(سيمبسون) ، ليس مجرد فلم كارتون

حلقات مسلسل (آل سيمبسون The Simpsons) الكارتوني والمخصص للبالغين ، ليس مجرد صور متحركة ، انها تعكس حقيقة المجتمع الأمريكي ، أو بالأحرى العائلة الأمريكية بكل ما فيها من انحلال وتفسخ وطمع وأنتهازية وعنصرية وعنف ، أنتجته شركة (فوكس Fox) الأعلامية – الفنية ، وهي شركة أخطبوطية وواسعة الانتشار عالميا ، لها عدة فروع مثل (Fox News, Fox Series , Fox Movies, 21st century fox , Fox search light pictures ) ، بالأضافة مجموعة ( Sky, national Geographic , Discovery Science ) والتي تشكل فروعا من امبراطورية (روبرت مردوخ) الأعلامية ، ولكن الذي أثار عجبي ، هو ما يبدو وكأنه (تنبؤات) لأحداث تحققت فعلا في هذا مسلسل (سيمبسون) الكارتوني بشكل يثير الأستغراب حسبما تناقله موقع (يوتيوب) ، منها أحداث 11 أيلول ، ففي لقطة لشخصية (ليزا) الأبنة الذكية ، وهي تحمل مجلة كبيرة وعلى غلافها مبلغ 9 دولار على خلفية لصورة برجي التجارة العالمية ، وكأنها 911 ، مع العلم أن فلم الكارتون قد تم انتاجه قبل الأحداث ، والأعجب ما يخص بالتنبؤ لترشيح (ترامب) لرئاسة الوايات المتحدة ، فيبدو وكأن (ترامب) هذا ، ينزل من على سُلّم كهربائي ، فيرفع يده اليمنى لتحية للجماهير ، ثم يرفع ابهام اليد اليسرى ، وبنفس الوقت ، تسقط لافتة الدعاية من يد أحد الناخبين ، وذلك عام 2000 عندما كان (بيل كلينتون) لا يزال رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ، وتتكرر نفس اللقطة في عالم الواقع ، وبتطابق دقيق للتفاصيل ، حتى مشهد سقوط اللافتة ، ولكن عام 2015 ! ، لكني أقول ، وبسبب تطابق المشهدين الى درجة مدهشة ، ربما أراد (ترامب) ، إعادة تمثيل هذا المشهد مع (كورَس) خاص به ، رغم كون (ترامب) هذا ، أقرب للمهرج منه للممثل ! .
في العام 2008 ، ظهر الأب (هومر) ، النهم والسِّكّير والسطحي ، وهو يصوّت لأنتخاب (اوباما) ، لكن جهاز التصويت كان يختار منافس أوباما ، حتى ظهرت فصيحة التلاعب بأجهزة التصويت بعد ذلك بأربع سنوات ! ، كذلك تنبأت أحدى هذه الحلقات بالتجسس على المواطنين من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكي عام 2007 من قبل (ليزا) الأبنة الذكية ، ولكن (إدوارد سنودن) عميل المخابرات قام بفضح ذلك وتأكيده عام 2013 ! .
ثم ظهر (بارت) ، الأبن النزق المتمرد ، وقد تحول الى طيار مقاتلة ، فيقود طائرته بأستخفاف ورعونة عام 2001، وهو يقصف بلد ما في الشرق الأوسط ، وتظهر القوات المستهدفة على الأرض ومعهم سيارة (جيب) تحمل بالضبط عَلَم ما يسمى (المقاومة السورية) الحالي بألوانه الأخضر والأسود والأبيض ، حدث ذلك فعلا بعد 10 سنوات ! ، كذلك تنبأت هذه الحلقات عام 1994 بفضيحة لحم الخيول ، وهو ما حدث بعد 20 عام عندما تفجرت هذه الفضيحة الكبيرة ضد أحد الشركات الأوربية عندما استبدلت لحم البقر بلحم الخيول ، وغيرها من التنبؤات ، كالتنبؤ عام 1997 بظهور فايروس (الآيبولا) ، والقبض على مساعد رئيس (الفيفا) بتهمة الفساد وغيرها الكثير ..
شركة (Fox) المنتجة لهذا المسلسل ، شركة كبيرة ومندمجة بمراكز المال والإعلام وبالتالي فهي مقرّبة من مراكز صنع القرار ، فهل هذه التنبؤات وقربها من الواقع المتحقق الى درجة غريبة محض صدفة ؟ أم إن العالم كلّه عبارة عن أفلام كارتون بسيناريوهات تصيغها منظمات معينة سرّية وعلنية في أروقة السياسة وأجهزة المخابرات العالمية ؟ ! . Majid Al-Khafaji / Electrical & Electronic Engineer