23 ديسمبر، 2024 5:52 ص

ذهبت ذات مرة الى زيارة الامام علي بن ابي طالب، الامام الذي فعلا صدق من قال، ان بجواره تهدأ النفوس، وبينما كنت اتجول في السوق الكبير وكما هو معتاد ان نعود الى البيت وبحوزتنا صوغة الى الاهل، وسألت حينها عن قيمة لعبة عبارة عن حمار جالس على كرسي الرئاسة، وكانت قيمته اضعاف قيمة الحمار الحقيقي، واجاب البائع حينها وحقيقة زال دهشتي عندما قال: ان العبرة بالكرسي!

للمتابع وللمطلع عليه ان لا يفرق بين الاثنان، الكرسي والحمار، فالعلاقة بينهما علاقة طردية، فكلما وجدنا الحمار كلما كان الكرسي، وهو ما يذكرنا بشخص نائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي، واقصد الكرسي، اذ ربما الحمار يزعل اذا ما تمت المقارنة، فالمالكي اعتاد على الكرسي، ولا يرغب ان يكون مقعده غيره، ولربما كل ما عمله من دفع اموال ووعود بالمناصب، من اجل العودة للكرسي.

الاستاذ نوري المالكي، بقي ملتصق بفكرة واحدة، الا وهي فكرة الالتصاق والتمسك بالكرسي، مستخدما سيكوتين من النوع النادر، بفعل امور مهمة عديدة، اهمها ان المالكي لا يرغب بمغادرة الواجهة الاعلامية كمتنفذ اول، وصاحب الكلمة الاولى والرأي الاوحد في العراق، بالاضافة الى انه لا يعشق الجلوس في منزله متصفحا للصحف، وبانتظار فنجان قهوة.

بصفتي الاعلامية وكوني فردا من افراد المجتمع العراقي، ادعو الحكومة العراقية للتعاقد مع شركات رصينة، لتجهيز السادة الملتصقين بالكراسي، بسيكوتين من النوع الجيد، السيكوتين الذي نحتاج على اقل تقدير يبقى لثلاث دورات رئاسية، يعني على اقل تقدير مدة صلاحيته اثنا عشر عاما، وادعو الحكومة ان لا تستورد سيكوتين اكسباير خوفا من مضار عدم التصاق السادة المسؤولين بالكرسي، وبالتالي اصابتهم بفوبيا الخروج من المناصب.

سيكوتين المالكي من نوعية نادرة، بلحاظ ان الرجل استحوذ على ثلاث مناصب الاول رئاسة الوزراء وبرغم خروجه منه الا انه مازال يسعى للعودة، والمنصب الثاني هو الامانة العامة لحزب الدعوة برغم اساءته كثيرا للدعوة الاسلامية، وحولها لدعوة مالكية، والمنصب الثالث هو رئاسة ائتلاف دولة القانون، برغم غياب القانون!

لعن الله من صنع الكرسي وجاز الله من استورد السيكوتين!!