17 نوفمبر، 2024 7:11 م
Search
Close this search box.

سيل الدماء

سيل من دماء الأبرياء، من دون ذنب او جريرة من دون أخطاء من دون سبب يستدعي زهق الأرواح، هكذا اصبحنا وهكذا امسينا، وهكذا حلت علينا لعنة المتفجرات…العراق يخسر يوميا عشرات الأبرياء من الفقراء والمساكين والكبسة، عشرات الارامل يوميا يسجلن في ركب الاحزان الذي يسير فيه بلدهن، عشرات الايتام يوميا يبكون شوقا الى اباؤهم هكذا اصبحنا وحزانا امسينا هكذا صار حالنا..تفجيرات تتكرر يوميا تستهدف أسواق شعبية تتعامل بأسعار رخيصة كرخص ارواح المتبضعين منها والبائعين فيها، تفجيرات بأحزمة ناسفة ينفذها جرابيع الشعوب، وعجلات مفخخة تدخل الينا بمقابل بخس، واهمال من مسؤولين وغفلة من قائد امني، وتعب يشعر به جندي فقير ليفدي هو والمساكين روح القيادي في حزبه والمسؤول في مؤسسته وشخص لا يملك من الغيرة والحرص ما يصون به مقدساته، هكذا اصبحا..ليتخذ القائد العام للقوات المسلحة تدابيره العاجلة المتمثلة في بيان استنكار ودعوة لمحاسبة المقصرين والمتورطين متناسيا انه اعلى سلطة في البلاد، عجيب ان ينسى الراعي رعيته ويتخذ منهم مادة إعلامية للظهور على الشاشات العريضة وليكون مادة إعلامية دسمة للوكالات الإخبارية والقنوات الفضائية.. بئس ما انتم عليه.والاعجب في حال مسؤولينا انهم يتهافتون على اتهام بعضهم بعضا وتحميل بعضهم بعضا مسؤولية الخروقات الأمنية متنصلين عن مسؤوليتهم، متجردين من انسانيتهم الي فقدوها عندما سكتوا على اول روح زهقت.المشكلة العراقية لا تمكن في شخص واحد فبقاء الرموز السياسية في مواقعها وتصدي لا مسؤولين للمسؤولية حال دون الامن والاقتصاد والتطور المنشود والذي يعتبرونه مادة دسمة في ضحكهم على عقول المواطنين البسطاء، الذين اكتفوا في صغار الأمور ليستمروا بالعيش امنين، الا ان الساسة والمسؤولين استكثروها عليهم وباتوا يستخدمونهم أداة لتسقيط الاخر، أي حكومة واي دولة واي برلمان؟ اين اناس تولوا امورنا أي ضعاف نفوس عمدوا الى سرق مقدرات واموال الفقراء، ففي عهدكم يا ولات الامر والمتصدين له، انتشر الجوع اكثر وتضاعفت اعداد المتسولين وتضخمت البطالة، في عهدكم يا كبار قادتنا، زادت الثكالى وامتلأت المقابر بالشباب، في عهدكم سرق الابتسامة واصبحنا بين نازح وبين مشرد وبين مهاجر الى ديار الغرب، بئيس ما انتم عليه يا ولات امورنا، يا امن اضعتم الفرحة وسرقتم الابتسامة ولم يكن منكم غيورا واحد ليتنحى عن منصبه، هذا هو حالنا لوجودكم في امانكم سياتي يوما ويكون لنا قولنا النهائي الذي يقضي على طغيانكم يا فراعنة العراق.

أحدث المقالات