصوص الإعلامية بكونها نصوصا سردية تعتمد اللغة أداة لتوصيل المعلومة إلى المتلقي وهي بذلك تستخدم أدوات اللغة المختلفة مع التأكيد على الخصوصية التي تميز لغة الإعلام عن اللغة الأدبية.

في حين تناول الفصل الثاني عناصر السرد الصحفي وتشمل الحدث في النص الاخباري وتأثير الخبر الصحفي والسارد والمسرود له في النص الصحفي إضافة الى الفاعل في النص الاخباري كما تناول الزمن والمكان في النص الإخباري.

أما الفصل الثالث فقد تضمن تقديم نماذج تحليلية وفق النظرية الذي اتبعها الباحث لتحليل النصوص المختارة على وفق مدرسة باريس للسيمياء السردية.

الكتاب يمكن الباحثين والمهتمين بالخطاب الإعلامي والسرد السيمائي أن يجدوا فيه مبتغاهم ، في عرض الكثير من الأفكار والرؤى الإعلامية وأسس التحليل ومضامينه ، إضافة الى التعرف على أسلوب السرد الروائي.

ويشير الأستاذ الدكتور محمد رضا مبارك في تقديم الى الكتاب بأنه يعد واحدا من الكتب المهمة التي تدرس النصوص الصحفية دراسة سيميائية، وميزة هذا الكتاب مع كتب قليلة أخرى انهه فتح مجالات البحث للآخرين لدراسة النص الصحفي دراسة نوعية، لا تعتمد على الكم او التصنيف الكمي للمواد الصحفية التي هاجسها التكرار.

ومن الجميل والبديع ان يلتقط الباحث هذا المنحى الفكري الخلاق، وأن يكون في صلب الثقافة الجديدة يساعده في ذلك التعلق بحقلين مهمين هما الأدب والإعلام. وإذ مارس الباحث الأدب بواسطة الكتابة الفعلية في حقل السرد، فقد كان الإعلام حقلا واسعا لممارسة مستمرة، سواء في الصحف اليومية او الدراسة الأكاديمية.