نظم قسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة حملة إعلامية بعنوان “لولا الفتوى” وذلك في الذكرى السنوية لفتوى الجهاد الكفائي من أجل انقاذ العراق والمنطقة من خطر (داعش) والقوى الداعمة لها في الداخل والخارج، وهو الخطر الأسود الذي اراد أن يحول العراق الى خراب يباب، وفي معرض الجواب قلت:
حدثان مهمان شهدتهما العتبة الحسينية المقدسة في كربلاء، وكلاهما وقعا في ذكرى ولادة الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف في النصف من شهر شعبان، الأول اعلان بيان الثورة العراقية الكبرى بالضد من الاستعمار البريطاني عام 1920م والذي اعلن في النصف من شعبان عام 1338هـ من داخل الصحن الحسيني الشريف، وقاد الثورة الكبرى رجال الدين وعلى رأسهم زعيم المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة الشيخ محمد تقي بن محب علي الحائري الشيرازي المتوفى في الثالث من ذي الحجة من العام نفسه.
والثاني ما شهده الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 13/6/2014م (14 شعبان 1435هـ) بعد مائة عام على فتوى ثورة العشرين، وذلك بإعلان فتوى المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني الداعية الى النفير العام للعراقيين بالوجوب الكفائي لنصرة الجيش العراقي من اجل مواجهة المجموعات المسلحة المنتمية الى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وأقطاب النظام السابق، بعد أربعة أيام من استسلام الجيش والشرطة المحلية في مدينة الموصل (9/6/2014م) وسقوطها بيد داعش، في خطوة وصفتها الحكومة المركزية بأنها مؤامرة داخلية اقليمية لاسقاط النظام السياسي الجديد التي تشكل بعد عام 2003م، ورافق سقوط الموصل زحف قوات البيشمرگة الكردية في الوقت نفسه الى المناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية، والسيطرة عليها بما فيها مدينة كركوك وأجزاء من مدينة صلاح الدين والموصل وديالى.
وجاءت الفتوى على لسان معتمد المرجعية الدينية في العتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من يوم الجمعة في (14 شعبان 1435هـ) الموافق لـ (13/6/2014م)، أي بعد فترة قصيرة من قيام حكومة السيد نوري المالكي بتأسيس الحشد الشعبي الذي سبق سقوط الموصل، حيث كانت الحكومة منشغلة بتحرير ما تبقى من أقضية محافظة الأنبار، لتشكل الفتوى جهداً معنوياً كبيراً لنواة الحشد الشعبي ولتخلق منه جسداً كبيراً يصد أطماع داعش والقوى الداخلية والأقليمية التي راهنت على داعش في اسقاط الحكومة الوليدة وتقسيم العراق الى دولتين كردية وأخرى داعشية.
فالفتوى في حقيقتها أربكت أحلام القوى الداخلية والإقليمية والخارجية التي مهدت لداعش دخول الموصل بعد أن اقتربت الحكومة المركزية من تحرير أقضية الأنبار والتوجه الى تحرير الأراضي المغتصبة، وقد مكنت الفتوى الحكومة مدعومة بالحشد الشعبي من صد العدوان، وبالتالي فإن الفتوى بسيفها وبسواعد الحشد الشعبي بقرت مطية التقسيم، وراح الحشد الشعبي يعيد للعراق هيبته واستقراره السياسي.