بموازاة النجاح الذي حققته سلسلة مقالاتي “دماء لن تجف” التي ما زلت اواصل نشرها، على الصحف والمواقع الالكترونية، وسأصدرها في “موسوعة” من أجزاء عدة، عن الشهداء الأبرار.. ضحايا الطاغية المقبور صدام حسين وحزبه “البعث” المنحل، أنشر سلسلة مقالات أخرى، بعنوان “سيف يمزق غمده” عن ضحاياه، الذين إختصمهم بعد ان دالت له الدنيا، خلال السنوات التالية على إنقلاب 1968. تنكر صدام لرفاقه، متنصلا من مواثيق الرجولة؛ فنكل بمن لا يستجيب لتطلعاته نحو التفرد.. أزاحهم عن طريقه، ومحى ذكرهم، مهووسا بشهوة السلطة، التي جرت على العراقيين.. إعتقالاتٍ وحروباً وحصاراً وإرهاباً وجوعاً وكوارثَ ومآسيَ وتخلفاً ودماراً وتبديداً للثرواتِ والكرامةِ.(7)
عدنان حسين الحمداني
موت بشع وقتل فظيع، إنتهجه الطاغية المقبور صدام حسين، مع ضحيته.. رفيق البدايات وزوج أخته عدنان حسين الحمداني.. مفكر حزب البعث، الذي أجل الفلسفة وفعل دواهي بالاحزاب العاملة بموازاة البعث؛ دمرهم قتلا بلا رحمة، تماما كما فعل به صدام حسين، في ما بعد؛ لأن “الظالم سيفي أنتقم به وأنتقم منه”.
وما الفظائع البشعة المشهورة عن ناظم كزار، كدموي يتلذذ بالقسوة المفرطة، متفننا بإذلال وتعذيب الناس، الى ان يرحمهم الله بالموت، الا جزء من الطرق الشنيعة التي يتبعها عدنان حسين، في التنكيل بضحاياه، مع مواصلته التنظير الفلسفي الراقي فكريا، بحق.
فالأنسان العراقي حامل متضادات، ينقسم على نفسه؛ إيمانا بالرأي ونقيضه.. على حد سواء؛ فالدموي الحمداني، هو نفسه عقلية مفكرة من طراز رفيع! انضم الى البعث عام 1959، وعين بعد إنقلاب 8 شباط 1963، في هيئة التحقيق التي عذبت وصفّت مئات المواطنين بتهمة الشيوعية، ذاع صيته وعلا نجمه ليعدمه صدام مع 20 قياديا بعثيا في تموز 1979 بتهمة التآمر.
ولد في الكرادة 1940، يحمل بكلوريوس حقوق، وعينه صدام وزيرا للتخطيط والسكرتير العام لاتفاقيات النفط والمسؤول عن عقد صفقات تسويقه.. الرجل الثاني بعده في مجلس التخطيط وأهم عضو في مجلس قيادة الثورة بعد صدام طبعا؛ إذ أثبت جدارة في كل المسؤوليات التي اناطها به؛ فهمه الوحيد رضا صدام عنه ولاشيء آخر سيكون مهما في حياته كما غدا نشاطه وسهره المتواصل وتنفيذ الطلبات القيادية موضع تقدير الرئيس له!
خلال زيارة صدام، لفرنسا وصف عدنان الحمداني.. وهو يقدمه الى جاك شيراك.. رئيس الوزراء، آنذاك: “عقل الحزب الاقتصادي واليد النزيهة التي تتحكم بوزارة النفط” وفعلاً كان عدنان بحكم منصبه هو الذي يمنح القروض للدولة ويوقع على صفقات النفط الكبرى وتحت مخصصات مناهج الاستثمار.
رأيه بتغليب الرأي السياسي على الموقع الاقتصادي وقناعته بأهمية استمرار أحمد حسن البكر، رئيسا للجمهورية، أثناء تنحيته من قبل صدام، سبب بمقتله! الذي إستخدم خلاله صدام أساليبه في لجنة الحرس القومي، ضد الاسلاميين والشيوعيين؛ وهو أول أثنين أشرف بنفسه على تعذيبهما.. الثاني آية الله محمد باقر الصدر.. قدس سره.. فقط، أما ضحاياه الاخرون، فيوكل شأنهم لمحاكم صورية، تقضي بإعدامهم، بعد فترة تطول او تقصر من تعذيب يسمونه “تحقيق”.