في المجتمعات العربية عموما وفي المجتمع العراقي بشكلٍ خاص , هنالك علائم ومؤشرات ما تجعل المرء وتمكّنه من استقراء ملامح وقسمات وجوه الآخرين ” الى حدٍّ كبير ” وتجعله يتعرّف على الشخص المقابل اذا ما اصله من المدينة او من القرى والأرياف , وكذلك اذا ما كان من منطقةٍ شعبيةٍ داخل المدن او نقيضها , وايضا اذا ما كان الطرف المقابل من المحافظات الجنوبية او الوسطى , ومن خلال هذه الأستقراءات , وكذلك على قدرة المستقرئ , فأنها تمكّن ” الى حدٍّ كبير ” على التعرف على اشخصية الطرف المقابل , وعلى مستواه الأجتماعي بل حتى الى مستواه الثقافي ” وهذه حالة تخطئ وتصيب ” , وما يعزّز من هكذا استقراء هو اذا ما تصادف اللقاء بأشخاصٍ لأول مرة وجرى تبادل الأحاديث بين الطرفين , فطريقة التحدث واستخدام مفرداتٍ ما , واسلوب الكلام , فأنها قد تعطي صورة تقريبية عن شخصية الشخص ومكانته الأجتماعية , بالرغم من أنّ الكثيرين يحاولون اصطناع شخصيةً مغايرة لشخصيتهم في اللقاءات الأولى , بينما ايضاً أنّ الكثيرين يتحدثون على سجيّتهم وفطرتهم .
مناسبة هذا الحديث المختزل سوسيولوجياً وسيكولوجيّاً الى اقصى درجات الأختزال وحدودها , فهو الأشارة الى ساسة الطبقة الحاكمة في العراق ورجالات وقيادات احزابها , فأذا لم نقل أنّ جميع هؤلاء , فغالبيتهم العظمى , فمهما ارتدوا من ازياءٍ من ماركاتٍ عالمية , ومهما امتطوا من اغلى واحدث المركبات , ومهما حاولوا اصطناع احاديثهم أمام الفضائيات , فأنهم ومن خلال نظرة الرأي العام اليهم , فلا أحد منهم يملأ العين , وهم يفتقدون الكاريزما , ولم يرَ المجتمع في ايٍّ منهم المواصفات القيادية ولا حتى سمات رجال الدولة , كما من الملاحظ في اغلبهم ضآلة المستوى الثقافي والأدبي والفكري فيهم , وهذا أحد القواسم المشتركة البارزة اللائي تجمعهم , كما ومن زاويةٍ خاصةٍ اخرى , فأنّ الكثيرين منهم مّمن ارتضوا على انفسهم القدوم الى العراق مع او عبر الأمريكان , فذلك ليس بحاجةٍ لقراءة او استقراء الملامح والقسمات , فالسيماء شديدة الوضوح .! حتى لو كانت من أثر السجود .!