13 أبريل، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

سيكولوجيا العتاب .. بعد العتاب السلوك المفتعل أو الفراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

رأيي الشخصي .. ليس صحيحا ما يقال : ان العتب على قدر المحبة ، بل ان العتب هو إستجداء الإهتمام من الآخرين لأسباب سايكولوجية عميقة مرتبطة بفترة الطفولة حينما يتعرض الطفل الى غضب أمه وأبية وهجرهم ونبذهم له .. عندها يشعر بالهلع والرعب والضياع من فقدان الحب والحماية ، هذه المشاعر تُزرع في طيات منطقة (( ماقبل الشعور )) وفق تقسيمات العقل الفرويدي : الشعور وماقبل الشعور واللاشعور ، والتحليل النفسي كثيرا مايناقش تأثير الشعور بالهجر والنبذ في الطفولة وتأثيره على الإنسان البالغ وكيفية إهتزاز مشاعر الأمان النفسي في داخله بسبب إعادة إنتاج ما كان يشعر به البالغ وهو طفل من خوف ورعب من فقدان محبة الوالدين في سلوكه وهو كبير في السن .

الشخص الصادر منه العتاب يصاب بجرح نرجسي نتيجة تعرضه للنسيان أو التجاهل والإهمال من قبل الأشخاص الذين تربطه بهم رابطة معينة مع العلم ليس بضرورة هنا هو يحترمهم أو يحبهم ، لكن مع هذا يطالبهم بالإعتراف به والتعبير عن إهتمامهم والنظر اليه بوصفه قيمة لها مكانتها في نفوسهم كي لاتُستفز وتهتز مشاعر الأمان النفسي في داخله من جراء الإهمال ويحدث الجرح النرجسي له !

بعد عملية توجيه العتاب يأخذ السلوك بالنسبة للشخص الموجه له العتاب أحد الطريقين :

– الأول .. يشعر بالحرج ويعتذر ، ويبدأ سلوكه يتخذ شكل التصنع والإفتعال وبصبح غير حقيقي في التصرف من أجل إرضاء الشخص الغاضب منه ، وعندها كل مايبدر عنه من تصرفات تكون مفتعلة بلا قيمة لأنها تفتقر للصدق.

– الثاني .. أو يتصلب الشخص الموجه له العتاب ويجادل ويدافع عن نفسه ويتمسك بما فعله .. وعندها يمعن في تعميق الجرح النرجسي للآخر صاحب العتاب وينتج في داخله مشاعر عدوانية وكراهية وأحقاد وقد تتحطم العلاقة بين الطرفين .

لذا من الافضل ألا تعاتب أحداً .. فمن يحب لاينسى ولا يهمل ولا يتجاهل من يحبهم .. ، والعتاب لايخلق المحبة ومن الأفضل اما ترك العلاقة بجروحها وتقبل الأمر الواقع ، واما قطعها مباشرة والتحرر منها ، مؤسف ينفق الإنسان الشرقي الكثير من عمره على العلاقات الإجتماعية ، ويتحمل طاقة سلبية وصداع ومشاكل بسببها ، فالشرقي لايدرب نفسه على الإعتزاز بحريته الفردية والإستمتاع بمسرات الحياة بمفرده كأن يذهب الى المقهى أو الأسواق أو السينما أو السفر لوحده فقط لأنه يشعر من الوحشة حينما يكون بمفرده وجها لوجه مع نفسه نتيجة التشوهات النفسية لنمط حياة الشرقي المتخلف سيكولوجيا !

 

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب