وعذرا إذ تجرأتُ ورفعتُ صوتي اليك ،عذرا إذ أختصرت الطريق ، دون سلاسل من جبال المراجع ، وإجراأت المقابلة التي قد لا يحين موعدها ابدا ، عذرا ، فلم نزل حديثو عهد بالدكتاتورية والحكم الفرعوني ،والرعب التي تزرعها فينا ، شخصية على قمّة هرم السلطة وكأنها إله!.
رأيتك على قناة (البغدادية) وأنت توزّع الأراضي على ثلاثة الاف عائلة من المستحقين ، ولا أفسّرهذا الانجاز غير كونه رمزيا ، ورمزيا فقط ،مكرمة قد تأخرت عشر سنوات ، فهل تعلم يا سيدي ان ملايين العائلات العراقية ، تستأجر سكنها ، أو من المتجاوزة على أراضٍ هي مُلك الدولة ، وقد كان شعارك (لا أريد ان أرى عراقيا لا يملك سكنا) ، فهل تقصد بذلك غض النظر نهائيا عمن لا يمتلك سكنا ؟، فكل الظروف والوقائع والمعطيات تدل ان مشكلة السكن مزمنة شأن كل مشاكلنا ، وليس لها حل مهما كانت بسيطة ،فما كان عليك هذا التعب ، هل ان جميع مشاكلنا قد انتهت ، حتى تقوم شخصيا بتوزيع الاراضي ، الذي هو من واجب درجات بعيدة عنك في سلسلة المراجع ؟ ، ولا أعلم ، هل هذا تواضع جم ، أم انها دعاية انتخابية انتهى اوانها ، كأنتهاء صلاحية البسكويت- الفضيحة؟.
هل تعلم ياسيدي اننا عُدنا الى مربع ما تحت الصفر في محاربة الارهاب ؟ ، وعشر سنوات والاف الارواح ومليارات الدولارات قد ذهبت أدراج الرياح ، وها هي (داعش) تقضم اراضينا حتى وصلوا الى تخوم بغداد ، بل الى داخلها ؟
رأيتك وسمعتك تقول (أنا أعلن أن وزارة الكهرباء فاشلة) ، وكنا ننتظر منك أن تبطش بالفاسدين والمتقاعسين والفاشلين ، نعم يا سيدي ، فمثل هؤلاء لا يفيد معه الا البطش العادل الذي دونه الباطل ، لكنك لم تفعل ، ثم قلتَ (أعلن أن أزمة الكهرباء قد انتهت) ، لكنها لم تنتهِ، وقلتَ (هزمنا الأرهاب) ، لكنه استفحل !.
سيدي
كيف برأيك يكون شكل ولون الفشل؟ ما فائدة ان تكون على قمة هرم السلطة ، نظيفا ولامعا كالنجم الساطع ، وبقية الهرم قد عاثت فيه الأرَضة فسادا ونخرا حتى صار مثل (جرف هارٍ) ، سينهار لا محالة .
عذرا سيدي ، أنا أعلم بسعة صدرك ، فـﺂخر ما نحتاجه هو رئيس ضيق الصدر ، فأنا مجرد (عراقي) ، قاب قوسين أو أدنى من الجنون ، يعيش في زنزانة اسمها (العراق) ، ويا ليت لو كانت مربّعة كزنازين العالم ، لكنها مثلثة الشكل بعد أن أكل (الفساد) حائطها الرابع ! ، فهل أنتظر –سيدي – أن يأكل الفساد الحائط الأخر ، فأصبح بين حائطين يُطبقان عليّ ، فتُزهق روحي ؟!.