9 أبريل، 2024 12:38 م
Search
Close this search box.

سيدي انك ارهابي

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايشعر قادة الأرهاب المسلح بالحرج من مقتل ابرياء نتيجة عملياتهم العسكرية التي تستهدف خصومهم،حتى لوكان هؤلاء الابرياء من ضمن ملتهم (قاعدة التترس تعني جواز قتل المسلم اذا تترس ( اي احتمى ) به الكافر)  بل ، وبالعكس من ذلك ، فانهم يعتقدون باسدائهم الفضل لضحاياهم الابرياء، فهم يؤمنون بأن  اية رقعة  يختارونها لتنفيذ عملية مسلحة ستعتبر ساحة جهاد مقدسة ومن صادف وجوده فيها وقتل وهو غير مستهدف بالقتل قصدا فان مثواه الجنه .
 وهكذا عندما يضعك حظك ( السعيد) في مكان (ما) قرر شيوخ الأرهاب انه ساحة جهاد فانك ستنال( الشهادة)، مرغما، اذا قتلك التفجير الذي صمم لاستهداف غيرك وستذهب فورا (ومرغما ايضا) الى الجنة وبيدك كتاب تزكية من الشيخ الذي امر بتنفيذ تلك العملية ( الجهادية ) . فاي فضل اكبر من فضل ادخالك الجنة ؟
 هذه العقلية (الجهادية ) المخبولة  تجعل ( الجهاديين ) عمليا في حرب صريحة ومعلنه ضد جميع البشر ايا كان لونهم او دينهم او محل اقامتهم ،فكل فرد في الكرة الارضية مستهدف من الارهابين استهدافا مباشرا اذا كان ضمن اهدافهم (الجهادية ) ، واستهدافا غير مباشر لأمكانية تواجده في (ساحة جهاد) ساعة تنفيذ (عملية جهادية)، والفرق بين الحالتين ان الاول في النار بحكم خصومة (الجهاديين) له  والثاني في الجنة ببركة فتوى (الجهاديين)  حول مصير الضحايا الابرياء ( التترس) .
 وفي الحالة العراقية  فان جميع ابناء العراق ، من دون اي استثناء ، سواء كانوا مع او ضد الحكومة ، هم عمليا في حرب سافرة ضد الأرهابيين ، فانت حتى اذا كنت تشارك الأرهابيين ، او تشارك بعضهم، معتقداتهم فان احتمال قتلك على أيديهم امر وارد جدا ، فالامر متروك للصدفة وربما للحظ ايضا ، وعليه فان مبدا الدفاع عن النفس يفرض على اي عراقي المشاركة في الحرب ضد الارهابيين، ايا كان دينهم او مذهبهم او فكرهم او معتقدهم،وعلى وسائل الاعلام العراقية (وخاصة المملوكة للدولة ) ايضاح هذه الحقيقة باستمراء وبطرق مختلفه منها ( بل انجحها ) التعريف الشامل وواسع النطاق بضحايا الارهاب كي يدرك الجميع ان حرب الارهابيين تستهدف الجميع دون اسستثناء . ان ايصال المواطن العراقي ( اي مواطن ) الى قناعة راسخة بانه مستهدف باية لحظة من قبل الارهابيين سيجعله ( كخطوة اولى ) مستعدا نفسيا للمشاركة في الحرب ضد الارهاب.
ان الوسائل العسكرية الحكومية ، كما اثبتت الوقائع في العراق وامكنة اخرى ، مهما تنوعت واتسعت مدياتها فانها عاجزة عن محاربة الارهاب والقضاء عليه من دون مشاركة الشعب الواسعة جدا، كما ان وعي المواطن لدوره في تحرير نفسه من الخوف الدائم الذي يسببه احتمال تعرضه للقتل على يد الارهابيين باية لحظة ، وتطور هذا الوعي الى وعي جمعي والى ممارسة جمعية واعية  هو اهم عوامل القضاء على الارهاب .هذا الوعي لايكون فعالا الا اذا ارتبط بمفهوم واضح  وشامل للارهاب .
لقد اعطيت تعاريف كثيرة للارهاب ولكن وبعيدا عن فذلكة التعاريف فأن الأرهاب لايقتصر على استخدام العنف لتحقيق غايات معينة فهناك الأرهاب الفكري الذي يستخدم وسائل فكرية ( دينية خاصة ) لسلب الحرية الفكرية للآخر ،وهناك الأرهاب الأقتصادي الذي يستخدم وسائل اقتصادية ( مملوكة للدولة احيانا )  لتحقيق اهداف معينة ( سياسية بالدرجة الساس ) ،وهناك الأرهاب الاجتماعي الذي يسعى ، بالعنف والترهيب غالبا، الى (سكب ) السلوك الاجتماعي لكافة افراد المجتمع بقالب محدد ، ومن لايمتثل لهذه ( الدعوة او الهوس ) تلصق به تهم الانحراف أوالشذوذ التي تبرر لموتورين اخرين   تحطيم منتدياته التي يرتادها او حتى تحطيم راسه بحجر(بلوك ) على قارعة الطريق.
ان هذه المفاهيم الشاملة عن الأرهاب ،التي من واجب وسائل الاعلام الوطنية ترسيخها في وعي المواطن، يجب ان تكون بعيدة عن الانتقائية والتبريرية.
فالانتقائية ،التي تدين او تحارب نوعا  واحدا من انواع الارهاب وتغض النظر عن الانواع اخرى، تشل مسعى الحرب على الارهاب وتطعن في جدية القائمين علىيها وتحرم ( كتائب ) تلك الحرب من مشاركة الشعب الواسعة ، فكيف للمواطن ان يشارك في الحرب ضد الارهاب المسلح وهو يرى قادة تلك الحرب يرهبونه سياسيا اوفكريا او اقتصاديا او اجتماعيا؟
الحرب على الأرهاب يجب ان تكون شاملة ( ضد كل انواع الأرهاب ) كي تضمن المشاركة الشاملة لابناء الشعب .
اما التبريرية ،التي تبحث عن ذرائع لبعض العمليات او الممارسات الارهابية  لاسباب سياسية او عقائدية او طائفية ، فهي تجعل من اصحابها جزء من معسكر الأرهاب لأنك حين تعلن انضمامك الى جبهة محاربة الأرهاب فعليك ان تحارب كل انواع الارهاب وكل فصائله وجنده ، فلايمكنك ان تدعي محاربة الارهاب لانك في حرب ضد( القاعدة واخواتها) ولكنك تؤيد او تغض النظر  عن ارهاب( جيش المهدي وملحقاته)   والعكس صحيح ، كما لايمكنك ان تدعي محاربة الارهاب و(عسسك) المدججون بالسلاح منهمكين بتمزيق الكتب على قارعة الطريق ويحاولون  وبالقوة الغاشمة وضع افراد المجتمع العراقي بقوالب سلوكية تراها انت صحيحة ..عندما تفعل ذلك ستكون ارهابيا في واقع الحال.
 الارهابي لِايمكن ان يكون ارهابيا ومكافحا للارهاب في ان واحد ولهذا فقد فشلت ( محاولات ) مكافحة الارهاب في العراق ولابد من بداية جديدة.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب