9 أبريل، 2024 7:05 م
Search
Close this search box.

سيضعك الله في بعض الأحيان في أوقات صعبة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا تقلق.. هناك رب يرعاك ويداريك لا تقلق كلمة الحق ستعلو على كل ظالم، واصل بكلماتك تعالج قلوبًا، وكلّ القلوب تحبك. عليك أن تؤمن بقدراتك بنفسك، لا عليك من أحد، فقط أنت، ومن حولك يشجعك. واصل إلى حيث أنت تريد.
قف وقفة بصراحة مع نفسك، ناظر نفسك وقل لها: ماذا تريدينَ من تلك الحياة؟ وما هي أهدافكِ للمستقبل، وكيف تنظر لنفسك؟ وما هي الهدايا التي ستقدمها لنفسك؟ ومن هو شريك الحياة الذي سيقف محاذياً لك، يمسك بيديك ويجعلك بأمان تامّ؟
سيضعك الله في بعض الأحيان في أوقات صعبة، ليرى هل تتحملُ كل هذا العناء، وقد تلحّ على شيء كثيراً وترى أنه لم يأتك، وفي الواقع يريد الله بأن تصبرَ وتنسى قليلاً، وسوف يكون أمامك.. لا تقلق.
ولنفسك عليك حقّ، وكل جوارك ستسأل يوم القيامة عنه، حافظ على قلبك ونبضاته، وكن خير دليل لنفسك، وسوف ترى أن شريك حياتك سوف يدعمك بكلّ شيء، وحتى بمشاركتك كوب قهوتك.
ابدأ من الآن بأن تزيل مخاوفك، رغم كل شيء أنت بخير، وسوف تسعدُ وسوف ترى بعينك أنك تعيش في نعيم دائمٍ وأنت تفكر بشيء يدبره الله لك، فقط اطمئن، لا تحمّل نفسك ما لك طاقة لها به، وسر في طريقك نحو العلا ونحو شيءٍ مفيدٍ واللهُ يحميكَ.
لا شك أن حادثة سقوط الطفل المغربي ريان في إحدى الآبار في المغرب قد أحدث ضجة كبيرة على مستوى العالم العربي، هذا الطفل الصغير الذي أخذ أنفاسنا منذ لحظة سقوطه وحالة الترقب والانتظار والهلع والخوف التي عشناها خوفًا من أي مكروه قد يحدث له أثناء وجوده في البئر. كمية المشاعر التي عشناها طوال خمسة أيام مشاعر إنسانية نقيه من صدقها أوجعتنا فشعر كل بيت عربي أن ريان ابن له فكانت قلوب الأمهات تبكي ألمًا وحزنًا مع أم ريان وكفوفهم مرفوعة بالدعاء بان يعجل الله بنجاته.
خمسة أيام مضت كانت بمثابة اختبار يقيس حجم إيماننا ومدى قوة وصلابة صبرنا لكن كانت العبرة الأولى بان إرادة الله ومشيئته فوق كل اعتبار مهما تعددت الحيل وتنوعت السبل ومهما سخرت كل الإمكانات المادية والبشرية من خبراء ومتخصصين بأن ما يكتبه الله هو ما سيحدث في النهاية، فالحمدلله على نعمة الإسلام والإيمان، ومهما كتب ربي سبحانه فإنه هو الألطف والأرحام والمطلع على كل خبايا الأمور.

ثانيًا عكست مأساة هذا الطفل البريء حجم التلاحم العربي الذي اشتقنا إليه كثيرًا فكان الصوت واحد والإحساس واحد والدعاء واحد فكان ريان ابن العرب.
ثالثًا أيقظ ريان في القلوب الإنسانية المهملة المنسية والشعور بالآخر وأهمية المواساة الحقة، فكان ريان ابن الجميع.
سبحانه من سخر هذا الطفل الضعيف ليكون قدره خيرًا لغيره فكأنه وهو قابع في قاع البئر يرسل رسالة إلى العالم أجمع فحواها أن هناك في مكان ما يوجد أطفال كثيرون قد يلاقون نفس المصير إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من ردم الآبار المكشوفة والحفر المهملة مثل مصير الطفلة السعودية لمى الروقي قبل ثماني سنوات والطفل الهندي قبل سنتين، قد يكون ريان أوجعنا ألمه وكسرنا فقده وأبكانا في معاناته فكنا نعيش معه ألم السقوط وخوف الظلام وضيق النفس ووحشة المكان لكنه أشعل فتيل الحس التوعوي سواء على الصعيد الشعبي أو الحكومي بضرورة تسليط الضوء على الآبار المكشوفة ومحاسبة كل مقصر ومتهاون في أرواح البشر وأقوى مانستشهد به ما قامت به المملكة العربية السعودية عن ردمها وتحصين 2450 بئرًا مهجورة في المرحلة الأولى وإنها ستواصل العمل على ردم بقية الآبار المكشوفة. وتحت شعار “ببلاغك.. تنقذ روحًا” أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة الخدمة على نظام بلغ أو الاتصال على 939؛ حيث حثت الجميع على ضرورة الإبلاغ عن أي آبار مهجورة.
ختامًا قد أبكتنا معاناة ريان وقتلنا رحيله، لكننا نعلم بيقين أنه غادر عالمنا إلى عالم أجمل وأنقى وأطهر، عالم يليق بطفولته البريئة؛ حيث الجنة ونعيمها، عزاؤنا أنك يا ريان طير من طيور الجنة تحلق فيها بأمان وسلام، فاللهم صبرًا وجبرًا لقلوب والديه واللهم لطفًا بأفئدة تعلقت بحب ريان.
واسطة سلبية
يقول صديقي كنت خارجًا متأخرًا من العمل في حدود السادسة، وكان العمل ينتهي في الرابعة وتفاجأت بمدير إحدى الإدارات يقف بسيارته بجانبي وينزل ليسلم عليّ، (أعرفه منذ كان موظفًا عاديًا).. المهم بَدَت عليه علامات الإنهاك والتعب وعدم التركيز.
نعم هذا الموظف سخَّر كلَّ علاقاته في الوصول لمنصب أعلى، ولا ضير في ذلك، ولكن كما هو معلوم عنه أنَّه متواضع الإمكانيات والقدرات، وهي ما أهمل تطويرها حتى أصبح بعد أن ترقّى مادة للتَّندُّر والسخرية من قراراته، وأيضًا عُرِف عنه الشخصنة والكذب والتربص بالأَكِفَّاء.
يقول صديقي، كان مثارًا للشفقة فاستثماره الناجح في علاقاته (الواسطات) لم يقابله تطوير ورفع لقدراته المهنية والإدارية مما سبب له إحباطًا وقلقًا وتخبُّطًا حتى حسب ما سمعت في حياته الأسرية وعلاقاته الاجتماعية.
قيل: الرجل المناسب في المكان المناسب، فإذا جاء المكان عليك أن تكون المناسب له.
ويبقي ضحايا الواسطات السلبية نراهم حولنا يرجعون عقارب الساعة ويتطفلون على الحقائق ويئدون الإبداع ويعطلون المبدعين.

قال تعالى: (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
وقال صلى الله عليه وسلم: “من ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قلة”.
ومن الجانب الآخر نرى فعلًا ممن طوروا مهاراتهم وقدراتهم مستفيدين من صلاحيات المنصب بعد الوصول إليه فتراهم يستشيرون ويدعمون ، وييسرون الأمور وتشهد على إنجازاتهم بيئة عمل مشجعة وأرقام محققة.
ذو همة وهمم
أبطال ولم يهزمهم شيء ولم يكونوا إلا في العالي لم يعيقهم شيء فقط اجتازوا مرحلة صعبة من عمرهم والله عوضهم بشيء أكبر من ذلك وقدر كبير والله كريم حليم لا يخذل عبد لجأ إليه.
ذوي الهمم والعزم والعزيمة ذوي الإصرار والمهارة الجميلة لقد مَن الله عليهم بنعمة كبيرة وهي الذكاء الخارق والوصول إلى المبتغى في غاية السهولة وتوفير شيء لهم رائع يصقل مهاراتهم بكل عزم.
كرسوا بنوا رغم كل شيء فهناك جزء كبير في المجتمع يرعاهم ويرعاهم الرحمن وبعلو وافتخار بهم وبكل شغف ندعم كل شيء يفعلونه وهذا شرف عظيم بأننا نكرس تعليم أبنائنا بأن ذوي الهمم أبطال هم وسيبقون أبطال إلى نهاية المطاف لم يقفوا عند حد معين ولهم الأجر بكل خطوة وبكل أمانة أقولها ليواصلوا عملهم بكل شرف وهمة ونحن معهم بكل خطوة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب