23 ديسمبر، 2024 12:03 ص

سيل الإيمان يتحدى القرون

سيل الإيمان يتحدى القرون

نُسِبَ للإمام الصادق عليه و آله الصلاة والسلام, أنه قال لأم سعيــد: يا أم سعيد ,زوريه فإنَّ زيارة الحسين عليه السلام, واجبة على الرجال والنساء.

تظهر علينا بين فترة وأخرى, فتاوى وتصريحات تستهدف الشعائر الحسينية, ألتي لا يمكن أن تُستساغ, من المؤمنين بمظلومية الحسين عليه و آله الصلاة والسلام, ما يذكرنا بفكر بني أمية, والعباسيين, وصولاً لفترة حكم حزب البعث.

تَمُر علينا في العشرين من صفر, ذكرى مرور 40 يوماً, على واقعة الطف وعروج السبايا, من آل الرسول, عليه و آله أفضل الصلاة وأتم التسليم, في طريق عودتهم الى المدينة المنورة, وقد صادف مرورهم يوم مجيء, جابر بن عبد الله الأنصاري, وهو من الصحابة الأجلاء وبيعة العقبة الثانية.

لقد جاء بقول مأثور, عن الإمام الحسن العسكري عليه و آله الصلاة والسلام, في علامات المؤمن أنه قال:” عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ, صَلَاةُ الْخَمْسِينَ 1، وَ زِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ 2،وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ” وغير ذلك من العلامات, ما يثبت شرعية الزيارة, دون التفريق بين الرجال والنساء, إلا أنَّ الذين نصبوا أنفسهم مراجع, ومن لف لفهم من بطانتهم, يروجون عدم شمول جزء من المؤمنين, وهُنَّ النساء بدل التشجيع والالتزام بعدم تَركِهُنَّ, واجباً من الواجبات التي ذُكرت, من قبل إمامٍ معصوم واجب الطاعة.

عن الإمام الحسن العسكري، أنه قال لأبي هاشم الجعفري:” يا أبا هاشم ، سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة؛ وقلوبهم مظلمة متكدرة، ألسنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، المؤمن بينهم مُحَقَّر، والفاسِق بينهم مُوَقَّر، أمراؤهم جاهلون جائرون، وعلماؤهم في أبواب الظلمة سائرون”.

إنَّ ما يمر بعراقنا الحبيب, من جورٍ وظلم وفقدان الأمان, يستحق أن يكون الحسين, وما حصل في كربلاء حاضراً, لاستمداد الدعم المعنوي من تلك الثورة الخالدة, وزيارة الأربعين في العشرين من صفر, بيانٌ واضح لما آلت إليه تلك الثورة؛ التي انتصر فيه الدم على السيف.

دأبَ أعداء الشعائر الحسينية, على التَدَرجِ بالمنع وتحريم ذلك, لينحدروا إلى أدنى شعيرة, تُقام لإظهار مظلومية آل محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام, وطمس الحقائق التي تفضح الطُغاة, وتُظهِر مبادئ الثورة الحسينية من أجل الإصلاح.

وكما قالت السيدة زينب, في الشام أمام الفاسق يزيد, في خطبتها المشهورة” كد كيدك واسعَ سعيك….” نقول بالعمل لا باللسان نسير لكربلاء, ولن نترك سبايا الحسين دون مواساة.