بموازاة النجاح الذي حققته سلسلة مقالاتي “دماء لن تجف” التي ما زلت اواصل نشرها، على الصحف والمواقع الالكترونية، وسأصدرها في “موسوعة” من أجزاء عدة، عن الشهداء الأبرار.. ضحايا الطاغية المقبور صدام حسين وحزبه “البعث” المنحل، أنشر سلسلة مقالات أخرى، بعنوان “سيف يمزق غمده” عن ضحاياه، الذين إختصمهم بعد ان دالت له الدنيا، خلال السنوات التالية على إنقلاب 1968؛ إذ تنكر صدام لرفاقه، متنصلا من مواثيق الرجولة؛ فنكل بمن لا يستجيب لتطلعاته نحو التفرد.. أزاحهم عن طريقه، ومحى ذكرهم، مهووسا بشهوة السلطة، التي جرّت على العراقيين.. إعتقالاتٍ وحروباً وحصاراً وإرهاباً وجوعاً وكوارثَ ومآسيَ وتخلفاً ودماراً وتبديداً للثرواتِ والكرامةِ.(18)
شفيق الدراجيشغل شفيق الدراجي، منصب أمين سر مجلس قيادة الثورة، بعد إنقلاب 17 تموز 1968، مقيما على الولاء لمجموعة البعثية ذاتها، إذ كان مديراً عاما للاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس عارف.
ولأن طغيان الدكتاتور المقبور صدام حسين.. سواء أكان نائبا أم رئيسا، لا يقف عندحدود ولا يتروى قبل الاقدام على خطوة ما، متوجسا يرتاب بمن يلمس في عمق جوهر وجدانهم “روحا – أورا” او “شخصية – كاريزما” كلاهما أو إحداهما، حاضرة في أداء من ترصده عيون جواسيس الطاغية الذين بثهم يحاصرون الدولة.. صدام رجل فردا، حاصر دولة.
لفق له ما يوجب إستبعاده من مجلس قيادة الثورة، العام ١٩٧٨؛ ليعين سفيراً للعراق، في “الرياض” عاصمة المملكة العربية السعودية.
لم يكتفِ بركنه.. من عضو مجلس قيادة الثورة الى سفير، إنما سلسلة التلفيقات، تواصلت، تطبق بحلقاتها الضيقة حول عنقه، وطرفها بيد “السيد النائب!؟” الذي أمسك بزمام الدولة، يلويها من عنقها.. قبض على لحى رفاقه بكفين فولاذيين لا حدود لغيها سادرا في العنت! وقد ثبت لأعدائه وأصدقائه، أنه عاصفة هوجاء تكتسح السفح.. وقمة الجبل.. بددا.
إستدعي من الرياض الى بغداد، العام 1982، للتحقيق معه حول تهم، وجهت إليه، ولا يعرف عنها شيئا؛ إنما هو أمر صدام حسين الذي لا يناقش الذي إستحكم من القلب النابض للبلد.. رئيسا،…
خضع للتحقيق، وهو تحت طائلة الاعتقال، منتهك الحرمات كمثل الشعب العراقي كله.. ماضيا وحاضرا.
من التهم التي ووجه بها، فدهش من الاعماق: “التخابر مع دول أجنبية” و”تسريب معلومات عسكرية عن الجيش العراقي” و… لسان حاله يقول: “لو كنت ضليعا بهذا لألتهمت البلد.. بناسه وثرواته و…”.
تعرض الى تعذيب وتنكيل.. جسديا ومعنويا، بما لا تطيقه الضواري، تضافرا مع إصابته بإرتفاع السكر وهبوط في القلب، أطلق سراحه مشلولا.. يداه عاجزتان وقدماه يخطهما على الارض.. يسير؛ فيسقط بعد بضع خطوات.. غير قادر على الكلام! وتوفي بعد ذلك. صامتا…