18 ديسمبر، 2024 8:07 م

سيكولوجيا الأرهاب و التدمير والتخريب في البلاد الاوربية والعربية والإسلامية

سيكولوجيا الأرهاب و التدمير والتخريب في البلاد الاوربية والعربية والإسلامية

اعتقد جازما لم تنتهي دورة العنف والقتل والأرهاب في البلاد الأوربية وفي بلداننا العربية والأسلامية, حيث منفذ الجريمة هو نفسه في كل الحالات وفي كل الأمكنة وبنفس المواصفات السيكو ـ عقلية, واذا كان الأمن في بلادنا هشا بطبيعته الموضوعية واسبابه الذاتية التي لم تستطيع القضاء عليه, فأن الأمن الأوربي محصنا وقويا ومدعوما اجتماعيا, وان التعاون بين الأجهزة الأمنية الأوربية والوسط الأجتماعي الذي تعمل فيه هذه الأجهزة وطيدا ومعززا في الثقة المتبادلة بينهما, ولكنه تعود على محاربة الأرهاب والازمات بطرق تقليدية وذات طابع طويل الأمد, قوامها ايجاد حلول اجتماعية وسياسية واقتصادية لتطويق ظاهرة الأرهاب من خلال السيطرة على الأسباب كما يرونها هم, ولكن في المقابل النقيض فقد تنوعت وسائل تنفيذ العمليات الارهابية تنوعا يصعب السيطرة عليه في الأمن التقليدي المعتادة عليه الدول الأوربية, من احزمة ناسفة وتفجيرات مباشرة وارتهان مدنيين او السيطرة على مكان او منطقة او متاجر ومحلات لأغراض تنفيذ مطلب ما, الى الدهس بالسيارات والشاحنات المباغتة والدراجات الهوائية !!!.

هذا التنوع في وسائل تنفيذ العمليات الارهابية والمستفيد من فسحة الحرية والحركة والتنقل والانفتاح, وبقاء الأجهزة الأمنية في أدائها اليومي المعتاد والتقليدي لايمنع ابدا من حصول عمليات مماثلة أخرى في معظم البلاد الأوربية كما حصل مؤخرا في باريس ولندن, وان التدخل الدقيق في حياة الناس وحريتها والتدقيق بكل شاردة وواردة وتضبيط حركة الشارع التفصيلية وما فيها هو أمر عسير بعد منجزات كبيرة على مستوى الحريات الفردية التي حققتها الدول الأوربية. قد يكون هذا الأمر سهلا ووارد في الدول القمعية والدكتاتورية وفي بلداننا حصرا والمعتادة على تجميع ادق التفاصيل عن الفرد وانتمائه الفكري والسياسي وحركته اليومية وتنقلاته وغيرها, ولم يحصل فيها الذي حصل في اوربا إلا بعد انفلات الاوضاع العامة وتداخل طموحات الانسان في التغير نحو الحرية والديمقراطية, وقد اختلط بدخول المنظمات والحركات الارهابية المسلحة فقلبت الأمور بالضد من طموحات الشعوب !!!.

الإرهاب بدون شك له بيئة حاضنة ومواتية لديمومته وبقائه, ولا يعني أبدا القضاء عليه مباشرة بالحشود العالمية العسكرية يعني اختفائه عن الظهور ثانية, لان سنة البحث العلمي تستدعي معالجة الظاهرة من خلال أسبابها وليست من خلال قطع دابر الأعراض وبقاء الأسباب, ومن هنا تأتي أهمية التزامن في القضاء على الأذرع العسكرية للإرهاب مع مجمل تغيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية في البيئة التي ينتعش فيها الإرهاب بمختلف مسمياته ” داعش وأخواتها ” !!!.

أسوق هنا بعض من العوامل العامة التي تعتبر بيئة حاضنة للتحجر العقلي وما يفرزه من مظاهر, وفي مقدمتها الارهاب, وأبرز هذه العوامل هي:

1 ـ حالة الفقر العامة في اغلب المجتمعات العربية, فالفقر بطبيعته التي تجبر الإنسان على التفكير بلقمة العيش فقط, فهي تحصره في ضيق الأفق والتقليل من مساحات الإبداع والحد من استثمار القدرات العقلية.

2 ـ هيمنة الفكر السياسي والديني المتعصب في الحياة العامة والذي يرفض جميع أشكال التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي والمعلوماتي, ويتشبث في الماضي لإيجاد الحلول لمشكلات الحاضر, ويرفض ممارسة النقد والنقد الذاتي لفكره وممارساته, فيعتبر ما عنده هو صالح لكل زمان ومكان, وبالتالي يشل قدرة العقل على التواصل مع معطيات الحضارة العالمية.

3 ـ الاستبداد السياسي المتمثل بفقدان حرية الرأي وغياب الديمقراطية في كل مفاصل الحياة, ابتداء من السلوكيات الفردية والمؤسساتية صعودا الى قمة النظم السياسية القمعية, التي تحاصر الحريات الفردية اللازمة لتطوير شخصية الفرد وعطائه, وتحول الكيان الاجتماعي الى كتلة هامدة عديمة التمايز والفاعلية, تجيشها متى ما تشاء وتخرسها عند الحاجة وتساوي أفرادها هلاكا, حيث أن التمايز الفعال بين الأفراد في القابليات والقدرات هو احد حقائق الوجود الإنساني وصيرورته.

هذه العوامل مجتمعة وعبر إعادة إنتاجها وتكريسها لعقود قادرة على خلق عقل متحجر وبوابة واسعة للعنف والقتل والإرهاب. وهذا التفسير لظاهرة الارهاب مقبول جدا في مجتمعنا, إلا ان تداعيات الارهاب على المستوى النفسي والسلوكي أخطر من ذلك بكثير وخاصة عندما يأخذ طابع التطرف الديني وأستغلال خطاب ” السماء ” لأضفاء طابع دموي ومقدس على ما هية الصراع ووسائله, ويتجاوز هنا الارهاب حدود المكان الذي نشأ فيه !!!.

وهنا اتسائل كيف يمكن ” للمؤمن ” الهادئ القانط ذو “الاخلاق ” الدمثة والمنتحل لصفة الوداعة والطيب والذي يتعامل بأرق المفردات اليومية في سياق التعامل المعتاد أن يتحول الى قاتل دموي يستبيح ارواح المئات ويجيد تكنولوجيا وتكنيك ورسم الخطط الدقيقة في إحكام السيطرة لإحلال الدمار على مناطق كاملة واستباحة دماء ساكنيها بتلك السهولة المجردة عن الحد الادنى من الاخلاق والمشاعر الانسانية. كيف يمكن لذلك المجرم الدموي أن يجيد لغة التسامح في تعامله اليومي: الله يبارك فيك, الله ايخليك, الله يرحم والديك, الله يجنبك كل مكروه و ويقترح عليك أفضل الخدمات للمساعدة, واستعداده المتفاني من أجلك والذي يثير الاستغراب, ولكنه بالمقابل يرتكب أشنع الافعال ضدك في اللحظة عندما يراك مخالفا لسنة تفكيره, إنها سيكوباتيا السلوك المنحرف !!!.

تلك سيكولوجيا الاعتقاد الإيماني المتحجر الذي لا يرى الخير الا في خانته, ولم يرى في الآخر إلا شرا مطلق يجب تصفيته بأكثر الوسائل بشاعة, حيث إنسانيته هنا لا ترتبط بمبادئ إنسانية عامة متعارف عليها في منع الشر وأباحة الخير, بل ترتبط بمدى قربها او بعدها من قناعته المتحجرة التي ترتبط بخطاب ما ورائي, يحلل الحرام فيه ويحرم الحلال, ويرى في صحته مطلقا بعيدا عن منطق العقل وتراكم الخبرة الانسانية. والابادة الجماعية والفرديه هنا لديه خيرا مطلق يثاب الفاعل ـ المجرم عليها بمزيدا من الأجر والثواب والمزايا التي تراوده في أحلام يقضته ليلقاها في آخرته !!!.

من الناحية السيكولوجية الخالصة فأن جرائم القتل والارهاب وزرع الرعب تعبر عن سلوكا عصابيا مرضيا معمدا بدوافع التركيز الشديد للانتقام من الاخر المغاير في صبغته الدينية والقومية والمذهبية والطائفية والجنسية والثقافية وغيرها من الفروق المختلفة, ومبررة ارتكاب هذه الجرائم بخطاب فكري وديني وثقافي مغاير وذو مسحة اقصائية للاخر. ومن الناحية النفسية فقد نجد في ابرز ملامح ديناميات السلوك التي تكمن ورائه بما يأتي:

1 ـ سيطرة الغريزة التدميرية والفناء مقابل غريزة الحياة والبقاء, وتتخذ غريزة التدمير مسارين, أحدهما ضد الذات, وقد يكون متزامنا بفناء الاخر كما هي العمليات الانتحارية أو ليست بالضرورة, فيكتفي المرء بفناء نفسه. وتنشأ الغلبة لغريزة الموت على الحياة من خلال تشبع الفرد بثقافة الاقصاء وتحريم الاختلاف وعدم تقبل الاخر , الى جانب اعتناق الافكار والمعتقدات الدينية وغير الدينية بطريقة عقائدية متحجرة, فتلغي بدورها قيمة التنوع والاختلاف, مما يسهل نشوء منظومة سلوكية تدميرية تضعف عوامل البقاء الصالح المتوازن وانهائه, وبالتالي انهاء الحياة كاملة على خلفية الاعتقاد ان كل ما موجود هو خاطئ باستثناء ما يعتقده هو فقط !!!.

2 ـ ضعف وتداعي “الانا العليا ” من أخلاق ومعايير ونماذج مثالية للسلوك, وغياب لدور الانا التوفيقية, وسيطرة سائدة ” للهو ” الذي تلعب فيه الغرائز البدائية وذات الطبيعية الحيوانية دورا كبيرا في تشكيل ملامح شخصيته. فهو يتصرف هنا بفعل توقف عملية النمو النفسي لديه موئلها رموزه الدينية والسياسية والحياتية, وتسود ملامح شخصية قوامها عقدة النقص وتنشأ على خلفية ذلك وتشتد مشاعر الاثم والاحساس بالضعف وعدم المقدرة الاستقلالية والخضوع التام لرموز دينية وسياسية وقومية يسلم أمره لها, يقابله تحميل الاخر المغاير له كل عوامل ضعفه واسقاطها عليه, وتصل الى حد الانتقام والابادة للاخر المختلف واستأصاله وتدميره !!!.

3 ـ تضخم الانا العليا والشعور المتزايد بضغوطات الضمير وعدم المقدرة على ايجاد حالة من التوازن في الديناميات النفسية عبر حلول الانا, والاغراق في ممارسة معاقبة النفس وتكريس مشاعر الاحساس بالذنب في اجواء من هيمنة

الاكتئاب والاشمئزاز من النفس والسعي المتزايد لانتقاد النفس وتخليصها من الهلاك وصولا الى الهلاك الذاتي المتمثل في محاولات الانتحار أو ممارسة التفجير الذاتي في وسط من يراهم مغايرون له في الدين والمعتقد !!!.

4 ـ تقاطع هذاءات ” بارانويدا ” العظمة والاضطهاد في السلوك التدميري في السياسة. وإن كان هذا المصطلح يعني مرضا عقليا خطيرا بشقيه ” داء العظمة وداء الاحساس بالاضطهاد ” فأنه في السياسة له دلالته الخطيرة, حيث النظم الدكتاتورية والقمعية البوليسية المؤدلجة منها والمتأسلمة والشوفينية والعنصرية والمبتلاة بداء العظمة تستخدم كافة وسائل العنف من خلال اجهزتها العسكرية والامنية المخابراتية القمعية المختلفة لإلحاق الاذى بشعوبها أو شعوب أخرى للتعبير عن الاحساس المفرط بالعظمة وسلوك الهيمنة المطلقة !!!.

يقابله في الطرف الاخر الاحساس بالمظلومية والاضطهاد المفرط والمنفلت من أي مسحة إنسانية أو فهم لظروف وقوانين الصراع الموضوعية, هو الاخر يحمل في طياته دوافع الخراب والعنف والتدمير الشامل, ويشكل هذا السلوك ردود فعل عنيفة يخرج عن دائرة التغير الايجابي الممكن للاوضاع السائدة, وغالبا ما يكون هذا السلوك مؤطرا بخطاب المذهبية والطائفية والشوفينة العرقية ويكون بيئة صالحة للارهاب المجتمعي والدولي, في ظل غياب خطاب عقلاني انساني سائد مفعم بعوامل البقاء الانساني والذي يحافظ على قيمة الوجود الانساني الحر. وهكذا تتبادل الادوار بين الجلاد والضحية !!!.

5 ـ فصام ” شيزوفرينيا ” السلطة وفصام المعارضة. الفصام باعتباره مرضا عقليا يحرم صاحبه من ادراك الواقع الموضوعي والعيش في عالم مرضي خاص يفتقد الى المشاعر والعواطف التي تربطه بالاخرين وغير مكترث بما يحل بالاخرين من هول ومصائب, كما تسيطر الاوهام والهلاوس وأضطرابات الفكر في سياقاته اليومية. النظم القمعية بمختلف مظاهرها وأشكالها المؤدلجة منها والمتأسلمة وبما فيها أيضا الدكتاتوريات العالمية تعاني من ظاهرة الفصام حيث الهوة الواسعة بين الشعب والنظام, من حيث ادراك مشكلاته الحقيقية وظروفه المعاشية ووسائل النهوض به. وبفعل هول الاوهام التي تحيط بالنظام فأنه لا يرى في الشعب أو جيرانه الا مؤامرة كبرى تستهدف استئصاله وعليه ان يبدأ بضربته الاستباقية, من ممارسة واسعة للقمع والارهاب والتعذيب والقتل في الداخل واشعال الحروب الخارجية.

أما المعارضة التي تنتحل خطابا آخرا فصاميا بعيدا عن واقع الحياة وقد عفى عليه الزمن لأقحام مستقبل المجتمع فيه وأكراه الناس على اعتناقه أسوة بما فعلت الدكتاتوريات القمعية بشعوبها, فهو خطاب الانفعالات الضارة التي تعبأ الناس في وجهة انفعالية تدميرية لايمكن التنبوء بحجم الخراب الذي ستفعله في تفتيت وتشويه الينية الاجتماعية والثقافية وتخريب العلاقات الانسانية على نطاق واسع, كما هي الخطابات الاسلاموية المغلفة برحمة السماء وحب الآلهة واليوم الموعود, فقد انتجت تلك الخطابات في العراق وتونس وليبيا ومصر واليمن, وفي زمن قصير جدا, المزيد من التعسف والتهجير والابادة

الجماعية والقتل على الهوية الدينية والطائفية والاثنية, واستباحة الجنس الآخر من دعارة وبيع للنساء في سوق النخاسة وأكتشاف اشكال لا تعد ولا تحصى من الزواجات بأسم الدين ومستقبل مجهول !!!.

6 ـ الفشل والاحباط في بلوغ الاهداف, فكلما اشتدت وطأة المشاعر بالاحباط إشتدت هي الاخرى مشاعر الكبت والاحتقان, وهي مؤشرات تنذر سيكولوجيا بعدوان تشتد وطأته كلما كانت الاهداف مهمة واستراتيجية في حياة الفرد والجماعة كما هي في سلوك الحكم و ” المعارضة ” وهو بمثابة جرح نرجسي كبير لكلا الطرفين مما يدفعهم لتعبئة كافة القوى المتاحة لديهم لاحلال الدمار بالاخر, ويكون ضحيتها شعبا بكامله وسيادة وطنية ونسيج اجتماعي, في ظل حاكم لا يفقه لغة الحوار والاصلاح ” ومعارضة خاصة ” لا تجيد غير السلاح المعمد بمشروعية السماء, فيكون القتل على أشده بين طرفين لا رحمة فيهم !!!.

وعلى العموم فأن الارهاب الذي تسبقه عمليات تعصب وتطرف مستميت وعمليات غسيل دماغ يرى في الاخر الديني والثقافي والاثني والسياسي عدو لدود ويجب تصفيته وازاحته من مشهد الحياة, انه فوبيا الاختلاف مع الاخر وعدم المقدرة على ايجاد لغة مشتركة معه, وبالتالي فأن الطريق السهل هو تصفيته وابادته جسديا وعرقيا وثقافيا للخلاص من كل اثاره. كما ان دخول الافراد من مزاج متعصب ومتطرف في مجاميع وتنظيمات تستجيب لهذا المزاج المضطرب يحول الفرد بضرورة الانتماء الى مستسلم لارادة الجماعة ورهن تصرفها ويتحول الى قنبلة موقوته ممكن ان تتفجر رهن اشارة قيادي من المجموعة, بمختلف الاتجاهات وبمختلف الامكنة في العالم !!!.

كيف نطلب من العالم المتمدن أن يقف الى جانب قضايانا العادلة وان يسهم في ايجاد حل لمشكلاتنا المستعصية وان يدعمنا في دحر داعش ونحن نخجل في إدانة فعل قتل جماعي يرتكب بحق الابرياء والعزل من الناس ونضع شروط مسبقة للإدانة. ان الموقف من إنسانية الانسان وتحريم هدر دمه لا تحتمل الاجتهاد ولا الفتاوى, وان السكوت وعدم الادانة والتحايل في التصريحات هو مساهمة في جرائم القتل وإيجاد غطاء شرعي لها مما يسهم في التشجيع عليها واعادة إنتاجها على نطاق واسع !!!.

إن الموقف الانساني يستدعي من دموعنا أن تذرف على كل طفل وأمرأة ورجل بريء, سوري أم فرنسي أم لبناني أم عراقي أو سعودي, أو بريطاني أم روسي, فالدم الانساني مقدس في برائته, فلا إنسانية لنا بالسكوت على استباحة دم من يختلف معنا في الدين أو العقيدة أو السياسة, وإن دمائنا ستباح أكثر عندما نفرح أو نشمت لاستباحة دماء الآخرين, فيوم لك ويوم عليك !!!.

اما في الداخل الاوربي فنعتقد أن تشبع منفذي العمليات الارهابية, وهم اغلبهم من المقيمين في تلك الدول, بالعوامل النفسية والعقلية” كما شرحناه ” في المقال, وهم نسبيا متحررين من ضغوطات العوامل الاقتصادية ومتاحة امامهم ممارسة مختلف الحريات, ولكنهم يخضعون بشكل منظم عبر مؤسساتهم الخاصة الى خطاب تحريضي متطرف يدفعهم الى المزيد من العزلة الاجتماعية في المجتمع الأكبر, الى جانب تواصلهم مع شرائح وحركات متطرفة من مجتمعاتهم الأم مما يسهل اندفاعهم نحو تنفيذ اجندة الحركات الارهابية والاصولية المتطرفة في مجتمعات اقامتهم وبذرائع مشرعنة. قد تكون سياسات الاندماج الايجابي في مجتمع الاقامة جزء من حلول تسهم في ابعادهم عن التطرف, ولكن تجارب العشرة سنوات الاخيرة لم تأتي بنجاح, فهناك وفي الكثير من الدول الاوربية” وخاصة فرنسا وبريطانيا ” أحزمة من المهاجرين حول المدن الكبرى, وهي مجتمعات معزولة لاتعرف ما يجري داخل مدنها الكبرى من حياة يومية. ونعتقد هنا ان الضغط القانوني والتشديد على ظروف وطابع اقامة الافراد الى جانب برامج الاندماج الثقافي والتربوي والاقتصادي والاجتماعي قد تسهم بحلحلة الاوضاع صوب مزيدا من الاستقرار والامن !!!.

وختاما نقول ان على العالم المتمدن, والاوربي منه بشكل خاص, ان يقف وقفة واضحة واحدة أكثر من أي وقت مضى لفضح النظم السياسية التي تغذي الارهاب العالمي وأدواته المنفذة, داعش والقاعدة وأخواتها, وفي مقدمة هذه النظم السعودية وقطر وتركيا اوردغان, وفضح دورها المتحايل على الصعيد الدولي في التغطية على الارهاب وجرائمه بحق الانسانية, الى جانب فضح وإدانة الجرائم التي ترتكبها النظم الدكتاتورية في المنطقة والعمل على إيجاد حلول مشرفة لبؤر الصراع المستعرة والتي يذهب ضحيتها شعوب ومستقبل أجيال !!!.