18 ديسمبر، 2024 11:46 م

فكرنا نحن البشر مليا في ارسال الرسائل ونجحنا في الكثير منها، وعلقت رسائل من نوع اخر ومختلف في الاذهان كانت اوائلها بدائية ثم تحولت بعدها الى مخيلات مجموعات بشرية هائلة اطلقت رسائلها الى من همه الامر حينها وأتت أكلها، ولا زالت تتوالى غيرها باستمرار عجيب وتطور ملحوظ!
التطور التقني لعب دورا تصاعديا في احداث انقلاب مميز أثر بالايجاب على كل انواع الرسائل بل وحتى طرق وسهولة ايصالها للمتلقي، ومن هنا أصرت كبرى شركات الاتصالات الحديثة اهمها في الولايات المتحدة ومثلهم في اوربا على ضرورة اطلاق العنان للعالم اللامحدود بربط الكرة الارضية بشبكة اتصال موحدة خارقة للامكنة والاعراف، الا ان الفكرة جوبهت بالخوف من خطر اختراق الارهاب لها في وقت تتدفق فيه مئات الاف الرسائل التحريضية و المتشددة يوميا من كل مكان ويتم قراءتها ويتأثر الضعفاء فيها.
و نذكر هنا بمباردة Internet.org التي أطلقها “مارك زوكربيرغ” رجل الأعمال والمبرمج الأميركي الذي أشتهر بتاسيسه موقع الفيس بوك الاجتماعي من أجل ربط العالم بواسطة الهواتف المحمولة من خلال تقديم الإتصال بالإنترنت في المناطق النائية عبر الأقمار الاصطناعية و الطائرات بدون طيار وانظمة الليزر المتطورة.
الامر ليس بخدعة وهو يتم فعلا بالتدريج، حتى وصل الحال بتبني فكرة الاتصال العابر للحدود من دون الانترنت كون الخدمة لا تتوفر في كثير من الدول النامية، لما لها من تاثير بالغ الاهمية، وكلنا رأى تاثير الفيسبوك – الاشهر عالميا – على الحياة في دول مثل مصر وتونس كمثالين قريبين طازجين!
ان حرب السيطرة على التواصل العالمي لا يراها الناس بوضوح بشكل عام في الشرق الاوسط و دول الحروب الحقيقية، والسبب واضح لا نريد الخوض فيه، فالرسائل النصية هي من اسهل واسرع انواع هذا التواصل وزيادة على ذلك يستطيع المرسل ارفاق اي نوع من الملفات كالصور معها لتصل خلال ثانية او اقل، فهل لك ان تصدق بان تطبيقا صغيرا على الهواتف المحمولة يصل عدد مستخدميه الى اكثر من 600 مليون مشترك في اقل من عام، هذا يجعل الاذهان تراجع حساباتها في جدية ومستقبل تلك الرسائل المدعومة بكل قوة من الشركات المنافسة على انتاج الاجهزة الحاضنة لتلك الافكار، انها السلاح الاكثر تطورا في العالم: الهاتف المحمول
وهذا ما عول عليه بالضبط “زوكربيرغ” عند امتلاكه تطبيق الـ “واتساب” للرسائل النصية، ودفعه مبلغا باهضا ليقول “ان هدفي سيكون بجعل مليار شخص على الأرض يتواصل عبر الواتساب”، قالها بعد ان اتم صفقته.
ربما مجرد الحديث عن قوة منصات التواصل بالرسائل النصية غير كاف، فعلى مستوى العالم ستكون هناك فرصة لمئات الاف الشبان لقيادة تلك الحملة السريعة مستخدمين شتى الوسائل الممكنة في تلك المنصات الغريبة والخطرة بشكل يتدفق فيه تطبيق جديد كل ثانية ليحل محل سابقه في الفكرة ذاتها، وانا شخصيا ارغب بالحديث عن تلك الافكار واهمها استخدام الصور المتحركة “الفيديو” في تسجيل اللحظات والافكار ومشاركة محتواها مع الاخرين من خلال رفعها على اي موقع من مواقع التراسل الاجتماعية وباستخدام نفس الادوات البسيطة التي لا تختلف عما يستخدمه المبتكرون في خارطة الدول الاكثر استخداما للانترنت.
ولم لا وقد تكررت رسائل الـ “سيلفي” المصورة لملايين المرات في اقل من شهر في كل صفحة من مليارات الصفحات في الفيسبوك و المدونات الاخرى، الفكرة التي لقت رواجا لا مثيل له كنوع من انواع التراسل الحديث والتعريف باللحظات ومحتواها من خلال الصورة دون النصوص، قد فتحت الباب الان لعشرات العلامات التجارية المصنعة للهواتف بتطوير كاميرات هواتفها الامامية لتتخصص بصور الـ “سيلفي” وماتحتويه من رسائل ضمنية وما هي الا ايام حتى اطلقت شركة هواوي الصينية هاتفها الاول بكاميرا ذات تركيز بؤري خاص واطار براق يعطي دافعا قويا لمقتني هذا الهاتف باستخدام هذا النوع الخاص من التصوير
وفي العراق يربط الانترنت محبي الفيس بوك ببعضهم البعض اكثر من اي مكان اخر و لا يمكن تجاهل الامر اذ يتم في ليلة واحدة تبادل 9 الاف تعليق على تلك الجدران الزرقاء كما يوضح الرسم البياني للربع الثالث من العام 2014 والخاص بالعملاق غوغل، وهو دليل واضح على  المشاركة الفاعلة في هذا البلد، ومن حيث لا يعلم مستخدمونا العراقيين فان نقلهم الاخبار هو اروع شئ لاحظته غوغل في الامر.
كل هذا دفعني الى التفكير بطريقة جديدة كليا في امثل استخدام للرسائل الحديثة من خلال جمع الصورة المتحركة مع الكلمة وبنفس اداة التسجيل الصوري البسيطة الاستخدام والتي تحملها بين يديك كهاتفك الجوال، او الواح اللمس الذكية، انها طريقة الـ “Selfie”
وخلال الأيام الاخيرة انتشرت رسائل السيلفي المصورة بشكل ملحوظ وأصبحت هي الاهتمام الأكبر والشغل الشاغل للشباب وللكبار أيضا فهي ليست مقصورة على فئة بعينها من الشعوب ولكنها تشمل جميع الفئات بداية من الرؤساء – في اشارة مني للرئيس الامريكي – عندما التقط لنفسه صورة مع رئيسة وزراء الدنمارك فى حفل تأبين “مانديلا” و هذه كانت البداية التى فتحت سيل الصور من النوع نفسه وانتقلت الى المشاهير، اما نحن فيمكننا عمل “فيديو السيلفي” بحرفية واضحة من خلال رسائل قصيرة موجهة بالتعريف عن صاحب الرسالة التي بالتاكيد ستجلب المزيد من المتابعين لصاحبها،
حملة “سيلفي عراق” لاطلاق الرسائل التصويرية الشخصية الموجهة هي مبادرتي القادمة ولا يمكن لتوني بلير ان يكون اكثر سعادة مني في صورته السيلفي وخلفه حقل نفطي يحترق كسعادتي برؤية تلك النصوص المرئية تتطاير وتنتشر هنا وهناك باسم سيلفي عراق لتقدم اهم نوع من الرسائل الحديثة لنوع اكثر تعقيدا من المتلقين انهم صانعوا القرار في البلاد، ولك ان تتخيل معي حجم الرسائل التي من ممكن ارسالها الى كل هؤلاء، فهم مثلنا تجذبهم المقاطع المصورة بالاسماء.

[email protected]