23 ديسمبر، 2024 12:23 ص

بموازاة النجاح الذي حققته سلسلة مقالاتي “دماء لن تجف” التي ما زلت اواصل نشرها، على الصحف والمواقع الالكترونية، وسأصدرها في “موسوعة” من أجزاء عدة، عن الشهداء الأبرار.. ضحايا الطاغية المقبور صدام حسين وحزبه “البعث” المنحل، أنشر سلسلة مقالات أخرى، بعنوان “سيف يمزق غمده” عن ضحايا، ليسوا شهداء؛ إنما شركاؤه، الذين إختصمهم بعد ان دالت له الدنيا، خلال السنوات التالية على إنقلاب 1968. تنكر صدام لرفاقه، متنصلا من مواثيق الرجولة؛ فنكل بمن لا يستجيب لتطلعاته نحو التفرد.. أزاحهم عن طريقه، ومحى ذكرهم، مهووسا بشهوة السلطة، التي جرت على العراقيين.. إعتقالاتٍ وحروباً وحصاراً وإرهاباً وجوعاً وكوارثَ ومآسيَ وتخلفاً ودماراً وتبديداً للثرواتِ والكرامةِ(4)فؤاد الركابيولد فؤاد الركابي، في الناصرية، العام 1931، وقتله الطاغية المقبور صدام حسين، في العام 1971.. كردي الاصل، نشأ في عشيرة الركابات.. العربية الأصيلة، لأمه التي زوجته من بنت أحد إخوتها؛ فإكتسب لقب “الركابي” الذي لا يعرف لنفسه لقبا سواه.
أسس القيادة القطرية لحزب البعث المنحل، يوم 24 تموز 1958، وتخرج مهندسا في جامعة بغداد، ليشغل منصب أول أمين قطري لـ “البعث” ووزيراً للإعمار بعد إنقلاب 14 تموز 1958 العسكري، إلا أنه استقال من منصبه في نيسان 1959، تضامناً مع مجموعة من الوزراء المحتجين على عدم تلبية مطالب تقدموا بها، ومنها إتاحة المجال أمام أحزاب جبهة الاتحاد الوطني لممارسة نشاطاتها السياسية.
لجأ إلى سوريا، بعد صدور أمر القبض عليه، والحكم بالإعدام.. غيابيا في آذار 1960؛ لضلوعه بالتخطيط لمحاولة إغتيال عبد الكريم قاسم، الفاشلة.
تلاحقت الإنقلابات الدموية، في العراق، الذي شهد خسف السلطة بقيادة عبد السلام عارف يوم 8 شباط 1963، وهو تحول تاريخي لم ينه مشكلاته؛ إذ منع من دخول العراق، بسبب انشقاقه عن جناح ميشيل عفلق؛ لأنه تحالف مع جمال عبد الناصر.
عاد الى العراق بعد تخلص عارف من البعثية، منفردا  بالسلطة يوم 18 تشرين الاول 1963،عمل وزيرا للشؤون البلدية والقروية، ثم إستقال إحتجاجاً على سياسة عارف؛ التي رأى فيها ديكتاتورية مبالغاً بها، تاركا كل التداخلات، ليستخلص نفسه بتشكيل الحركة الإشتراكية العربية، العام 1965.
إعتقل بعد وصول الحزب الى السلطة، في 17 تموز 1968، وأودع السجن، ليقتل داخله، قبل إنتهاء محكوميته بإسبوعين، مطعونا بسكين من نزيل معه، قالوا شجارا، وتأكد في ما بعد أنه مدسوس من صدام.. وكان نائبا حينها؛ كي لا يعود فؤاد الركابي، بقوة شخصيته ومبدئيته التي تكشف هشاشة الطاغية، الآخذ بنسج خيوط المؤامرة مبكرا، قبل ان ترسو سفينة السلطة على شاطئ العراق!
بإغتياله الركابي، أسفر صدام عن نواياه العازمة على تصفية الأقوياء من حوله؛ كي يبقى وحيدا.. خلف فراغا سياسيا بعد سقوطه، في 9 نيسان 2003، لم يشغله أحد، حتى لحظة كتابة هذا الموضوع.