22 ديسمبر، 2024 1:43 م

سيد الرصاص.. لن ترجح كفة الكراسي

سيد الرصاص.. لن ترجح كفة الكراسي

إزدحمت صالات المطار بسكان الخضراء وعوائلهم عند دخول الدواعش الى ارض الموصل, فقد قرروا العودة من حيث اتوا تماما كما فعلوا في حقبة البعث من قبل, فالأوطان البديلة والجنسيات المزدوجة تضمن لهم نعيماً اخر بعيدا عن جحيم وطن الفقراء, أما خارج الخضراء فقد تزاحمت أكتاف الرجال على الجبهات للدفاع عن العراق, فكان أبناء بيوت الطين على السواتر وكان المخلصين في طليعة الركب فلم ولن يختاروا سوى العراق وطنا
وريث نرام سين العظيم الملك الاكدي سطع نجمهُ في حرب تحرير الموصل, وراح يوزع النصر والمجد بين ازقة الموصل التي انهكها الموت, فكان عبد الوهاب الساعدي أكدي قادم من قلب التاريخ اطاح باركان الخلافة المزعومة وراح ينسج من خيوط الشمس رداءً للموصل كما يليق بها كما اطاح نرام سين ببرابرة زاغروس.
عبد الوهاب أو رومل العراق كما يلقبه الناس لم يكتف بتوجيه الاوامر بل كان يزاحم جنوده على السواتر كتفا بكتف, يواجه الشظايا ويفترش الأرض ويأكل مما يأكلون هذا الرجل العظيم الذي احتل ضمائر ووجدان العراقيين قبل قلوبهم, وأخلص للبلاد حد النخاع وتركت الشظايا بصمتها عليه, يستبعد دون سابق انذار فقط لأنه لا يروق لأمريكا وقادتها.
سيادة الفريق يا سيد الرصاص لا يجتمع الحر والعبد وانت حر كصقر طليق, ماذا نرجو من حكومة تتقن دور عبد مأمور يأتمرون بأوامر امريكا ويرون ما ترى فالرهانات على أن تبقى الاجهزة الامنية ضعيفة مازالت قائمة, وحلم الاطاحة بالمؤسسة العسكرية مازال يراود أصحابه, ويبدو أنهم متمسكين به فلم يكتفوا بتخاذل غيدان و الغراوي وقنبر, وأغاضهم اسقاط الرهانات على خارطة الشرق الجديد, فأتجهوا للخلاص من رموز المؤسسات الامنية وخيرة قادتها
بين( بسطال) لبطل غيور وكرسي لا يملك صاحبه من أمره شيء, ترجح كفة البسطال فالكرسي عند أمير المؤمنين لا يساوي شسع نعل اذا لم يتحقق عدل أو يرد باطل, فالشعب والتاريخ لم يقدس أهل الكراسي بل يقدس المدافعين عن الاوطان الذين تزاحموا في ارضه وسمائه للدفاع عنه … ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها إذا انحطت البازات وأرتفع البط.