21 مايو، 2024 9:08 ص
Search
Close this search box.

سيكولوجية الطبقة المتسلطة..

Facebook
Twitter
LinkedIn
يبدو ان الفرق صار واضحا، جدا، اليوم، بين خطاب السلطة وشعاراتها، وبين سلوكها في الواقع. وخاصة، ما افرزته الايام الاخيرة من سلوك ديكتاتوري بوليسي ضد أبناء شعبنا المظلوم، واتهام المتظاهرين بانهم “مندسون”.. ويعيدنا ذلك إلى خطاب السلطة في عام 1991. يبدو ان سيكولوجية “النفاق” و “الشعور بالنقص” لدى السلطة قد تجسد في الاتجاهات التالية.
اولا: عزل نفسها، في الابنية الرئاسية، وخلف الجدر، في الخضراء، بعيدا عن الشعب واحتياجاته، وهمومه. وذلك يعبر عن حالة ‘الغربة” التي تعيشها الطبقة السياسبة، وحالة” اللا انتماء”…
ونشير إلى ان منصب رئيس الوزراء، تم تسنمه ومنذ 2003،من قبل افراد دخلوا إلى العراق مؤخرا. وهم بمنزلة” المندس” في الحالة العراقية، وهذا قد يفسر سبب الاتهامات التي يوجهها الساسة، اليوم، ضد المتظاهرين، اعني تهمة المندسين.
ثانيا: احتكار المنافع والامتيازات، من قبل حزب السلطة، وبشكل مبالغ فيه. فضلا عن التركيز على موضوع “الخدمة الجهادية” وغيرها، مما يغذي طموحهم بالتعويض، الشخصي، والطبقي، والاصرار على اهمال احتياجات اغلب الشعب، لان الطبقة السياسية، وخاصة الحزب الحاكم، تعيش لحظة “الغزوة”، للحصول على المغانم، ثم انسحابها ورجوعها إلى مستقرها، في خارج العراق.
ثالثا: السعي لإضفاء القدسية والسمو على قياداتها واتباعها. وذلك لايجاد جدار نفسي لحمايتهم، ولتعزيز حالة “النفاق” التي اتخذوها وسيلة للتماشي مع الواقع المجتمعي العراقي، المتدين. ولان اغلبهم عاش في الخارج بشكل مختلف، بعيدا عن الدين، وبمستوى متدني، لا ينسجم مع المناخ الجديد الذي وفرته لهم المنطقة الخضراء. وهذا قد يفسر حالة، اللا اتزان” التي يتلمسها المراقب في خطاب وسلوك الطبقة الحاكمة، اليوم.
رابعا: خطابها المتعالي والمعادي للشعب، وتوجيه التهم لمعارضيها وللمتظاهرين. وهذا انعكاس لحالة الصراع النفسي الداخلي الذي تعيشه السلطة، لانها تعلم بحجم ارصدتها، وما سرقته من الشعب، فضلا عن الكوارث التي حصلت بسبب تسلطهم، لذلك، تحاول السلطة الدفاع عن نفسها، بتوجيه التهم للمتظاهرين، بل للشعب عموما.
خامسا: اهمال الشؤون الداخلية، والتركيز على قضايا الخارج، فضلا عن الاهتمام بالسفارات والملحقيات، بشكل مفرط، لتعبر عن حقيقة انتماءها للخارجي، وتطلعها اللاوطني.
ان استقراء الواقع الاجتماعي لأفراد السلطة، يؤكد ان اغلبيتها هم من مزدوجي الجنسية، ومن له ارتباطات مشينة بالخارج. وبالتالي، انعكس ذلك على مجمل حراكهم وخطابهم.
وهنالك، ملاحظات أخرى، تتعلق بماهية الطبقة المتسلطة على شعبنا، تخطر في بال القارئ اللبيب، لا يسمح المقال بتفصيلها كلها، الان، لكن الاهم، هو حالة النفاق. ويبدو ان حالة الخوف والتشرد والتقية المكثفة، التي عاشها، سابقا، حزب السلطة، هي السبب وراء حالة النفاق والسلوك المنحرف عندهم.
وانقدح في ذهني الان، حالة عشناها في 1998 و 1999، يعني في حياة السيد محمد الصدر (رض)… اقصد تصويرنا فيديويا، او تصوير المصلين من قبل السيد الشهيد الصدر، او باوامر منه… اعني، لماذا كان يصورنا..؟
يمكن القول ان تصوير الصلاة والجلسات والفعاليات ومقابلات اتباعه له، ذلك التصوير كان امرا محيرا، وغير مفهوم، وذهب البعض إلى اتهام السيد، على انه عمل ذلك خدمة للسلطة…
لكن بعد 2003، ايضا، استخدم الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر، التصوير، لفعالياته ومقابلاته كافة… لماذا؟؟
اليوم، انا افهم جيدا، ان الشهيد الصدر، رفض تماما العمل السري، لانه يخل بنفسية الفرد، ويولد حالة النفاق…
يعني، كما يقول المثل الشعبي “اذا تخاف لا تحجي، واذا حجيت لا تخاف”…
واشير إلى ذلك، لبيان اثر العمل السري على شخصية المعارضة، وشخوصها، التي تسلطت الان على شعبنا، وهي غير قادرة على ادارة الحكم، بسبب النقص والخلل في شخصية قياداتها وافرادها، المندسين في الحالة العراقية، بسبب الاحتلال، وظروف ما بعد 2003.
نعم،هذا احد اسباب النفاق الحكومي، اليوم، فضلا عن اسباب أخرى، نتركها لذكاء القارئ، وللحديث بقية..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب