كان القرآن الكريم يمتدح أصحاب النبي محمد ” صلى الله عليه وآله ” ويصفهم أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم (مّحَمّدٌ رّسُولُ اللّهِ وَالّذِينَ مَعَهُ أَشِدّآءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكّعاً سُجّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ اللّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مّنْ أَثَرِ السّجُودِ ) .
وإذا حاولنا ممارسة النقد الموضوعي لمن يتشدق في زماننا هذا بأنه من السائرين على النهج النبوي ممن ينتمي إلى الأحزاب الإسلامية ورموزها الدينية في بلادنا باعتبارهم من يمثل الدين والنبوة دون غيرهم ، فسوف نجد أن فهمهم وتطبيقهم للآية القرآنية لم يكن سليماً بل كان معكوساً تماماً .
فالآية وصفت تلك الثلة من الناس بأنهم أشداء على الكفار فيما نجد أن الحاضرين مما يسمى بالأحزاب الإسلامية ورموزها التي تقدسها أشداء على شعوبهم وأبناء جلدتهم وإخوانهم في الدين .وإذ تواصل الآية القرآنية وصف الثلة المؤمنة فتضيف لهم صفة الرحمة ما بينهم فإننا نجد أن الرحمة واللين في هذا الزمن كانت مع المحتل للأرض والمدمر للأوطان وسافك الدماء وناهب الثروات .ولم يتوقف هؤلاء عند هذا الحد بل عاثوا في الأرض فساداً بما لم يشهد له تاريخ الفساد مثالاً ، فقد نُهبت ثروات بلاد السواد وهو من أغنى بلدان العالم وأضحى أهله فقراء مشردون مهجرون يعانون من مختلف الأمراض والأوجاع والآهات .
ولو افترضنا من باب التصور أن قرآناً سوف ينزل في هذا الزمن ويصف هؤلاء المتطفلين على دين الله فإن وصفهم سيكون أشداء على المؤمنين رحماء مع الكافرين وسيماهم في وجوههم من أثر الفساد .ويُذكرنا المرجع الصرخي الحسني بفساد هؤلاء المدعين للدين والتدين في محاضراته المعنونة ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) المحاضرة الثامنة ، وكيف اعتدى هؤلاء المتشدقون بالدين والقدسية على مرجعية السيد الصرخي في شهر رمضان وأحرقوا بيته وقتلوا طلابه وأصحابه بقوله ( نتذكر تلك الأيام التي كنا نتشرف فيها بوجودكم ، وأن نكون معكم ، حتى حدث الاعتداء علينا من السيستاني وأزلامه ووقعت المجزرة في كربلاء ، الله ينتقم منهم ويخزيهم في الدنيا والآخرة ، ولا يوجد خزي وعار أكثر مما هم فيه الآن ) .
ويعتبر المرجع الصرخي تواجد هؤلاء الرموز والأحزاب السياسية التابعة لهم أو التي تسلطت على الناس بسبب فتاواهم ودعمهم ، يعتبره وبالاً عليهم وعار وخزي في الدنيا والآخرة لأنهم السبب الرئيسي في كل ما حصل ويحصل للعراق وشعبه ، ولن ينفعهم كل التزويق الإعلامي والأموال التي تصرف لتزييف الحقائق ولا كل الواجهات أو الكراسي أو السلطات التي حصلوا عليها لأنها زخرف الدنيا وهي عين عذاب الآخرة لو كانوا يعقلون .