23 ديسمبر، 2024 1:08 ص

سيف يمزق غمده/ 20

سيف يمزق غمده/ 20

بموازاة النجاح الذي حققته سلسلة مقالاتي “دماء لن تجف” التي ما زلت اواصل نشرها، على الصحف والمواقع الالكترونية، وسأصدرها في “موسوعة” من أجزاء عدة، عن الشهداء الأبرار.. ضحايا الطاغية المقبور صدام حسين وحزبه “البعث” المنحل، أنشر سلسلة مقالات أخرى، بعنوان “سيف يمزق غمده” عن ضحاياه، الذين إختصمهم بعد ان دالت له الدنيا، خلال السنوات التالية على إنقلاب 1968؛ إذ تنكر صدام لرفاقه، متنصلا من مواثيق الرجولة؛ فنكل بمن لا يستجيب لتطلعاته نحو التفرد.. أزاحهم عن طريقه، ومحى ذكرهم، مهووسا بشهوة السلطة، التي جرّت على العراقيين.. إعتقالاتٍ وحروباً وحصاراً وإرهاباً وجوعاً وكوارثَ ومآسيَ وتخلفاً ودماراً وتبديداً للثرواتِ والكرامةِ.

(20)
طاهر احمد امين
غالبا ما يتناقض الشيطان مع نفسه، في أحابيل الدهاء الصدامي المكشوف، لكن من ذا الذي يستطيع القول للأسد “فمك جائف” ولا يجف جثمان جثته جائفا.. تأكل الطير منه.
وهذا ما حصل مع طاهر أحمد أمين، عضو “العلاقات العامة” التي تحولت في ما بعد الى “جهاز المخابرات” وعين بمنصب معاون المدير العام فيها، والذي فوجئ أعضاء القيادات الحزبية، أثناء إجتماع مشترك، بواحد من أفراد حماية الطاغية المقبور صدام حسين، “يعته” من بينهم، وصدام على غير العادة، يصيح: “إطلع برة.. خائن” وأعدم فورا، في المكان والزمان، لا يفصل بين موته وحياة الباقين، سوى جدار وتهمة جاهزة، تلصق حيثما ذر صدام قرنه.
كان ذلك يوم 8 آب 1979، وفرائص رفاق النضال ترتعدون فرقاً، تقرحت أرواحهم، ونتأت دملات في وجدانهم، تقيحت و… إنبجس من تهرؤات شقوقها، صديد أسود.. محمر العفونة…
النكتة تكمن في جوهر جريمة الاقتصاص نفسها؛ لأن إعدامه تم بموجب رصد تآمره مع عبد الخالق السامرائي، الذي قضى هو.. أمين نفسه.. بإعدامه.
والقثصة تعود الى كون طاهر أحمد أمين، عضوا في المحكمة التي قضت بإعدام السامرائي، ضمن الانقلابيين الذين فشلوا.. بقيادة ناظم كزار، العام 1973…
ما زالت صيحة صدام: “إطلع برة يا خائن” ومنظر الحماية يجره عنوة، من دون مقاومة، على أمل إسقاطه أرضا؛ كي يجره محققا منظرا يضاعف الموت بالاهانة! لكنه بلغ ساحة حتفه بالتوقيت والهيئة التي لم تمكن الطاغية من التشفي به، قبل ان يلتحق بربه!
الفظاعة في بركان السلطة العراقية اللاهبة.. تمور بمنصهر جهنمي فائر، هي ان عضو هيئة الحكم بادانة السامرائي، إتهم بالتواطئ والاشتراك معه، بعد 6 سنوات! أرأيت هزالا أبلغ من سفاهة السلطة في عراق البعث الصدامي!؟
–          لا تعليق!